في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان، لن يتمكن المواطن بسهولة من متابعة مباريات مونديال قطر 2022 في منزله، خصوصاً بعد الارتفاع الكبير في تكلفة الاشتراك الشهري لباقات شركات النقل المباشر للمباريات، بالنسبة للراتب الشهري الذي يتقاضاه.
وتعليقاً على ذلك، كشف وزير الإعلام اللبناني، زياد المكاري، أنّ “الاتصالات جارية على قدم وساق لتأمين نقل مباريات المونديال، وتمكين اللبنانيين من متابعتها”.
وأضاف المكاري في اتصال مع موقع “سكاي نيوز عربية”، مساء الإثنين، أنّه “وبلا بد من دفع مقابل مادي لتأمين حقوق البث على الشاشة الرسمية، وأنّ العمل جار لتأمين المبالغ المطلة”.
وتابع: “نأمل أن تثمر الاتصالات التي نجريها مع الجهات المعنية خلال الـ24 ساعة المقبلة”، لافتاً إلى “جهوزية الوضع التقني” في لبنان.
وأكدّ المكاري أنّه سيعقد مؤتمراً صحفياً خلال الأيام المقبلة، يعلن خلاله ما توصلت إليه المفاوضات، مؤكدّاً أنّ الوزارة “تبذل جهوداً كبيرة وجدية، حتى لا يدفع المواطن تكلفة متابعة المباريات، من خلال تأمين الاشتراكات في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد”.
مبالغ كبيرة
وكشف نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والباتيسيري في لبنان، طوني الرامي، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “تكلفة الاشتراكات لنقل المباريات في المقاهي تتراوح ما بين 3 آلاف إلى 15 ألف دولار أميركي، حسب القدرة الاستيعابية للمقهى”.
وأوضح أّن “المقهى الذي يتسع لخمسين مقعداً، سيدفع مبلغا يبدأ من 3 آلاف دولار على الأقل”.
المقاهي “جاهزة”
وتوقع الرامي أن تكتظ المقاهي بالرواد، معلنا جهوزيتها واستعدادها لمواكبة هذا الحدث الرياضي العالمي، وتأمين الأجواء بأسعار مناسبة ومدروسة، تأخذ بعين الاعتبار الوضع الاقتصادي للمواطن.
مظاهر الاحتفالات تبدأ
وفي سياق آخر، بدأت مظاهر الاحتفالات، كما جرت العادة في لبنان قبيل انطلاق كل مونديال، برفع أعلام الفرق المشاركة على شرفات المنازل والسيارات والمتاجر.
وتجوب في بعض الشوارع في بيروت وطرابلس، مواكب سيارات في أجواء حماسية، وصفها البعض بأنها “قد تكون مناسبة لإخراج اللبنانيين من أجواء الأزمات التي تلحق بالبلاد، إلى أجواء من الفرح والمنافسة بروح رياضية” .
كما وصل الحماس بقدوم المونديال إلى صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، فتزينت صفحات الرواد وعناوينها بأعلام الفرق التي يؤيدونها.
“وضع اقتصادي لا يسمح بالاشتراك”
من جانبه، توقع الصحفي والمحلل الرياضي، وديع عبد النور، أن “يتم السماح لتلفزيون لبنان الرسمي بنقل المباريات مباشرة، في الدقائق الأخيرة قبل انطلاقها”.
وأضاف لموقع “سكاي نيوز عربية”: “الوضع الاقتصادي لا يسمح للمواطن اللبناني بالاشتراك بشكل فردي، وفي هذه الحالة سيلجأ إما إلى المقاهي التي ستؤمن شاشات عملاقة لنقل المباريات، أو سيكتفي بمشاهدة القنوات الأجنبية التي ستنقل مباريات منتخبها الوطني فقط”.
حلول متأخرة
وبدوره، توقع الخبير في شؤون الاتصالات، عامر الطبش، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “يتمكن المواطن اللبناني من متابعة التصفيات النهائية بشكل مجاني، إذا لم يتم التوافق على نقل المباريات من بدايتها “.
ولفت الى أن “الشركات المسؤولة عن نقل المباريات تفسح المجال لوكلائها المحليين بتسويق الاشتراكات بقدر الإمكان قبل انطلاق المونديال”، مضيفا: “معظم اللبنانيين في هذه الحالة لا يمكنهم مشاهدة كل المباريات، نظرا لارتفاع تكلفة الاشتراك وصعوبة تأمينه من جيب المواطن المثقل بالهموم المعيشية”.
يذكر أن تكلفة الاشتراك المنزلي مع شركات النقل الحصري للمونديال، تتراوح ما بين 200 إلى 300 دولار أميركي، وفق الباقة المختارة، أي ما يفوق الـ8 ملايين ليرة لبنانية، وهو ما يعادل راتب شهرين للمواطن اللبناني.
اترك ردك