تحدث وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض خلال الجلسة التي عقدت على هامش “المؤتمر العربي الرابع للمياه” وضمت وزراء من الدول العربية واختصاصيين من خبراء، كل شرح معاناة بلده في قطاع المياه والحلول التي يتم العمل عليها بغية المعالجة، وقال:” كان امس يوما مائيا طويلا بدأناه مع إفتتاح المؤتمر العربي الرابع للمياه واستكملناه في الدورة الرابعة عشرة للمجلس الوزاري العربي للمياه، حيث سلمنا رئاسة الدورة لوزير الثروة المائية الليبي، والآن نحن في هذه الجلسة مع الأشقاء والزملاء للوقوف على أبرز أهداف هذا المؤتمر الهام وسنتابع من خلال جلسة حول الترابط بين المياه والغذاء والطاقة في ظل ظروف الندرة المائية في المنطقة العربية”.
وتابع:”من كل ما تقدم، أقول أنّ ما يميزنا عن باقي المناطق أنّنا دول شقيقة تتكلم اللغة نفسها ولدينا عادات وتقاليد متشابهة وشعوبنا شقيقة ونملك ثروات هائلة، والأهم من ذلك أنّ لدينا المظلة التي يمكن لنا العمل عبر مؤسساتها على تعزيز التعاون والتكامل، الا وهي جامعة الدول العربية. إنّ هذه المنصة التي تجمعنا دوريا هي نعمة لدولنا ويجب تطويرها وإعلاء شأنها وتعزيز دورها خدمة لشعوبنا وبلداننا. وفي هذا المجال لفت اليوم خلال جلسة افتتاح الدورة الرابعة عشر للمجلس الوزاري العربي للمياه الى التقدم الكبير الحاصل في تأسيس المركز العربي لدراسات اقتصاديات المياه والذي سوف يشكل مستقبلاً مكاناً توضع فيه الإستراتيجيات المائية العربية المشتركة بغية تحقيق الأهداف التي تناقش اليوم وغداً في هذا المؤتمر”.
وأضاف:”إذا تكلمنا تحديداً عن الأمن المائي في لبنان، نجد بأنه، وعلى الرغم من عدم ندرة الماء لدينا وذلك بسبب كثافة التساقطات الناتجة عن جغرافية البلد وتموضعه على الواجهة الشرقية للبحر المتوسط، فإنّ مستوى الخدمة قد تدنى بشكل كبير خلال الأعوام الثلاثة الماضية بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة وتدني سعر العملة الوطنية وارتفاع كلفة الطاقة حتى باتت تتعدى الـ70% من الكلفة الإجمالية للمتر المكعب الواحد. لذلك أصبحت المؤسسات العامة المسؤولة عن استثمار وتوزيع المياه على شفير الانهيار المالي”.
وتابع:”نسعى اليوم إلى اتخاذ إجراءات إصلاحية جذرية أهمها: تعديل تعرفة استهلاك المياه بدءاً بتغطية كلفة التشغيل والصيانة وأجور الموظفين وصولا الى تغطية كلفة الاستثمار لاحقا، السعي إلى تخفيض كلفة الطاقة عن طريق الاعتماد على الطاقة المتجددة لتشغيل محطات التكرير والضخ والمعالجة، الاعتماد على الينابيع الطبيعية والمياه السطحية والسدود والتغذية بالجاذبية وتخفيف الضغط على المياه الجوفية وما تحتاجه من طاقة لتغذية محطات الضخ، إضافة إلى إعطاء الأولوية لتأهيل الشبكات بغية تخفيض الهدر الفني والقيام بحملات رفع التعديات عن الشبكات وتفعيل الجباية واعتماد العدادات والتخلي عن الاشتراكات الثابتة بالعيار”.
وختم:”كذلك نسعى الى اعتماد طرق الري الرشيدة بالنقاطات والتخلي عن الري بالإغراق، اللجوء خلال الفترة الانتقالية إلى الجهات الدولية المانحة للمساعدة على سد الثغرات في موازنات المؤسسات الاستثمارية للمياه من خلال الهبات والمنح المخصصة لتغطية كلفة التشغيل والصيانة وقطع الغيار والمواد الكيميائية المستعملة في تعقيم المياه، إضافة إلى إنشاء خطوط كهربائية مخصصة لخدمة المنشآت المائية الإستراتيجية تتمتع بتغذية 24/24 ساعة بهدف التخفيف من الاعتماد على المولدات الكهربائية المكلفة جداً، بانتظار تحسن التغذية الكهربائية العامة في لبنان”.
اترك ردك