عن الطفلة لورين عاشقة كرة القدم التي طُردت ووالدها من الملعب كونها من ذوي الإحتياجات الخاصة.. تذرّع المدرّب بأنها تسبب له “إحراجًا” أمام باقي اللاعبين!

جاء في صحيفة “نداء الوطن”:

القدر يفعل ما يشاء. وقدر لورين، ابنة التسع سنوات، شاء أن تكون منذ لحظة ولادتها ضحية جهل مجتمعي متوارَث، وقطاع طبّي متفلّت ودولة انعدمت فيها شتّى أنواع الحماية والرعاية لأبنائها. إنها حكاية المئات، لا بل الآلاف، من ذوي الاحتياجات الخاصة تُروى على مسامعنا على لسان والد تسلّح بالأمل رغم العثرات. ومن الضحية رسالة لمن يهمّه الأمر: «تقبّلونا ولا تُشفقوا علينا… نحن مختلفون ولسنا متخلّفين». رسالة تختصر كلّ شيء. 

بدأت القصة منذ أسبوعين تقريباً. يومها توجّه رياض بابنته لورين، من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى أحد أندية كرة القدم سعياً وراء تحقيق رغبتها في تطوير هوايتها المفضّلة. لكن المفاجأة حلّت حين انتهى الأمر بـ»طرد» الاثنين من الملعب، رغم إمكانيات لورين الجسدية السليمة. فقط لأنها… مختلفة. إلى الوراء بعض الشيء. بعد ثلاثة أيام من ولادتها، راحت لوري تعاني من «يرقان الرضّع»، وأخذت حالتها تتطوّر شيئاً فشيئاً إلى أن تضرّر العصب السمعي والحركي لديها. جهل مجتمعي، متزامن مع استهتار طبي، أودى بلورين إلى عالم ذوي الاحتياجات الخاصة. ومن هناك انطلقت الرحلة.

 

تهميشٌ… وطردٌ

نتّصل بالوالد، رياض، الذي أصرّ على اعتبار ابنته ضحية جهلَين رئيسيّين: المجتمع والطب. «حين بدأنا نلحظ اصفرار لورين بعد ولادتها، ولم يكن لدينا أي خبرة في تربية الأطفال، راح الجيران والأصحاب يمعنون في طمأنتنا بأنها حالة طبيعية لا تستدعي الخوف. وهذا ما جعلنا نتأخر في نقلها إلى المستشفى فوقعنا ضحية الثقة بِجهل المحيطين بنا». ليس هذا فحسب. فبدلاً من القيام بتغيير دم الطفلة عند وصولها إلى المستشفى، إذ كانت حالتها قد تفاقمت بشكل جدّي، تمّ التعاطي معها بخفّة، إذ اكتفى الأطباء بتعريضها للضوء كأي حالة يرقان عابرة. وكانت النتيجة خسارة لورين سمعها كما حركتها الطبيعية. رحلة العلاج لم تكن سهلة حيث خضعت لورين بعد خمس سنوات لعملية زراعة قوقعة الأذن ما جعلها تستعيد سمعها. وترافق ذلك، ولا يزال، مع علاج نفسي وحركي، كما علاج تقويم النطق، ما انعكس تحسّناً واضحاً في حالتها. «حركتها الجسدية أصبحت ممتازة لكنها لا تتكلم بشكل صحيح. ذلك أن عمرها السمعي، مقارنة برفاقها بعمر التاسعة، هو أربع سنوات فقط»، كما يضيف الوالد.

 

رياض الذي كرّس حياته لكسر حاجز الخوف لدى ابنته، أكّد أنه لا ولن يسمح لأحد بالتعاطي معها وكأنها مختلفة عن الآخرين. فتراه يحاول دمجها أينما سنحت له الفرصة بذلك. وكون لورين من عشّاق كرة القدم، اصطحبها إلى أحد الأندية الرياضية متوقّعاً التعاطي معها باحترام وتشجيع من قِبَل القيّمين، ليتفاجأ بردّ فعل المدرّب الذي امتنع عن استقبالها بذريعة التسبّب له بإحراج أمام باقي اللاعبين. «المشهد الذي استفزّني هو رؤية ابنتي وحيدة في زاوية الملعب في حين كان هناك أكثر من أربعة مدرّبين بين الأولاد. فتساءلت في قرارة نفسي عن المانع من قيام أحد هؤلاء بالاهتمام بها. عندها توجّهت إلى الملعب طالباً إذن الدخول للقيام بتدريب ابنتي بذاتي حفاظاً على صحتها النفسية واستدراكاً لسياسة التهميش التي واجهتها، فما كان من المدرّب إلّا أن طردنا خارجاً».
للقراءة الكاملة اضغط هنا


Exit mobile version