جنبلاط: الاتفاق الايراني – السعودي ضربة معلم.. وبالتعاون مع أهل الخليج «بيرجع لبنان»

كتب عبدالله غازي المضف في القبس:

تحظى زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان وليد جنبلاط إلى الكويت بأهمية لافتة، خصوصاً أنها تأتي بعد أيام على الاتفاق التاريخي بين السعودية وإيران، الذي وصفه جنبلاط بـ«ضربة معلم» من قبل المملكة وأشقائها في الخليج، مشيراً إلى أن مد جسور التواصل مع طهران، وفتح علاقات جديدة يجنِّبان المنطقة الحروب والتوترات من العراق إلى اليمن ولبنان.

وفي حوار شامل مع القبس، تحدث جنبلاط عن ضرورة الاستفادة من اتفاق دول الخليج مع إيران من خلال إنجاز انتخاب رئيس توافقي لا رئيس تحدٍّ، مفضلاً أن يتمتع بمواصفات اختصاص مالي.

وجدد جنبلاط دعوته إلى وجوب الحوار من أجل إنجاز هذا الاستحقاق؛ لأن التسوية هي التي تحكم السياسة، وخلاصتها: لا لرئيس تحدٍّ، بل رئيس توافقي يتمتع بمؤهلات. ورأى أن هناك جيلاً جديداً وأسماء كبيرة ومتنوعة، أميزها الوزير السابق جهاد أزعور إضافة إلى أسماء أخرى لخبراء اقتصاديين، لافتاً إلى أنه آن الأوان لأن نخرج من قوقعة الأسماء التقليدية لمرشحي الرئاسة.

وعن إمكان دعم وصول النائب السابق سليمان فرنجية إلى الرئاسة، أكد جنبلاط أن الأخير يمثل تحدياً تماماً كما النائب ميشال معوض، وأنه لا معنى لافتعال جو تحدٍّ في ظل توافق إقليمي، فهناك حوار أكبر من الحوار اللبناني هو بين الخليج وإيران.. وإذا بقينا على مواقفنا، فسنخسر الفرصة.

وعن الإصلاحات المطلوبة للنهوض بالاقتصاد، رأى جنبلاط أن الاتفاق مع صندوق النقد جيد لكنه غير كافٍ، فهناك دور لدول الخليج، مشدداً في هذا السياق على أن السعودية والكويت لن تعودا إلى زمن إغداق الأموال على لبنان من دون قيد أو شرط، لافتاً إلى أن أهم الإصلاحات هي في الكهرباء.. وللأسف «بعضنا تفلسف» ورفضنا العرض الكويتي.

وعن ملف التحقيق بانفجار مرفأ بيروت، أبدى جنبلاط اعتقاده بأنه أُقفل نتيجة الأضداد اللبنانية، ونتيجة ربما تدخُّل محاور معينة.

فيما يلي التفاصيل الكاملة

تحظى زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان وليد جنبلاط الى دولة الكويت بأهمية لافتة، خصوصا وأنها تأتي بعد أيام على الاتفاق التاريخي بين المملكة العربية السعودية وإيران الذي وصفه جنبلاط بـ «ضربة معلم» من قبل السعودية واشقائها في الخليج، هذا فيما لا يزال لبنان رهينة المعادلة الرئاسية السلبية، وعلى مشارف انفجار اجتماعي وشيك.

وفي حوار شامل مع القبس، تحدث جنبلاط عن ضرورة الاستفادة من اتفاق دول الخليج مع إيران من خلال انجاز الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس توافقي لا رئيس تحد.. مفضلاً أن يتمتع بمواصفات اختصاص مالي واقتصادي.

وجدد جنبلاط دعوته الى وجوب التوجّه نحو الحوار من أجل إنجاز هذا الاستحقاق، مستشهداً بالتقارب الإيراني السعودي الذي حصل، لأن التسوية هي التي تحكم السياسة وخلاصتها: لا لرئيس تحد بل رئيس توافقي يتمتع بمؤهلات معينة.

ورأى جنبلاط أن هناك جيل جديد وأسماء كبيرة ومتنوعة أميزهم الوزير السابق جهاد أزعور، وأنه آن الأوان أن نخرج من القوقعة في الاسماء التقليدية لمرشحي الرئاسة.

وعن امكانية دعم وصول النائب السابق سليمان فرنجية أكد جنبلاط أن الأخير يمثل تحدٍ، وأنه لا معنى لافتعال جو تحد في ظل وجود جو توافق سياسي اقليمي.

وعن الاصلاحات المطلوبة للنهوض الاقتصادي رأى جنبلاط ان الاتفاق مع صندوق النقد جيد لكنه غير كاف، فعناك دور لدول الخليج. مشددا في هذا السياق على ان السعودية والكويت لن تعودا الى زمن اغداق الأموال على لبنان دون قيد أو شرط ومن حقهما المطالبة بالاصلاحات.

لافتاً إلى أن أهم الاصلاحات المطلوبة هي في الكهرباء.. وللأسف «بعضنا تفلسف» ورفضنا العرض الكويتي.

وحول تطورات ملف النفط في لبنان قال جنبلاط انه من المهم الاقتداء بما فعلته الكويت منذ عقود حيث أنشأت الصندوق السيادي وهذا هو الاساس كي تحفظ هذه الاموال للاجيال المقبلة ولا تهدر في زواريب الادارات اللبنانية.

وعن التحقيق في ملف انفجار مرفأ بيروت أبدى جنبلاط اعتقاده بأن الملف انتهى وأقفل نتيجة الاضداد اللبنانية ونتيجة ربما تدخل محاور معينة.

وعن التطبيع العربي مع النظام السوري، قال جنبلاط ان البعض يتحدث عن تطبيع العلاقات لكن ماذا عن الشعب السوري المشرد في الداخل والخارج، من سيعطيهم ضمانا أمنية واجتماعية.

ولفت جنبلاط إلى أن هناك حوار أكبر من الحوار اللبناني هو بين الخليج وإيران.. واذا بقينا على مواقفنا نخسر الفرصة.

وختم جنبلاط حديثه لـ القبس بأن لبنان لم ينته.. لدينا طاقات هائلة ونستطيع تثبيت الاقتصاد والمؤسسات، وبالتعاون مع أهل الخليج «بيرجع لبنان».

وفي ما يلي نص الحوار:

• زيارتكم إلى الكويت تأتي في ظل احداث كبيرة اقليمياً ودولياً، هل لك ان تطلعنا على اجواء الزيارة ولقائكم مع سمو رئيس الوزراء الشيخ احمد النواف؟

ـ زيارتي هدفها بالاساس حضور حفل عشاء من أجل جمع تبرعات لمركز سرطان الأطفال في بيروت والذي دأبت دولة الكويت على المساهمة فيه بسخاء. وكانت مناسبة ايضا للقاء رئيس الوزراء ووزير الخارجية بعد انقطاع طويل عن زيارة الكويت بسبب جائحة كورونا.

• كيف تقرأ الاتفاق بين السعودية وإيران، وما تداعياته على لبنان؟

ـ الاتفاق الايراني – السعودي هو ضربة معلم اذا صح التعبير من قبل المملكة العربية السعودية وشقيقاتها دول الخليج لمد جسور التواصل مع الجمهورية الاسلامية، وفتح علاقات جديدة تجنب المنطقة الحروب والتوترات من العراق الى اليمن ولبنان.

كيف نستفيد كلبنانيين؟ اذا بقينا متمترسين كل في خندقه لن نحصل شيئا.

• كيف يمكن برأيك ان يستفيد اللبنانيون؟

ـ بداية، بانتخاب رئيس جمهورية على قاعدة التوافق لا التحدي. رئيس توافقي يدرك المصاعب الاقتصادية والمالية لهذه المرحلة، ويفضل ان يتمتع بمواصفات اختصاص في الشأن المالي والاقتصادي. لأننا احيانا نسمع بأسماء تتردد من هنا وهناك وكأن الساحة اللبنانية محصورة بهذه الاسماء فقط في حين لا يخلو لبنان من كفاءات كبيرة لا سيما في الجيل الجديد.

وهنا، أسمح لنفسي أن اطرح اسم الدكتور شبلي الملاط وهو له باع كبير في القانون ويمثل مستقبلا جديدا للأجيال الشابة.

• انطلاقا من هنا، اين اصبحت مبادرتك الرئاسية خصوصا مبادرتك حول الاستحقاق الرئاسي والأسماء الثلاثة التي قدمتها كتلة اللقاء الديموقراطي إلى البطريرك الراعي؟

ـ نعم، ولكن هذه كانت محاولة. عندما التقيت بوفد من «حزب الله» اقترحت عليه 3 اسماء. وهناك مرونة كبيرة من الأسماء غير تلك التقليدية المطروحة من قبلي او من قبل البطريرك الراعي الذي نكن له كل احترام. أقول هنا آن الاوان للخروج من قوقعة الأسماء التقليدية.

• يرزح لبنان تحت اكبر ازمة اقتصادية في تاريخه ومن بين الاسماء المطروحة للرئاسة جهاد ازعور خبير صندوق النقد الدولي. هل تعتقد أن لبنان بحاجة الى خبير اقتصادي يرأس الجمهورية ويدير أزمة اقتصادية أم أننا سنبقى ضمن اللعبة السياسة؟

ـ جهاد أزعور من ضمن الاسماء التي يمكن أن تقوم بالدور المطلوب بما يتعلق بالنهوض الاقتصادي، اضافة الى أسماء أخرى لخبراء اقتصاديين.

• بالامس أعربت عن أملك بأن يتم انتخاب انتخاب رئيس قبل يونيو المقبل. هل يمكن ان تشارك كتلة اللقاء الديموقراطي في تأمين النصاب من أجل انتخاب مرشح مدعوم من «حزب الله»؟

ـ سبق وذكرت ان انتخاب سليمان فرنجية يمثل على المستوى السياسي تحديا لفريق كما ان النائب ميشال معوض الذي قمنا بواجبنا معه على اكمل وجه وحضرنا 11 جلسة ولكنه يمثل تحديا للفريق الآخر. نحن مع رئيس توافقي بمؤهلات معينة.

• هل يعني ذلك ان فرنجية غير مؤهل؟

ـ لم اقل ذلك ابدا. قلت انه يمثل تحديا سياسيا. هل يمكن لفريق لبناني وفي جو توافق اقليمي ان يستمر في جو تحد؟

• في هذا الاطار، يحكى عن رغبة فرنسية بمقايضة بين فرنجية لرئاسة الجمهورية مقابل نواف سلام لرئاسة الحكومة. هل هذا صحيح؟

ـ من غير المألوف في بلد منهك ومشارف على انهيار اقتصادي ومؤسساتي الحديث عن مقايضة سياسية.

• وكيف كانت اجواء اللقاء مع السفير وليد البخاري والذي اتى في اعقاب الاتفاق السعودي – الايراني؟

ـ اللقاء مع سفير المملكة دائما ممتاز. قيل لنا ان صندوق النقد الدولي هو الوسيلة لإخراج لبنان من أزمته. عظيم، ولكن هذا غير كاف. هناك المملكة ودول الخليج التي لن تعود الى الماضي حين كانت تغدق المال على لبنان، مؤسسات وغيرها، من دون قيد أو شرط. مطلب السعودية والخليج اليوم هو اجراء اصلاحات بنيوية وهذا مطلب حق. وهذه هي اهمية المملكة.

• ما العناوين المتفق عليها في اللقاءات الدولية من أجل لبنان؟ وما نقاط الاختلاف برأيكم؟

ـ هناك سفراء يأتون الينا للاستفسار، وسفراء مثل سفير المملكة والمسؤولين في دولة الكويت، نتفق معهم على الخطوط العريضة اما التفاصيل فمطلوبة منا كلبنانيين. حتى الآن لا يزال كل فريق في خندقه وكل يغني على ليلاه.

• تؤيد دعوة الحوار التي اطلقها الرئيس بري، ولكن تجارب الحوار السابقة اثبتت فشلها، ولكنا نتذكر ما حدث في ما يتعلق بإعلان بعبدا؟

ــ هناك حوار في المنطقة اكبر مني ومن الرئيس بري، الا انه يجب ان نستفيد منه؟ هل نبقى على عنادنا في زمن الحوار والتطبيع وعودة العلاقات بين المملكة وايران.

• هل لديكم خشية من تدخل أميركي او غربي لافشال هذا الاتفاق كونه برعاية صينية؟

ــ لا شك ان هناك خلط اوراق كبيرا في المنطقة ولا استبعد هذا الامر. ولكني لا املك معطيات «خليني بالحوار اللبناني».

• هل تعتقد ان لبنان الذي عرفناه انتهى؟ وما الخيارات البديلة؟

ــ لا اوافق على هذا القول ولست متشائما الى هذا الحد. هناك طاقات هائلة في لبنان في كل المجالات.

• اين اصبح ملف التحقيق بتفجير مرفأ بيروت؟

ــ ذكرت بالامس في مقابلة اذاعية أن ملف التحقيق في تفجير مرفأ بيروت انتهى نتيجة الاضداد اللبنانية، وربما نتيجة تدخل محاور اقليمية معينة. لأنه في حال ثبت بالتحقيق، ولا أملك اي معطيات – أن تفجير المرفأ حصل بسبب اعتداء صهيوني، سيكون ممنوعا ادانة الكيان الصهيوني. ورأينا كيف تمت مغادرة احد الموقوفين، الذي يملك جنسية أميركية، في اليوم نفسه الذي افرج عنه الى خارج لبنان وكان مسؤولا عن أمن المرفأ.

• هناك ملامح تطبيع عربي مع النظام السوري، هل يمكن تعويم الرئيس بشار الأسد من دون التوصل إلى حل سياسي؟ وهل ستكون مجدداً ضمن التسوية مع سوريا إذا ما تمت؟

ــ يتحدث البعض عن التطبيع مع النظام السوري. وماذا عن الشعب السوري المشرد في الداخل والخارج في تركيا ولبنان والاردن و.. من سيعطيه ضمانات أمنية وسياسية واجتماعية من أجل عودته الآمنة؟ من سيعمر المدن والقرى التي هدمها النظام او هدمتها الحرب الأهلية؟ من يعطي الضمانة للشعب السوري لعدم الاعتقال او التجنيد او الاخفاء.

هل نقبل بالتطبيع مع النظام ام نعود إلى احد مندرجات اتفاق جنيف التي تتحدث عن مرحلة انتقالية لحكم سوري يعطي الشعب السوري الكرامة والحرية في العيش؟

• ما اهم الاصلاحات المطلوبة للبنان؟

ـ ملف الكهرباء في الطليعة. وهنا أذكر ان دولة الكويت كانت عرضت قبل سنوات على لبنان بناء محطات للكهرباء عبر الصندوق الكويتي للتنمية، ووجه بالرفض بسبب «فلسفة» البعض. هناك أيضا الهيئة الناظمة للكهرباء التي لم تشكل بعد. اضافة الى هيكلة القطاع المصرفي، واصلاحات عديدة.

• في هذا الاطار هل من جديد في ملف استخراج الغاز؟

ـ اهم ما في هذا الملف هو الاقتداء بما فعلته دولة الكويت منذ عقود، وكانت في مقدمة الدول الخليجية التي أنشأت الصندوق السيادي على شاكلة النرويج. هذا هو الاساس كي تحفظ هذه الاموال للاجيال المقبلة ولا تهدر في زواريب الادارات اللبنانية.

• هناك موجة هجرة للشباب اللبناني غير مسبوقة، الى الخليج، الى اوروبا، اينما كان.. هل من السهل استعادة هؤلاء واستغلال طاقاتهم في بلدهم؟

ـ هجرة الخليج لا اعدها هجرة ولا تثير القلق. العالم المتحضر يستورد الكفاءات. يمكن لنا اذا استطعنا ارساء اقتصاد عادل ومؤسسات وجامعات وأن نحافظ على الشباب اللبناني وابقائه في بلده. اذا ذهبت إلى باريس فهم بحاجة إلى آلاف الاطباء. نحن نستطيع تثبيت الاقتصاد والمؤسسات والجامعات وبالتعاون مع أهل الخليج «بيرجع لبنان».

 


Exit mobile version