يعيش الفنان السعودي بدر الشعيبي حالة من التألّق الفني بعد النجاح الكبير الذي حققه ألبومه الغنائي الجديد “النسخة الجديدة” والذي تضمن 15 أغنية قدّمها باللهجات المصرية والخليجية والعراقية، وعقب نجاح مسرحيته الجديدة “أبرا كدابرا” التي تُعرض حالياً في الكويت. في حواره مع “لها”، يكشف الشعيبي تفاصيل ألبومه الجديد، ويتحدث عن تقديمه الأغنية المصرية للمرة الأولى، كما عن طموحاته وإمكانية تقديمه ألحاناً لعدد من نجوم الغناء المصريين، ودور هيئة الترفيه السعودية في دعم الفنان السعودي.
– ما تقييمك للحالة الفنية التي أحدثها ألبومك الغنائي الجديد “نسخة جديدة” والذي طرح عبر المنصات السمعية و”يوتيوب”؟
ردود الفعل على الألبوم جيدة، وهو بالنسبة إليّ تجربة أخوضها للمرة الأولى، ويضم 15 أغنية بلهجات عربية متنوعة منها الخليجية والمصرية والعراقية، كما تعاونت فيه مع أسماء كبيرة في عالم الأغنية العربية، من بينهم: تامر حسين وعزيز الشافعي وتوما. عموماً، أنا راضٍ تماماً عن هذا الألبوم، وأعتبره من أهم تجاربي الغنائية.
– لماذا ضمّنت ألبومك الجديد ثلاث أغنيات مصرية؟
بما أنها تجربة جديدة، كان عليَّ أن أقدّم عربون حبّ الى جمهوري المصري الذي دائماً تعجبه أغانيّ، وقد حققت أغنية “أعلى نسبة مشاهدة” نجاحاً كبيراً في مصر وكل الدول العربية، وذلك بفضل كلماتها وألحانها والفكرة التي يتمحور حولها الفيديو كليب. كما أن مصر من أَحبّ البلدان الى قلبي، فأنا أزور القاهرة أكثر من ثلاث مرات في الشهر الواحد… يتميز هذا البلد بطابع فريد، فالبيئة التي يعيش فيها المصريون تخلق حالة من الإبداع.
– ولماذا تطرح أغنيات عدة في ألبوماتك الغنائية؟
يجب أن يكون لديَّ رصيد كبير من الأغنيات لكي أشدو بها في الحفلات التي أُحييها في دول الخليج ومصر، وإذا اكتفيت بتقديم أغنية واحدة أو ألبوم في العام الواحد فسأضطر عندها إلى تقديم أغنيات لمطربين آخرين، وأنا أفضّل أن أُغنّي لجمهوري أغنياتي الخاصة، ويُسعدني أن أعمالي تحصد ملايين المشاهدات وتحتل المراكز الأولى في بورصة أغاني الخليج، وهو ما يشجّعني على الاستمرار بالنهج ذاته.
– هل هناك لهجات تتمنى الغناء بها؟
أتمنى أن يكون لي أغنيات بكل اللهجات العربية، وأسعى للغناء باللهجتين المغربية واللبنانية.
– لماذا اخترت “النسخة الجديدة” عنواناً لألبومك؟
هذا العام أكون قد أكملت 23 عاماً من العمل في مجال الفن، ما بين التمثيل والغناء والمسرح، ولذلك قبل البدء بالعمل على أغنيات ألبومي الجديد، عاهدتُ نفسي أن أقدّم لجمهوري نسخة جديدة خاصة ببدر الشعيبي، بحيث شاركت في كل لحن قُدّم لي ووضعت عليه بصمتي التي يحبّها الجمهور، وأتمنى أن ينال الألبوم إعجابهم، وأعدهم بالمزيد من المفاجآت الفنية.
– ما أفضل إشادة تلقيتها؟
بالتأكيد، إشادة الفنانة المصرية القديرة نبيلة عبيد بي، فشرف كبير لي أن ترقص نجمة كبيرة مثل نبيلة عبيد على أنغام أغنيتي الشهيرة “أعلى نسبة مشاهدة”.
– هل أنت راضٍ عما قدّمته حتى الآن في مسيرتك الفنية؟
الفنان الذي يقول إنه راضٍ عما قدّمه من أعمال يكون قد وضع نهايته في عالم الفن، فلا سقف لطموح الفنان مهما حقق من نجاحات. أنا سعيد بما قدّمته في الفن، ولكن طموحاتي كثيرة، ومنها الوصول الى العالمية، والعالمية بالنسبة إليّ ليست في أن تنجح أغنية لي في الغرب ويرقصوا على أنغامها، فهذا أمر عادي، ولكن العالمية هي أن تغنّي على أضخم المسارح في العالم، ويدفع الجمهور ثمن تذكرة الحفل من أجل رؤيتك والاستماع الى أغنياتك، وهذا ما حدث معي بالضبط حين غنّيت في بطولة كأس العالم بقطر 2022.
– التقيتَ أخيراً بتامر حسني في إحدى الحفلات بالكويت، عمَّ تحدّثتما؟
بلا شك تامر حسني فنان مبدع ومن أهم فنّاني الوطن العربي؛ وليس في مصر فقط، وهو في مرحلة من النجومية لا يحتاج فيها إلى دعم أو إشادة من فنان آخر، وعندما التقيت به خلال حفل أحياه في الكويت آخر العام الماضي، وجدته يدعمني ويشدّ من أزري، وقد رحّب بي على المسرح وشكرني. تامر فنان بكل معنى الكلمة، وهو ليس بحاجة الى دعمي، ولكنه يؤمن بأهمية دعم المواهب الشابة وتقديمها الى الجمهور.
– هل يمكن أن تلحّن لمطربين مثل تامر حسني؟
عندي أكثر من لحن جاهز لتقديمه الى نجوم الغناء المصري والعربي، فخلال التحضير لأغنيات ألبومي الأخير في مصر، جلست مع الشاعر تامر حسين وعملنا على أكثر من أغنية جديدة وأصبحت جاهزة في يد الشاعر المصري، وهو يمتلك النسخ الأولى من تلك الأغنيات في حال رغب أي فنان بغنائها.
– هل يلقى الفنان الشاب السعودي الدعم الكافي للانتشار؟
كل فنان مجتهد يجد الدعم الكافي لموهبته، وأي فنان يبتكر عملاً فنياً جديداً سينجح ومع النجاح سيجد المنتجين والشعراء والملحنين يأتون إليه من أجل التعامل معه، وليس بالضرورة أن يبدأ الفنان مع عمالقة الإنتاج والشعر، فمن الممكن أن تحقق أعلى درجات النجاح من خلال عمل بسيط مع أسماء صغيرة.
– هل جيل الشباب السعودي الذي من بينهم بدر الشعيبي قادر على منافسة جيل العمالقة في المملكة؟
لا بد في البداية من تقديم الشكر الى عمالقة الغناء السعودي والخليجي: محمد عبده وعبد المجيد عبد الله وعبادي الجوهر وطلال سلامة وخالد عبد الرحمن وراشد الماجد، ولكن جيل الشباب قادر وبقوة على إثبات نفسه، والتأكيد أن في المملكة أصواتاً كثيرة واعدة وقادرة على بلوغ النجاح. وهنا أشكر المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه السعودية على ما فعله بحيث أوصل صوتنا وموسيقانا الى كل دول العالم، وقدّم الفن السعودي للجميع.
– ما رأيك في فكرة برامج المواهب الغنائية التي كان لها دور كبير في ظهور نجوم الغناء السعودي من جيل الشباب؟
برامج المواهب الغنائية التي انتشرت في الوطن العربي خلال السنوات العشر الأخيرة، اختصرت سنوات وخطوات ومراحل عدة للشباب، وكان لها دور السحر في نجاحهم وتألقهم، حتى الخاسرون في تلك البرامج كانت لهم حصة من النجاح والشهرة، فأنا أرى أن وصول المتسابق الى البرنامج بحد ذاته إنجاز، وسواء فاز أو لم يفز، عليه من بعد الوصول أن يستكمل مشواره بنفسه وأن يكمل نجاحه مع نفسه، لأن البرنامج مهما بلغ من شهرة لن يكون قادراً على جعله نجماً ما لم يكن يملك الموهبة الحقيقية.
– هل ترى أن من الأفضل استمرارها؟
لا أعتقد أن هناك شخصاً في المجال الفني ضد تلك البرامج، لأنها كانت سبباً رئيسياً في وجود عشرات النجوم في الوقت الحالي، كما أنها اختصرت عشرات الخطوات في مشوارهم، ولكنني لا أحبّذ كثرتها بهذا الشكل، حتى لا يملّ المشاهد منها فيبتعد عنها ولا يتابعها، فالشيء إذا زاد عن حدّه انقلب إلى ضده، كما أتمنى أن تكون تلك البرامج رحيمة مع المتسابقين ولا تتركهم في منتصف الطريق، فأنا مثلاً لم أحصل على لقب البرنامج الذي شاركت فيه، ولكن استطعت مع نفسي أن أجذّف في بحر النجومية بمفردي.
– ما رأيك في الانفتاح الفني وإحياء الحفلات الغنائية في المملكة العربية السعودية الفترة الماضية؟
هو فعلاً عمل عظيم، فهيئة الترفيه السعودية لم تقصّر قطّ في العمل خلال الفترة الماضية، واستقطبت كبار مطربي الوطن العربي إلى الأراضي السعودية، وأوجّه شكراً خاصاً للمستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه على كل ما فعله، وأنا واثق بأن الآتي سيكون أفضل.
– كيف تقيّم تجربتك كممثل لمنصة osn في حملتها الأخيرة؟
شرف كبير لي أن يتم اختياري من السعودية لتمثيل منصة من أهم منصات الدراما والترفيه في العالم. أرى أن مشاركتي في المنصة تجربة فريدة من نوعها، وأشكر كل من ساهم في انضمامي إليها، من بينهم المخرج الموهوب عمر الزهيري، وأتمنى ألا يقف التعاون بيننا عند هذا الحد.
– هل توقعت النجاح الكبير الذي حققته مسرحيتك الجديدة “أبرا كدابرا” التي تُعرض في الكويت وتشارك فيها كممثل ومخرج؟
أرى دائماً أن دولة الكويت غنية بالمواهب الفنية، وأعتقد أن العمل المسرحي “أبرا كدابرا” نجح بفضل هذه المواهب التي برزت في الكويت في السنوات الأخيرة، وشاركت معنا في العمل، حيث إننا قدّمنا في فترة قصيرة 55 عرضاً شارك فيها أكثر من 100 شخص، كما تلقيت التهاني من كبار الفنانين العرب وأبرزهم الفنانة بلقيس فتحي.
اترك ردك