المنسق المقيم للأمم المتحدة: حصول اللاجئين على دولارات إشاعة… وبرامج الدعم للبنانيين أكبر

تحت عنوان “الأمم المتحدة: برامج الدعم للبنانيين أكبر من تلك المخصصة للنازحين” كتب فراس الشوفي في الأخبار:

من المفارقات العجيبة، أن يضطّر مسؤول أممي لتوضيح مثل هذه المعطيات، في سبيل تخفيف التوتر بين اللبنانيين والسوريين. بعض اللغط الذي يعلّق عليه ريزا، بالنسبة إلى الإشاعات التي تنتشر بين اللبنانيين، حول حصول النازحين السوريين على بدلات بالدولارات الأميركية، بينما يحصل المستفيدون اللبنانيون من برامج المساعدة على الدعم بالليرة اللبنانية. يجزم بأن هذه المعلومات خاطئة مئة في المئة. إذ يؤكّد أنه منذ عام 2019، يحصل السوريون في لبنان على المساعدات بالليرة عبر برنامجين، الأول لدعم الطعام والثاني للدعم غير المخصّص للطعام. مجموع ما تحصل عليه العائلة السورية، خلال الشهرين الأخيرين مثلاً لم يتجاوز ما قيمته 8 ملايين ليرة لبنانية، أي حوالي 80 دولاراً في الشهر لعائلة مكوّنة من خمسة أفراد، علماً بأن النازحين يحتاجون إلى دعم غير مخصص للطعام أكبر من اللبنانيين كون السوري لا يقيم في منزله. بينما يحصل اللبنانيون من برنامجين مختلفين أيضاً، على مبالغ تصل إلى أقل من 200 دولار شهرياً، بمجموع 45 دولاراً للمساعدة غير المخصصة للغذاء، و25 دولاراً عن كل فرد في العائلة للدعم الغذائي في العائلات التي يصل عدد أفرادها إلى ستة. أما حول التعليم والتربية، وبالرغم من كل الاتهامات حول محاولة دمج الطلاب، لا يذكر اللبنانيون أن المشاريع التي يتمّ دعم المدارس عبرها، يستفيد منها اللبنانيون وغير اللبنانيين، لا سيمّا دعم الوقود والطاقة الشمسية وغيرها من المساعدات.

ما لم يقله ريزا، هو ما يقوم به مصرف لبنان بموافقة وعلم الحكومة والقوى السياسية، عبر الاستفادة من الأموال المخصصة للنازحين السوريين، إذ يحتفظ المصرف المركزي بالدولارات المدفوعة ويتم تسديد مخصصات النازحين بالليرة، ما يعني أن هذه الأموال تسهم في تمويل فاتورة الاستيراد وفي تمويل الرواتب للدولة اللبنانية، كما أسهمت المليارات المدفوعة في لبنان منذ 2011 في رفد الخزينة بالعملة الصعبة وتعويض تراجع حجم الودائع الأجنبية والمداخيل الذي تراجع في السنوات العشر الأخيرة.
رغم كل ذلك، يعترف ريزا أن لبنان، الذي يتحمّل وجود ما يقارب ثلث عدد السكّان من النازحين، «يعامل النازحين بطريقة أفضل من بعض الدول المنضوية في اتفاقية اللاجئين ويراعي القوانين الدولية».

الاحصاء مسؤولية الحكومة اللبنانية
تبقى مسألة أعداد النازحين، من أكثر النقاط الشائكة في الملفّ، وهو بالمناسبة ليس استثناءً في بلد الإحصاءات الممنوعة كرمى لعيون التحاصص الطائفي وسياسة طمر الرأس في الرمال. إذ إن الحكومة اللبنانية أوقفت تسجيل النازحين منذ عام 2015. والأرقام المتداولة اليوم تتراوح بين مليون ونصف مليون نازح وبين مليونين، من دون أن تقوم أي جهة رسمية بحسم التباين. هذا الأمر، بحسب ريزا، «لا يمكن حسمه إلّا بالتنسيق بين الحكومة والمنظمات الدولية، وبتطبيق القوانين بطريقة أخلاقية، وهذه أيضاً من مسؤولية الحكومة اللبنانية».


Exit mobile version