كتبت صحيفة “الشرق” تقول:
فرغ المشهد السياسي امس من كل تحرك، في ظل انتفاء المبادرات الخارجية والداخلية الجدّية، لإيجاد مخرج للمأزق الرئاسي، والاكتفاء بمواقف وبيانات الحث على ضرورة التوافق على رئيس، ووجود رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في قمة المناخ في مصر، فيما مناخات التوتر بين القوى السياسية على حالها في الداخل، وسط محاولات للجم مفاعيلها وانزلاقها الى المحظور الامني، بعد ما شهدته الايام الاخيرة من توترات.
بلوك ضد التشريع
فعلى رغم الحديث عن تبدّلات قد تشهدها جلسة الانتخاب المقررة الخميس المقبل في ساحة النجمة، لم يسجل جديد على الساحة السياسية – الرئاسية حتى الساعة. وفي وقت يفترض ان يحسم التيار الوطني الحر موقفه من الاقتراع، على ان يتخذ الثنائي الشيعي قراره في هذا الصدد في اللحظة الاخيرة، تكثفت الاتصالات بين اطراف المعارضة بكل مكوناتها واركانها واطيافها لوضع حد للنزف المستمر في المسار الدستوري الذي ينحو في اتجاه الاعتياد على الشغور في سدة الرئاسة الاولى وسير الحياة السياسية في شكل طبيعي، وافضت بحسب المعلومات الى توافق ما يقارب الخمسين نائبا حتى الساعة على تنسيق الموقف حول اي جلسة تشريعية قد يدعو اليها الرئيس بري، ذلك ان الاولوية، والحال هذه، هي للشروع فوراً في انتخاب رئيس للجمهورية، استنادا الى النص الدستوري القائل “إن المجلس الملتئم لانتخاب رئيس الجمهورية يعتبر هيئة انتخابية لا هيئة اشتراعية ويترتب عليه الشروع حالاً في انتخاب رئيس الدولة دون مناقشة أو أي عمل آخر”·
الرئاسة اولوية
في الغضون، صدر نداء دولي جديد الى الاسراع في انتخاب رئيس. فقد إستقبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، في شرم الشيخ على هامش قمة المناخ، وتم البحث في المساعي الفرنسية لمعالجة الاوضاع اللبنانية، وأكد الرئيس الفرنسي أولوية اجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية لانتظام عمل المؤسسات. وكان ميقاتي التقى صباحا الامينَ العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش وجرى البحث في ما اذا كانت الامم المتحدة يمكنها القيام بمسعى لدفع عملية انتخاب رئيس جديد للبنان.
كما التقى رئيسة وزراء تونس نجلاء بودن في حضور وزير البيئة ناصر ياسين.
وفي خلال اللقاء جددت بودن دعوة الرئيس ميقاتي الى المشاركة في الدورة الثامنة عشرة للقمة الفرنكفونية التي ستعقد في 19 و20 الجاري في جزيرة جربة بعدما تم تأجيلها في مناسبتين بسبب جائحة كورونا.
واجتمع الرئيس ميقاتي مع رئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي، حيث تم بحث العلاقات بين البلدين. وشكر الرئيس ميقاتي لمصر وقوفها الدائم الى جانب لبنان ودعمه في كل المجالات.
واستقبل الرئيس ميقاتي وزير خارجية بريطانيا جيمس كليفرلي وتم البحث في العلاقات بين البلدين.
لا تواصل
وفي حين نفى مكتب الرئيس ميقاتي أي تواصل مع أي مسؤول اسرائيلي في اجتماع موسع ضمن فاعليات قمة المناخ، القى كلمة أمام “مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27”: أكدّ فيها أنّ لبنان من البلدان الشديدة التأثر بتأثيرات تغير المناخ وقدّرت دراسات أعدتها وزارة البيئة أن التغير المناخي سيسبّب إنخفاضًا في الناتج المحلي الإجمالي.
غريو عند باسيل
في الغضون، بحث رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل مع السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو، في الملفات ذات الاهتمام المشترك، وتطرق البحث إلى الوضع الحكومي فأبلغ باسيل السفيرة غريو أن “صلاحيات الحكومة الحالية لا تتعدى تصريف الأعمال وأي محاولة لتوسيع هذه الصلاحيات تشكّل من جهة مخالفة للدستور ومن جهة ثانيا إطالة متعمدة للفراغ في رئاسة الجمهورية”.
تطمينات امنية
وسط هذه الاجواء، ومخافة اي توتر أمني، حيث تحلّق اسعار المحروقات والدولار والسلع في السوبرماركت، عقد وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي، اجتماعاً لمجلس الامن الداخلي المركزي، في الداخلية. وقال مولوي بعده أن ّ”من واجب الاجهزة الامنية كافة حفظ الامن بواسطة كل الوسائل المتاحة”، مشيراً إلى أنه “في فترة الفراغ سنقوم كوزارة وأجهزة أمنية بكل ما يلزم لحفظ الأمن والنظام لأنه مطلب جميع اللبنانيين”.
مناورة
أمنياً ايضاً، نفّذت وحدات من الجيش في مناطق: عمشيت، طرابلس، جبيل، بيروت، صيدا، تمارين تحاكي التعامل مع المتظاهرين وتنفيذ مداهمات وتوقيف أشخاص ومطلوبين.
فساد النافعة
وبالعودة إلى “ملف النافعة”، أفيد أنّ مولوي وقع على طلب إذن بملاحقة المديرة العامة لهيئة إدارة السير والآليات والمركبات هدى سلوم وعدد من الموظفين في هذه القضية. وفي سياق متصل، أشار أمين سر تكتل “”لاعتدال الوطني” النائب السابق هادي حبيش إلى أنّ وزير الداخلية أعطى الإذن بملاحقة هدى سلوم بتهمة “الإهمال الوظيفي” وهي تهمة “مش محرزة نتدخل كرمالها”.
اترك ردك