قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد الرضا السنوسي أن الذكرى الـ 71 لاستقلال ليبيا تذكرنا جميعًا بما استطاع الشعب الليبي تحقيقه منذ عقود طويلة من الاستقرار والازدهار والتقدم، مشددًا على أن الآباء والأجداد وعلى رأسهم الأب المؤسس إدريس السنوسي، قد نجحوا جميعًا في التكاتف ولم الشمل الليبي، من خلال رفع شعار التطلع إلى مستقبل واعد لدولة يحكمها الدستور والقانون. وأضاف الأمير محمد السنوسي أن ذكرى الاستقلال تذكرنا أيضا بالأوضاع المأساوية التي وصلت إليها ليبيا من أجل الصراع على المال والسلطة على حساب الوطن، مؤكدًا أن العابثين بمقدرات ليبيا في الوقت الراهن، قد حولوا أرضها إلى ساحة للحرب والقتال، وبثوا بين أفراد شعبها الأحقاد والنعرات، لتكون سببًا في معاناة الشعب الليبي. وأشار إلى أن الشعب الليبي يعاني من العبث والتلاعب الداخلي والخارجي بالدولة الليبية والذي ظل لفترات طويلة، ولكن آن الآوان لتنقضي هذه الحقبة من الظلام والمعاناة الذي يعيشها الليبيون، مضيفًا أن: “ليبيا تعرضت خلال سنوات طويلة إلى حملات تشويه وتشكيك، ومحاولات لاختطاف دستور الدولة من قبل البعض، ولكن الشعب الليبي سيظل شامخًا أمام أي محاولات لسرقة حقه التاريخي، واسترجاع شرعيته الدستورية وعودة ليبيا إلى الليبيين”. ونوه إلى أن التشاور مع العديد من القوى الوطنية والاجتماعية حول الشرعية الدستورية المتمثلة في الدولة الليبية لا زالت تمثل المظلة المناسبة لشركاء الوطن الواحد، منوهًا إلى أنه لا سبيل للخروج من المأساة التي يعيشها الليبيون، إلا من خلال حوار وطني يضع نصب عينيه الوصول إلى بر الأمان، من خلال دولة ديمقراطية يحكمها الدستور والقانون. وأوضح أنه لابد من أن يكون هناك اتفاق داخلي حول البناء السليم للعملية السياسية التي تحمل آمال الشعب الليبي، ووضع اللبنات السليمة لبناء مستقبل زاهر للأجيال القادمة، والحفاظ على مقدرات ليبيا وثرواتها، وذلك من خلال توفير الدعم اللازم لما تتطلبه هذه الخطوات من رعاية وتشجيع. وصرّح أيضاً بأن الاختلاف في الآراء والتوجهات أمر طبيعي، ولكن يجب أن يكون هذا الاختلاف بعيدًا عن الحقد والكراهية التي تؤدي لمزيد من الشقاق والتباعد بين صفوف الشعب الليبي، مضيفًا أنه: “لابد من أن نصبح يدًا واحدة ونشترك جميعاً في بناء طريق مشرق للأجيال المستقبلية في وطن يسوده العدل والمساواة والإخاء”.
اترك ردك