العلامة السيد علي فضل الله : لا لرضوخ الحكومة للضغوط والانصياع لإرادة من يتعاملون مع لبنان بأنه مهزوم

قال سماحة السيد العلامة علي فضل الله في خطبة الجمعة: 

“نحن وفي كل ما سيجري في جلسة اليوم، ندعو الحكومة التي ستدرس الآلية التي سينفذ من خلالها الجيش قرارها الذي كانت قد اتخذته سابقا، أن تناقش بعمق ومسؤولية هذه القضية، وأن ينبع قرارها من الحرص على الوحدة داخل الحكومة ولا يؤدي إلى تعميق الانقسام داخلها وخارجها وما يتركه من تداعيات في الدولة، وأن لا يشكل تنفيذه إحراجا للجيش اللبناني لكونه سيجعله في مواجهة وصدام مع شريحة واسعة من اللبنانيين ممن لديهم القناعة في ضرورة تجميده في ظل بقاء العدو على احتلاله واعتداءاته، وهو صدام لا يريده المعترضون، لحرصهم على حفظ الجيش وصونه من كل ما يعرضه لأي انتكاسة، لوعيهم أن أي صدام داخلي يصب في مصلحة الكيان الصهيوني الذي يعمل جاهدا لتحقيق ذلك، ما يكرس احتلاله للأراضي التي هو فيها”.

وأكمل :”إننا لا نريد أن نهون من حجم الضغوط التي تمارس على الحكومة اللبنانية والتي نشهدها بكل وضوح من خلال ما صدر عن المبعوث الأميركي أو التي جاءت أخيرا على لسان وزير حرب العدو الذي هدد لبنان أن يقوم الكيان الصهيوني بتنفيذ سحب سلاح المقاومة إن لم تقم الدولة به، ولكن هذا لا يدعو الحكومة اللبنانية إلى الرضوخ إلى الضغوط والانصياع لإرادة من يتعاملون مع لبنان، بأنه مهزوم وعليه أن يقبل بتداعيات هزيمته، بل إلى موقف لبناني موحد يأخذ في الاعتبار ما يؤمن حفظ البلد وسيادته على الأرض، ويحول دون بقائه في دائرة الأخطار المحدقة به ونحن نأمل بأن الحكم والحكومة سيجدان المخارج الحكيمة التي تؤمن حصول ذلك”.

وأعاد السيد فضل الله، التأكيد في هذا المجال “على ضرورة تعميق الوحدة بين اللبنانيين وعلى صعيد ساحتنا الداخلية والعمل لإزالة كل أسباب التوتر والفتنة داخلها”، داعيا إلى “الالتزام بالضوابط الوطنية والأخلاقية في ما نطلقه من خطاب سياسي بالابتعاد عن كل خطاب يسهم في إثارة النعرات الطائفية والمذهبية، والذي يولد التوترات ويعمق الهواجس التي يراد لها أن تغرق هذا البلد في الفوضى، ليسهل على الذي يريد إقامة الحواجز بين اللبنانيين أن يحقق أهدافه. ولذلك نقول كل من لديه كلمة طيبة فليقلها وكل من لديه كلمة توتر العلاقة بين اللبنانيين ليكف عنها وكما قال رسول الله (ص) “قل خيرا أو اصمت”.


Exit mobile version