الزعيم الكوري الشمالي يحث على زيادة إنتاج الأسلحة النووية ردا على “حرب باردة جديدة”

سيول، كوريا الجنوبية (أ ف ب) – دعا الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى زيادة هائلة في إنتاج الأسلحة النووية وإلى أن تلعب بلاده دورا أكبر في تحالف الدول الذي يواجه الولايات المتحدة في “حرب باردة جديدة”. حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية، الخميس.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن كيم أدلى بهذه التصريحات خلال جلسة استمرت يومين للبرلمان الذي عدل الدستور ليشمل سياسته المتمثلة في توسيع برنامج الأسلحة النووية في البلاد.

وجاءت جلسة مجلس الشعب الأعلى يومي الثلاثاء والأربعاء بعد أن سافر كيم إلى أقصى شرق روسيا هذا الشهر للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزيارة مواقع عسكرية وتكنولوجية.

وأثارت الرحلة مخاوف غربية بشأن تحالف أسلحة محتمل تزود كوريا الشمالية بموجبه بوتين بالذخائر التي يحتاجها بشدة لتغذية حربه على أوكرانيا مقابل مساعدات اقتصادية وتقنيات روسية متقدمة لتعزيز الأنظمة النووية والصاروخية لكوريا الشمالية.

وبينما تنهي كوريا الشمالية ببطء إغلاقها الوبائي، يعمل كيم بنشاط على تعزيز شراكاته مع موسكو وبكين في الوقت الذي يحاول فيه الخروج من العزلة الدبلوماسية والانضمام إلى جبهة موحدة ضد واشنطن. ووصف العالم بأنه يدخل في “حرب باردة جديدة” وأنه يتعين على كوريا الشمالية تطوير قدراتها النووية ردا على ذلك.

وجاءت تقارير وكالة الأنباء المركزية الكورية بشأن تصريحات كيم بعد يوم من تأكيد كوريا الشمالية إطلاق سراح الجندي الأمريكي. ترافيس كينج، الذي يتم إعادته الآن إلى أمريكا، بعد شهرين من هروبه عبر الحدود شديدة التحصين إلى الشمال.

ويتحدى طرد كينغ السريع نسبياً التكهنات بأن كوريا الشمالية قد تمد فترة احتجازه للحصول على تنازلات من الولايات المتحدة، وربما يعكس عدم اهتمام كوريا الشمالية بالدبلوماسية مع واشنطن.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن أعضاء الجمعية وافقوا بالإجماع على بند جديد في الدستور “لضمان حق البلاد في الوجود والتنمية وردع الحرب وحماية السلام الإقليمي والعالمي من خلال التطوير السريع للأسلحة النووية إلى مستوى أعلى”.

وقال كيم في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة إن “سياسة بناء القوة النووية التي تنتهجها كوريا الشمالية أصبحت دائمة باعتبارها القانون الأساسي للدولة، والذي لا يجوز لأحد أن ينتهكه بأي شيء”. وشدد على ضرورة “المضي قدما في هذا المشروع”. وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية: “نعمل على تعزيز إنتاج الأسلحة النووية بشكل كبير وتنويع وسائل الضربة النووية”.

وأشار كيم إلى ما وصفه بالتهديد المتزايد الذي تمثله الولايات المتحدة المعادية وتعاونها العسكري المتوسع مع كوريا الجنوبية واليابان، واتهمهما بإنشاء “النسخة الآسيوية من حلف شمال الأطلسي، السبب الجذري للحرب والعدوان”.

وأضاف: “هذا مجرد أسوأ تهديد فعلي، وليس خطاب تهديد أو كيان وهمي”.

وحث كيم دبلوماسييه على “مواصلة تعزيز التضامن مع الدول التي تقف ضد استراتيجية الهيمنة الأمريكية والغرب”.

وصلت التوترات في شبه الجزيرة الكورية إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات، حيث أطلقت كوريا الشمالية أكثر من 100 صاروخ منذ بداية عام 2022، ووسعت الولايات المتحدة مناوراتها العسكرية مع حلفائها الآسيويين، في ردود متبادلة.

وفي العام الماضي أقرت الجمعية مبدأ نوويا جديدا ليصبح قانونا يسمح بشن ضربات نووية وقائية إذا اعتبرت قيادة كوريا الشمالية معرضة للتهديد.

Exit mobile version