المجازر تلاحق أهالي عيترون: مجزرة أيطو رفعت عدد الشهداء إلى 79

كتبت آمال خليل في صحيفة “الأخبار”:
لم يعش حسن حجازي كثيراً بعد مغادرته عيترون. في 23 أيلول الماضي، عقب تصاعد العدوان الإسرائيلي، قرّر الخروج من بلدته بعدما امتنع عن ذلك طوال عام. «سرّح» بقراته وأدار ظهره لحقوله ونزح مع زوجته وأولاده وأحفاده. في السلطانية (قضاء بنت جبيل)، التقى مع شقيقه حسين حجازي الذي كان قد نزح إليها قبل نحو خمسة أشهر. من هناك، سار موكب من ثلاثين شخصاً، غالبيتهم من النساء والأطفال المسنّين، باتجاه زغرتا في أقصى الشمال. ضمّت القافلة حسين حجازي وزوجته سناء مرمر وأولادهما فؤاد وعباس وعلاء وليلى ومريم، وحسن حجازي وزوجته سكنة حجازي وأولادهما علي (وزوجته جنى قاسم وطفلتهما إيلين) ومحمد وعباس، إضافة إلى سرية عواضة والدة حسن وحسين حجازي وشقيقتهما آمال، وابنتي عمتهما دلال وأحلام مراد وابنتها (كنة حسين حجازي)، إضافة إلى قريبهم مزارع التبغ حسين عيسى وزوجته جنان وطفلتهما رقية وجارهم أحمد فقيه وزوجته منال حمد ووالدتها سلمى عبد المنعم وشقيقة زوجها نجية حمد. بعد رحلة شاقّة استمرت يومين أمضوهما عالقين في زحمة السير، استأجروا جميعاً منزلاً في أيطو استهدفته غارة إسرائيلية أول من أمس، وقضت على الأجيال الثلاثة من العائلة. لم يبق من أسرة حسن حجازي سواه ومن أسرة شقيقه حسين سوى كنته ريم فياض.
في ثرى بحبوش الكورانية، «تزرع» عيترون اليوم الشهداء الـ 23 كوديعة. وقال رئيس بلدية عيترون سليم مراد إن تشييع عائلة حجازي وأنسبائها في بحبوش يعود إلى «قربها جغرافياً من مكان وقوع المجزرة. فيما مقبرة الوردانية (إقليم الخروب) التي اعتدنا تشييع الشهداء والوفيات فيها، امتلأت». ومن المنتظر أن تُجرى مراسم التشييع اليوم بعد إتمام إجراءات التعرف إلى الجثامين. حتى الآن، هناك 34 جثمان شهيد تنتظر انتهاء العدوان لتعود إلى ثرى عيترون. قبل شهداء أيطو، سقط 11 شهيداً في مجزرتين في عين الدلب – قضاء صيدا (تسعة من آل فارس وأنسبائهم) والوردانية – قضاء الشوف (جواد موسى وابنه محمد)، أودعوا جميعاً في ثرى الوردانية.
مجزرة أيطو رفعت عدد شهداء عيترون (قضاء بنت جبيل) منذ بداية العدوان الإسرائيلي، إلى 79 شهيداً.

شهداء مجزرة أيطو الـ 23 سيُشيّعون كوديعة اليوم في بحبوش الكورانية

يفتقد إمام عيترون الشيخ حسن عياد رفيق الصمود حسن حجازي. كلاهما لم يغادرا عيترون في عدوان تموز 2006 وطوال العام الماضي، إلى أن حوصرت البلدة. يصعب على عياد (75 عاماً) إحصاء عدد شهداء عيترون الذين قضوا في مختلف ميادين المقاومة بمواجهة العدوان الإسرائيلي منذ الأربعينيات. كما يصعب عليه إحصاء عدد المرات التي هُجّر فيها أهلها وخرائط النزوح. عياد نفسه اقتُلع من جذوره في المالكية المجاورة قبل ولادته، عند احتلالها وضمّها إلى القرى السبع المحتلة. «أهل عيترون مثل الغيمة. نتنقّل من مكان إلى آخر». لكنه يقر بأن هذا التهجير هو الأطول والأبعد. «منذ زمن العصابات الصهيونية قبل نكبة فلسطين عام 1948، كان القصف يطاول القرى الحدودية. فينزح أهلنا إلى كونين أو الطيري أو تبنين الواقعة في الخط الخلفي. لم يكن الناس يفارقون أرضهم عند أي قصف، إلا في الشدائد. ومع ذلك لا يطول البعد». يذكر أنه في عدوان 1967، صمد في عيترون مع شبان آخرين شكّلوا لجان حراسة ودفاع، فيما غادر كبار السن والنساء والأطفال. «إسرائيل هذه المرة مختلفة. تريد اقتلاعنا من جذورنا مجدداً».


Exit mobile version