تحت عنوان رومية: المؤبّد لـ«المجانين»المرضى النفسيون في رومية: ليس لـ «المجانين» و«المعتوهين» إلا المؤبّد
، كتبت لينا فخر الدين في الأخبار ضمن عددها الصادر اليوم:
بين جُدران مبنى طُلي باللون الأزرق، داخل سجن رومية، يقبع نحو 53 سجيناً غالبيتهم من المصابين بأمراضٍ نفسيّة وعقليّة، محكوم عليهم بـ«السجن المؤبّد» وفق قانون يعود إلى أربعينيات القرن الماضي، يعتبرهم «مجانين» و«معتوهين» و«ممسوسين»، ويمنع الإفراج عنهم قبل «شفائهم» شبه المستحيل. هؤلاء جميعاً لا يتلقّون أي رعاية نفسية ناهيك عن غياب العناية الطبية.
داخل أحد الأجنحة في المبنى المُواجه لمبنى الأحداث في سجن رومية، يجلس «رامي» القرفصاء مسنداً ظهره إلى جدار. يرفض الثلاثيني الرد على أسئلة المسؤولين أو التجاوب مع زملائه. يدير رأسه نحو النافذة، مشيحاً بنظره عن إحدى المتطوّعات التي يتحلّق حولها سجناء في «جلسة موسيقية»، يستخدمون فيها الطناجر والملاعق في «العزف»، معبّرين عن سعادتهم بالمتطوّعة التي جاءت مُحمّلة بالحلوى والسجائر.كل هذه الضوضاء لا تُشتّت «تركيز» رامي في الفراغ. عارفوه يُدركون أنّه في مكانٍ آخر. فهو، منذ أُدين بتهمتَي القتل والاغتصاب قبل عامَين، منفصل تماماً عن الواقع وفق ما يُسميه الأطباء النفسيون «الصمت الانتقائي».
رامي ليس حالة فريدة. هناك قصة تُروى لكلّ نزيل داخل المبنى الاحترازي الذي يضم نحو 53 سجيناً، غالبيّتهم يُعانون أمراضاً نفسيّة وعقليّة. ليس للأمر علاقة بالسجن مدى الحياة، باعتبار أن القانون ينص على عدم خروجهم إلا «لحين الشفاء»، إذ إنهم لا يُفرّقون في الغالب بين الحياة وراء الجدران والحياة خارجها.كثيرون يُشبهون رامي. أحدهم يبرّر قتله والده بأن الأخير «فلّت الخنازير في الغرفة»، وآخر عجوز ينادي متطوّعة شابة بـ«ماما»، وثالث يلوّن دفتر رسومات للأطفال، ورابع يبكي لأنّه لم ينل حصّته من قالب حلوى، وخامس يستيقظ مرعوباً مدّعياً أن زميله في الغرفة يتآمر لقتله…
لقراءة المقال كاملًا: https://al-akhbar.com/Politics/351421
اترك ردك