أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أنّ “أمنيته الميلاديّة هذه السنة هي أن يتمكن مجلس النواب في أسرع وقت ممكن من انتخاب رئيس للجمهوريّة يكون رئيساً فعلياً للجمهوريّة لا شخصاً جل ما فيه أنه يطلق عليه فقط لقب رئيس الجمهوريّة، فنحن كان لدينا رئيس مماثل في السنوات الست المنصرمة ورأينا أين وصلنا”.
ولفت إلى أنّه “للأسف لا أرى في الوقت الراهن أنّ هذه الامنيّة يمكن أن تتحقّق في وقت قريب إلا عبر أعجوبة يقوم بها طفل المغارة ولكن هذا الأمر لا يعني أبداً أننا يجب التوقف عن السعي اليومي من أجل تحقيقها”.
كلام جعجع جاء خلال مداخلة له ضمن برنامج “من دون رحمة” مع الإعلاميّة دينيز رحمة فخري عبر أثير إذاعة “لبنان الحر”. وأشار إلى أنّنا “لا يمكننا أن نقول لا رئيس في السنة المقبلة باعتبار أنّها سنة كاملة، ولكن جل ما يمكن قوله اليوم هو أنه في المدى المنظور، أي أسبوع أو أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، لا أرى، وللأسف، أنّه من الممكن تحقيق أمنيتي لانتخاب رئيس، ولكن هذا الأمر لا يعني أنه يجب ألا تكون هذه أمنيتنا الأساسيّة في الوقت الراهن”.
ورداً على سؤال عما إذا كان من بين أمنياته أن يكون هو رئيس للجمهوريّة، قال: “لا، ليس بالضرورة أبداً، فالإنسان إما يشعر منذ ولادته أنه رئيس للجمهوريّة أينما كان وفي أي موقع يشغله، أو أنه لو سكن قصر بعبدا لقرنين من الزمن، كما جرى مع البعض، لن يكون في أي يوم من الأيام رئيساً للجمهوريّة، باعتبار أنّ هذا الأمر هو شعور داخلي أكثر منه كرسي يتم الجلوس عليه، من هنا ضرورة أن يشعر المرء بالمسؤوليّة ويتصرّف وفق هذا الأساس وفي أي موقع كان”.
وعما إذا كان هناك من قرار اتخذته “القوّات اللبنانيّة” في العام الحالي ويفضل أن يتم تغييره في العام المقبل، قال: “لا، ليس هناك أي قرار اتخذناه لم يكن في مكانه ويجب تصحيحه، فإذا ما استعرضنا العام المنصرم لوجدنا أنه من أكثر الأعوام التي كنا فيها منسجمين مع أنفسنا بنسبة 100%، بالرغم من أننا كحزب دائماً في حالة انسجام مع أنفسنا. فقد خضنا معركة انتخابية على أفضل ما يكون، وبكل شفافيّة وبعناوين واضحة وعريضة، إلا أنه أهم ما في الأمر أننا بعد انتهاء الانتخابات استمرينا في إطار هذه العناوين وكنا أمينين جداً لبرنامجنا الانتخابي بغض النظر عن مقدار الأمور التي تمكنا من تحقيقها حتى الساعة على خلفية أنّ تحقيق هذا البرنامج بأكمله يرتبط أيضاً بفرقاء آخرين موجودين معنا في مجلس النواب، فنحن لسنا أسياد القرار كما لم ندخل في تحالف عريض لكي ندعي أننا تمكنا من انتزاع السلطة في البلاد، ولكن آمل مع وصول الرئيس الجديد أن يتحقق هذا البرنامج، وخلاف ذلك سيكون هناك بحث آخر”.
و أوضح أنّ “حزب القوّات اللبنانيّة سيستمر في الاتجاه نفسه الذي يسلكه اليوم لأن هذه الطريقة الوحيدة التي من الممكن أن تؤدي إلى خلاص لبنان، ولو أنّ البعض يعتقد في هذا الاطار أننا لا نملك الليونة اللازمة في السياسة وهذا الأمر غير صحيح البتة، الجميع يرى إلى أين أوصلتنا الليونة في السياسة، إلى مرحلة أصبحنا فيها بحاجة إلى علاجات جذريّة ونحن اليوم في وقت مماثل والقوّات اللبنانيّة ربها بهذه العلاجات”.
ورداً على سؤال عما إذا كان يعني بـ”الليونة” التسويات، قال: “صحيح، كمن يقولون اليوم نريد رئيساً يجمع عليه اللبنانيون، فمن هو هذا الرئيس؟ وعلى ماذا أصلاً يجمع اللبنانيون لكي يتمكنوا من الإجماع على رئيس يمثل هذا المشروع الوطني الذي يجمعون عليه؟ هذه ليست حقيقة الأمور أبداً”.
وحول إتهام القوّات رئيسها سمير جعجع بأنه يعطّل الاستحقاق الرئاسي ويتمسّك بشكل قوي بترشيح النائب ميشال معوّض، قال: “هذا اتهام باطل باطل باطل، لأن مهمتنا في انتخابات الرئاسة هي حضور جميع جلسات الانتخاب والتصويت لصالح مرشّحنا ونحن نقوم بذلك، وهذه النظريّة غير صحيحة. واذ سأل “هل دورنا هو البحث عن مرشّح الآخرين، ولو كان هذا المرشّح بعكس جميع قناعاتنا وسيعمد إلى تخريب البلاد أكثر وأكثر، والتصويت له من أجل تأمين وصوله؟ لافتاً إلى أن “الفريق الآخر، فريق محور الممانعة، هو من يعطل هذا الاستحقاق ويعطّل جميع الجلسات علانيّة أمام الكاميرات وأعين جميع المواطنين”.
واستغرب جعجع اتهام البعض للقوات بانها هي من تعطّل الاستحقاق الرئاسي، معتبراً أنّ “هذا الأمر باطل، فنحن لنا كامل الحريّة في التصويت لمن نشاء في جلسات الانتخاب ونتصرّف تبعاً للدستور والقوانين والمنطق ونحضر جميع الجلسات ونقوم بالتصويت لمرشحنا فحبذا لو يحذو الآخرون حذونا”.
ورداً على سؤال عما إذا كان شعار “لا رئيس قريب من حزب الله هو قرار نهائي بالنسبة لـ”القوّات اللبنانيّة” وستقوم بالتمسّك به في العام المقبل، قال: “أكيد، وهذا القرار مردّه ليس ضيقة عين وإنما ممارسات حزب الله وجماعته في السلطة، فقد أصبحنا جميعاً على علم بكيفيّة إدارتهم للأمور من خلال العهد السابق، ممكن أن يجيد حزب الله القتال، وهذا ليس موضوع النقاش الآن، إلا أنّ بناء الدولة يتطلّب منطقاً آخر مختلفاً تماماً، وهو بحاجة لـملكات أخرى مختلفة تماماً، والى طريقة مقاربة للأمور مختلفة أيضا، وأكبر دليل على ما أقوله هو كل ما شهدناه في السابق”.
أما بالنسبة لموضوع الحوار وعما إذا كانت “القوّات اللبنانيّة” قد قطعت الطريق عليه عبر موقفها بأنها لن تشارك بأي حوار كان، قال: “ليس صحيحاً هذا الأمر، نحن في حوار دائم مع بقيّة الأفرقاء لمحاولة الوصول إلى رئيس بالحد الأدنى مقبول، أما بالنسبة لطاولة الحوار الرسميّة فأنا لا أعرف ما هو موقعها من الإعراب في الوقت الراهن، فهل الحوار لا يمكن أن يحصل سوى على طاولة حوار رسميّة؟ هذه الطاولة ضروريّة ما بين الغرباء أو للحوار في مواضيع معيّنة تتطلّب دراسات وتعمّق في البحث ما بين الجميع، أما التوافق على رئيس فهو ليس بحاجة الى طاولة مماثلة سينحصر دورها في سحب التركيز والاهتمام بجلسات انتخاب الرئيس وفي نهاية المطاف حتماً لن تصل إلى أي نتيجة سوى تعميم أجواء بأن اللبنانيين لم يتمكنوا من الاتفاق على رئيس وكأن الرئيس في لبنان يتم تعينه بالاتفاق بين الجميع”.
وتابع: “لماذا لا يتركون الانتخابات تأخذ مجراها وليصل من يصل إلى سدّة المسؤوليّة؟ نحن قلنا وكرّرنا مراراً وتكراراً أنه حتى لو تمكن مرشّح الفريق الآخر من جمع 65 صوتاً في مجلس النواب فمن الممكن أن نتغيّب عن حضور جلسة أو اثنتين ولكننا لن نعطّل انتخابات رئاسة الجمهوريّة”،وبالتالي هناك فريق معين يعطل الاستحقاق الرئاسي”.
ورداً على سؤال عن رأيه بالتواصل ما بين “الحزب التقدمي الاشتراكي” و”التيار الوطني الحر”، قال: “Tea and Sympathy”.
وعما إذا كان هذا الحوار يقلق “القوّات اللبنانيّة”، أجاب: “لا يقلقنا أبداً، إذا ما تمكنوا من الوصول إلى أي نتيجة فهذا أمر جيّد إلا أنني أعتقد أنه مضيعة للوقت في الوقت الضائع”.
وكان استهل جعجع مداخلته بتوجيه معايدة لأسرة إذاعة “لبنان الحر”، وقال: “نطل اليوم من على منبر عزيز جداً على قلبي وأكن له محبّة كبيرة انطلاقاً مما له من تاريخ وتضحيات وجهد وعمل وكدّ، ويتمتع بموقع مهم في المسيرة الكبيرة التي نخوضها جميعاً”.
ورداً على سؤال عما إذا كان يشعر بالعيد هذه السنة، قال: “بالتأكيد، وذلك مردّه أنه في الفترات الصعبة يجب الاحتفال بالعيد أكثر مما نحتفل به خلال فترات الرخاء، لأنه في زمن كالذي نمر به في الوقت الراهن نحن بأمس الحاجة الى كامل طاقتنا ولا سيما الطاقة الروحيّة والنفسيّة بغية الاستمرار في مواجهة الصعوبات”.
أما بالنسبة للعبارة التي كتبها على بطاقات المعايدة وهي “رغم كل التحديات والصعوبات رح نعيّد”، فقد أكّد أنه “يمكن في الأيام العادية حيث لا صعوبات ولا تحديات أن نقرّر ولأي سبب من الأسباب ألا نحتفل بالعيد، إلا أنه في أزمنة كالتي نمر بها اليوم يجب علينا جميعاً الاحتفال بالعيد كي نكون على قدر هذه الصعوبات والتحديات”.
وعن أمنيته في هذا العيد وعما إذا كانت تختلف عن أمنية المواطن اللبناني الذي يطمح إلى الهجرة قال: “بالطبع تختلف، خصوصاً في مسألة الهجرة، باعتبار أنّ هذه البلاد بلادنا، وسنبقى متجذرين فيها مهما كبرت الصعوبات، فالوطن ليس فندقا إذا ساءت فيه الخدمة قليلاً يحمل نزلاؤه أغراضهم ويرحلون بحثاً عن آخرٍ يقدّم خدمة أفضل، وبالتالي لا أتمنى الهجرة أبداً”.
وتوجّه جعجع بمعايدة للبنانيين قائلاً: “بغض النظر عن المناخ السائد، أعتقد أنّ أكثريّة اللبنانيين قبضايات، فحين ألمّت بنا الأزمة في العام 2019، كان لها وقع كارثي على اللبنانيين جميعاً وعدد كبير منهم لم يستطع استيعاب ما حصل، إلا أنه منذ عام حتى اليوم، عدد كبير من اللبنانيين، وهنا أتكلّم عن وقائع ألمسها يومياً، تأقلموا مع الواقع وقاموا بترتيب أموره، ولو بصعوبة، فالبعض حصر مصاريفه فيما البعض الآخر حاول زيادة مداخيله بشكل من الأشكال. وهنا أود التوقف عند عدد كبير من الشركات، الصغيرة والمتوسطة والكبيرة والمصانع، التي تمكنت فعلاً من الصمود”، مشدداً على أنّ “الدورة الاقتصادية حالياً في البلاد تعتمد حصراً على عملهم”.
وتابع: “شئنا أم أبينا لدينا دورة اقتصادية معيّنة مستمرة حتى يومنا هذا بالرغم من الغياب الكلي للدولة، في ظل الشلل الحكومي والوضع السياسي الذي يعمد محور الممانعة إلى شلّه وشلّ أي إصلاح بالوقت الذي نحن بأمس الحاجة للإصلاحات، وفي هذا الغمار كلّه، نشهد عدداً كبيراً من رجال الأعمال تمكن من ترتيب أموره والاستمرار في عمل شركاته وبالتالي تأمين العمل لعشرات الآلاف من العمال والموظفين والطاقات الكبرى، خصوصاً شركات التكنولوجيا الحديثة، فقد ازدهر الـ”outsourcing” من بعد الأزمة انطلاقاً من نشاط هؤلاء، لذا أتمنى من جميع اللبنانيين الاقتداء بهذا القسم منهم الذي تمكن من التأقلم في ظل وجود الأزمة للاستمرار في العيش والصمود في بلاده، وهنا أود أن أرسل تهاني حارة لهؤلاء رجال الأعمال، هذا فضلاً عن التهاني لجميع اللبنانيين بحلول العيد”.
ورداً على سؤال عن المكان الذي يستمد منه طاقة الأمل الإيجابيّة التي لديه، قال: “لأن الحياة هي على هذا الشكل ومن يراها على حقيقتها يدرك ذلك، فهي لا تقف عند حد معيّن ومهما اشتد الظلم لا يمكن ان يستمر، ففي نهاية المطاف الخير سينتصر على الشر في هذه الدنيا وهذا ما علمنا إياه التاريخ منذ 3000 سنة حتى يومنا هذا وهكذا سيستمر حتى 30000 سنة مقبلة”.
وختم: “أقول للجميع، ما من ضيقة تستمر وما من شدّة تبقى وما من مرحلة الا ولها نهاية”.
اترك ردك