ثمّن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي “الدور المهم للقمة العربية التي انعقدت في جدة، باعتبار أنها جمعت العرب على مصالح وقضايا مشتركة تهم الجميع”، معرباً عن “ثقته بنهج المملكة العربية السعودية الذي يؤسس للاستقرار في المنطقة ككل”.
وفي حديث عبر قناة “الحدث” سئل عن النهج الجديد في المملكة العربية السعودية، فقال: “لمست من خلال المتابعة أنّ هناك عملاً سريعاً ومنظماً وأنّ القطار انطلق نحو تصفير كل المشكلات مع الدول العربية ودول الجوار، وأنّ الاساس هو بناء الانسان والاستقرار والانماء الاقتصادي”.
ورداً على سؤال، قال: “نحن بحاجة لحوار بين اللبنانيين اليوم، لأنّ اللبنانيين لا يساعدون بعضهم البعض، ولو كان هناك وفاق لكنا انتخبنا رئيساً للجمهورية. من هنا مناشدتي للإخوة العرب أن يقوموا برعاية نوع من حوار لبناني – لبناني من أجل الوصول الى الاستقرار في لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية، إضافة إلى مساعدة لبنان للخروج من الازمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي يعاني منها. وكنت أتمنى لو كان للإخوة العرب عين على لبنان لتقديم مساعدات مطلوبة في هذه المرحلة للإبقاء على كيان الدولة ومؤسساتها”.
وتابع: “حتماً نحن ننادي بانتخاب رئيس للجمهورية، ولو كان هناك رئيس للجمهورية وحكومة مكتملة الصلاحيات، ولو كان عقد المؤسسات الدستورية مكتملا، كما يجب، لكان الموقف اللبناني أقوى بكثير. المطلوب اتمام انتخاب الرئيس في اسرع وقت لكي يقوم هذا الرئيس بدور في العالم العربي لاعادة الثقة الى لبنان واعادة تكريس الواقع والدور اللبناني في العالم العربي”.
وقال: “انقطعنا عن العالم العربي في السنوات الماضية، وعلى الرئيس العتيد أن يقوم بمهمتين، هما أن يقود الوفاق الداخلي وأن يعيد بناء الجسور مع كل الدول العربية”.
وعن مدى الحاجة إلى “طائف جديد”، قال: “من خلال خبرتي السياسية أرى أنّ اتفاق الطائف في موقعه الطبيعي بالنسبة للبنان، ولكن علينا استكمال تطبيقه. لا يمكن انتقاد اتفاق الطائف ونحن لم نستكمل تنفيذه، او يقوم كل فريق بتنفيذه على هواه”.
وعن المتغيرات التي حصلت لدعوة الدول العربية الى تغيير تعاطيها مع لبنان، قال: “اليوم نحن في أزمة، وبحاجة لهذه المساعدات ولرعاية عربية للبنان واللبنانيين، خصوصاً وأنّ لبنان لم يقصر يوماً مع الدول العربية وكان دائماً منارة في منطقته والعالم. وآخر تجليات هذا الدعم حصلت قبل ايام عبر قرار الحكومة العراقية الشقيقة تزويد لبنان بكميات اضافية من النفط، كما أنّ سائر الدول ليست مقصرة في هذا المجال”.
أضاف رداً على سؤال: “نحن جزء من المنطقة، وإنّ الاتفاق الايراني – السعودي يخفف من الوتيرة المذهبية، كما أنّ الاتفاق السعودي- السوري ينعكس ارتياحاً على لبنان خصوصاً في ظل الواقع الجغرافي والسياسي المتحكم بعلاقاتنا مع سوريا. كما أنّ عودة سوريا إلى الجامعة العربية تشكل عامل ارتياح للبنان”.
وعن موضوع مكافحة تهريب الممنوعات إلى العالم العربي، قال: “نحن نتخذ كل الاجراءات لمكافحة هذه الافة. وقبل مجيئي إلى جدة عقدت اجتماعاً مع جميع المعنيين لاستكمال الاجراءات المناسبة في هذا الملف”.
وختم ميقاتي: “علينا كلبنانيين أن نقوم بما علينا من وفاق داخلي ليتواكب ذلك مع التطورات الحاصلة في الخارج. يجب أن يحصل اتفاق داخلي لمصلحة لبنان واللبنانيين أولاً”.
اترك ردك