يبدي وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي ثقة بعدم تراجع لبنان عن تطبيق الإجراءات القانونية المتشدّدة حيال #النزوح السوري.
ويؤكد في حوار مع “النهار” ضمن برنامج “فكرة حرة” التصميم على فرض إلتزام السوريين الموجودين في لبنان بالقوانين.
ويقول: “نرفض أن يتحوّل النزوح الى لجوء، ومن ثم أن يتحوّل الى لجوء مسلح، ومسألة تهدّد أمن اللبنانيين “. وإذ يكشف عن تعاميم جديدة ستوزعها “الداخلية” على البلديات الأسبوع المقبل من أجل اعتماد معايير موحدة “تقريباً لتنظيم النزوح، يؤكد أن “مفوضية اللاجئين” ستسلّم “داتا” النازحين “لأنها يجب أن تسلّمها”.
وأشار إلى أن لبنان لا يتحدّى المجتمع الدولي بل يمارس حقه في تطبيق القوانين وحماية مصلحته الوطنية.
وأكدّ أن “لبنان يستطيع عبر القوى الأمنية منع وجود مواطنين سوريين غير مسجلين وغير مستوفين شروط الإقامة”. وأشار الى “أننا سننفذ كل القرارات القضائية القاضية بترحيل السوريين”.
وفي الحوار، وجه مولوي رسائل الى المعارضين “الخائفين” من اضطهاد النظام السوري. وتطرق الحوار الى جديد ملفي الانتخابات البلدية، والحرب في مواجهة عصابات الكبتاغون.
وتحدث مولوي عن تكتيكات جديدة تتبعها عصابات الكبتاغون بالتهريب من لبنان الى أفريقيا فالخليج.
في الآتي، نص الحوار:
* إلى أيّ مدى ترتبط استفاقة لبنان الرسمي لتنظيم النزوح السوري بالانفتاح العربي على النظام السوري، والجوّ الإقليمي المستجد؟
تولي الحكومة ملف النزوح السوري أولوية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة للبنانيين، ويجب مقاربته من زاوية تطبيق القانون اللبناني.
يجب استغلال الاتفاقات الإقليمية لما هو في مصلحة لبنان، ولا نرى أنها ستكون ضد مصلحة بلدنا، أو على حساب بناء الدولة.
بدأ النزوح السوري في عام 2011، ثم تفاقم العبء وزادت الأعداد، وبعدها توقف تسجيل النازحين في عام 2015، وارتفعت وتيرة العبور غير الشرعي.
نرفض أن يتحوّل النزوح الى لجوء، ومن ثم أن يتحوّل الى لجوء مسلح، ومسألة تهدّد أمن اللبنانيين، لذلك ستتم معالجتها بطريقة قانونية.
نحن مع العودة الآمنة التي تحترم حقوق الإنسان والجوار، والشعب السوري جار.
القانون اللبناني يحدّد من يمكنه أن يبقى ومن يجب أن يرحل، وإن من يبقى عليه أن يبقى في إطار القانون اللبناني.
* وهل يستند التخوّف من التسليح الى معطيات أمنية؟
لا نقبل أن يتحوّل النزوح الى وجود مسلّح. نتابع أوضاع المخيّمات، وهناك خليّة أمنية في وزارة الداخلية ترصد الموضوع الأمني والاجتماعي، وهناك منسّقون للوزارة في كل الأراضي اللبنانية.
نريد أن نطمئن اللبنانيين، وكذلك السوريين، بأننا لا نستهدفهم بل نطبّق النظام، ويجب أن يكون وجود السوري قانونياً. ومن يولد في لبنان يجب تسجيله في سجل الأجانب لكي لا يصبح في المستقبل مكتوم القيد.
* ولكن هل التقارير الأمنية من المخيّمات وأماكن النزوح مطمئنة في هذا السياق؟
التقارير مطمئنة حتى الآن، وأفراد الأجهزة الأمنية والجيش يقومون بعملهم. وندعو الجميع لإبعاد الملف عن التجاذبات السياسية التي قد تكون لها نتائج أمنية. فممنوع المسّ بالأمن. وقد دعوت الجميع الى عدم توجيه الرسائل السياسية من خلال الأمن. يجب أن تبقى معالجة ملف النزوح في إطارها القانوني لمصلحة اللبنانيين والسوريين. وسنفرض على السوريين الالتزام بالقوانين لأن الخروج عن القانون يهدّد مصلحة بلدنا العليا.
* هل ستلتزم “مفوّضية اللاجئين” بمهلة الأسبوع لتسليم “داتا” النازحين؟
المفوّضية تعمل على الأراضي اللبنانية، وعليها أن تطبّق القوانين اللبنانية، ونحن مجبرون على الحصول على هذه الداتا طبقاً للقوانين اللبنانية، إذ يجب أن نعرف عدد النازحين وأماكن وجودهم، والبيانات الخاصة بهم.
المدير العام للأمن العام بالإنابة يتابع الموضوع مع المفوضية. ننتظر ونعوّل أن تستجيب لطلب الحكومة لما فيه مصلحة لبنان العليا، وتوازياً سنطلب من البلديات تزويدنا بمعلومات عن أماكن وجود النازحين ومعلومات عنهم، ونحن لا نلام إذا طبّقنا مصلحة بلدنا وحقوق الإنسان.
* البعض يحاجج بأن هذه الداتا تضم معلومات عن معارضين، يُخشى وصولها الى النظام السوري. كيف تردّ؟
الدولة المضيفة يجب أن تعرف باللاجئ السياسي المضطهد وبوجوده على أراضيها، وفي القوانين الدولية اللجوء يُعطى من الدولة ولا يفرض عليها. ليس هناك أي مبرّر كي لا نعرف هذه المعلومات.
* وماذا لو رفضت “المفوّضية” تسليم الداتا، ما السبل القانونية التي تملكها الدولة؟
ما زلنا حاسمين، ونتابع التواصل مع المفوّضية، وسيكون لي أكثر من اجتماع مع رئاسة المفوّضية وممثلي المجالس البلدية. أؤكد أنهم سيسلّمون الداتا لأنهم يجب أن يسلّموها. لبنان يستطيع عبر القوى الأمنية منع وجود مواطنين سوريين غير مسجلين وغير مستوفين شروط الإقامة. كدولة لبنانية ولجنة وزارية وحكومة سنعمل على تطبيق القوانين. وسنتابع مسائل الإقامة وإجازات العمل، وغيرها، وسنكون جادّين في تطبيق القانون.
* هل سيستمر الزخم الرسمي في مسألة النازحين في ظل الضغوط الدولية المتوقعة؟
لن نتراجع عن تكريس المبادئ القانونية المطبقة في كل دول العالم. فلنرَ أن هناك دولاً طلبت من النازحين المغادرة، ودولاً أخرى طبقت سياسة صارمة بحصرهم في نطاق جغرافي محدّد. ولا يمكن للدولة اللبنانية أن تبقى غائبة وأن تهمل تداعيات الملف.
نؤكد أن الأمن خط أحمر، وما تقوم به الأجهزة يمثّل تطبيقاً للقوانين، ولن نقبل التعرّض للجيش والأجهزة الأمنية.
* هناك معارضون سوريون خائفون في لبنان، وهم يخافون اضطهادهم من نظام بشار الأسد. ماذا تقول لهم؟
أقول لهؤلاء المعارضين السوريين، علينا أن نتأكد ممّا يقولونه في الإعلام، لذلك علينا الحصول على معلومات عنكم وأن نعلم كدولة بوجودكم، وأن يكون وجودكم قانونياً في بلدنا. ذلك أن هناك من يقول على الإعلام إنه معارض ومهدّد، لكنه يذهب الى سوريا ويعود الى لبنان. أقول لهؤلاء: يجب أن تقبل الدولة بوجودكم، وأن يطبّق عليكم القانون اللبناني، وكل ما يتعلق بسيادة الدولة وحفظ القانون.
فليس معقولاً أن نطبّق القانون على اللبناني وألا نطبقه على غير اللبناني، وليس مقبولاً أن يعمل السوري في المهن من دون أن يدفع ضريبة، وألا يدفع فواتير الكهرباء… يجب أن يلتزم بالقوانين.
* كيف تتوّلى “الداخلية” انطلاقاً من مقررات اللجنة الوزارية تنظيم مشاكل الولادات السورية غير المسجلة؟
طلبنا من “المديرية العامة للأحوال الشخصية” تسهيل تسجيل ولادات السوريين، حتى بعد مضيّ الفترة المحدّدة للتسجيل. نسهّل للسوريين ونسجّل الولادات في قيود الأجانب، وطلبنا من المخاتير متابعة تسجيل ولادات النازحين وإرسال الوثائق إلينا.
يجب اتخاذ تدابير أكثر فعالية، وإجبار غير المسجل على التسجيل، وهناك إجراءات نعمل عليها، فغير المسجلين قد لا يتمكنون من التسجيل في المدارس. وكذلك يجب على المفوضية ألا تمنح مساعدات لمن لا يسجّل عائلته.
* في شأن الاكتظاظ في السجون، هل هناك تفكير بمعالجة خاصّة بموضوع الموقوفين السوريين نظراً لأعدادهم الكبيرة؟
يشكّل الموقوفون السوريون عبئاً كبيراً على البنية التحتية، نظراً الى حاجاتهم لتأمين الغذاء والمحروقات والطبابة وغيرها.
نحن نريد تطبيق القوانين اللبنانية، ومن يرتكب جريمة على الأراضي اللبنانية، يجب أن يحاكم في لبنان إلا إذا طلبت محاكمته في سوريا، فهناك مسار قضائي خاص بهذا الشأن. لدينا 31 في المئة من المسجونين من الجنسية السورية، وأكثر من 50 في المئة من القصَّر الموقوفين هم من السوريين. نشدّد على مسألة الترحيل إنفاذاً للقرارات القضائية، علماً بأنه في الفترة الماضية كانت القرارات القضائية في ما خص الترحيل لا تُنفذ. ونقول اليوم إننا سننفذ كل القرارات القضائية القاضية بترحيل السوريين.
* ألا تتخوّفون من معاقبتكم من المجتمع الدولي بتهمة انتهاك حقوق الإنسان؟
نطبق القانون الدولي والمحلي الذي تطبقه جميع الدول التي فيها نازحون. ولن نقبل بتسجيل ارتكاب مخالفات.
* وماذا عن التنسيق مع النظام السوري في شأن النازحين، والزيارة المرتقبة لوزيرين لدمشق؟
الدولة اللبنانية تأخذ قرارات فيها مصلحة وطنية. اللجنة الوزارية تقوم بمعالجة ملف له طابع أمني اجتماعي، والمقاربة يجب أن تبقى ضمن هذا الإطار، وليس لتحقيق أي مكاسب سياسية.
* هل هناك ترتيب لتكون قرارات البلديات بمعايير موحّدة حيال مسألة النزوح؟
السلطات المحلية لها صلاحية، ولا يجب أن تطغى عليها السلطة المركزية، فالقرارات تختلف من مكان الى آخر.
ومن بداية الأسبوع الآتي، سنوزّع التعاميم اللازمة بالتنسيق مع الأمن العام لتكون المعايير موحدة في كل المناطق. الجو العام يشير الى ميل جامع لدى اللبنانيين لتطبيق القوانين، وليس تحدّي القرارات الدولية والمجتمع الدولي.
ولا ينبغي تصوير الشرعية المحلية على وجه نقيض من الشرعية الدولية.
* بالانتقال الى ملف الانتخابات البلدية، إذا قُبلت الطعون المقدمة الى المجلس الدستوري، فهل يمكن الحديث عن جهوزية قبل انقضاء مهلة التمديد التي أقرّها مجلس النواب؟
الجهوزية الإدارية منجزة وتبقى صالحة لمدة سنة من تاريخ إقرارها. قوائم الناخبين أنجزت ونشرت، أما إعداد القرارات التي يجب أن تؤخذ فهو جاهز، وكل ما ينقصنا هو التمويل. وحين يتوفر، ستكون لنا التوجيهات لمباشرة العمل الفعلي.
هناك جهات سياسية، لأسباب شعبوية وشعبية كانت تتوجه الى جمهورها بالسؤال عن الاجتماعات مع القائمقامين والمعلمين، متناسين أننا كنّا ننتظر التمويل للمباشرة بها. وقد وضعنا للمعلمين ورؤساء الأقلام مبلغاً بالقيمة نفسها التي مُنحت لهم في السنة الفائتة. أنجزنا كل شيء في انتظار التمويل. ومن غير المنطقي أن يُطلب مني تنفيذ الإجراءات التي تحتاج الى تمويل.
* في ملف الحرب على تجّار “الكبتاغون”، كيف تصف ما تحقق حتى الآن منذ الأزمة الخليجية؟ وماذا عن دينامية رؤوس العصابات؟
منذ أسبوعين ضبطنا شحنة كبيرة كانت في طريقها إلى السعودية، والجديد في تكتيكات العصابات هو التهريب من لبنان الى أفريقيا، ومنها الى الخليج. نحن دائماً مصرون ومصمّمون على المضيّ في الحرب ضد المخدرات، وعلى منع أيّ تعرّض من أيّ نوع كان، فعلياً أو لفظياً، للدول العربية التي تساند لبنان دائماً. نحن بالمرصاد عبر الحدود البرية التي تدخل منها المخدرات، وكذلك عبر المطار، بتنسيق تام بين الأجهزة جميعها والجمارك.
* كانت مكافحة المخدرات من بنود الحوار السعودي-السوري الأساسية، أين لبنان من التنسيق المشترك مع النظام السوري في هذا السياق؟
لبنان يقوم بعمله وننسّق عند اللزوم مع الدول العربية في الخليج، وكل الدول التي يجب أن يكون هناك تنسيق معها.
• ومع النظام السوري؟
نقوم باللازم بواسطة أجهزتنا الأمنية والعسكرية والأمن العام لأخذ الخطوات التي تمنع الضرر عن شعبنا وعن الشعوب العربية.
اترك ردك