تحت عنوان “قصّة فتاة من ذوي الاحتياجات محاربة رغم الصعوبات… “أردت ألّا أكون عالة على عائلتي”” كتبت لينا اسماعيل في النهار:
زهراء حسن الزين (18 سنة)، فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة، أحبت الحياة والتحديات، وامتلكت إرادة قوية وقدرة على تحويل الصعوبات التي اعترضتها إلى فرص للنجاح.
نقطة تحوّل في حياتها بدأت منها رحلتها المهنية عندما حصلت على شهادة “مزاولة مهنة في تعبئة العطور”، مع إطلاق المركز الرعائي في #بعلبك بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية مبادرة تُعدّ نموذجاً استثنائياً لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع.
التمكين النفسي من قبل مؤسّستها الرعائية أعطاها الثقة بما تقوم به، فتخطّت جوانب النقص والضعف الذي كانت تسببه الإعاقة، وقالت زهراء لـ “النهار”: “لطالما شعرت بتوتر الآخرين عند التعامل معي، تحزنني مقولة “يا حرام”، فأردت أن أكون منتجة وألّا أكون عالة على عائلتي”.
وكانت عائلتها القوة التي تسلحت بها لمواصلة تحقيق أحلامها، وهي لا تنسى كيف حاربت والدتُها من أجل بقائها في المدرسة، ووالدها الذي كان يحملها إلى داخل الفصل الدراسي، وسط تذمّر المعلمين ومنعها من الخروج خلال الاستراحة إلى الملعب للعب مع زملائها، ما تسبّب لها في آلام نفسية، فقرّرت عدم الذهاب إلى المدرسة، في ظلّ عدم وجود مدارس مجهّزة لذوي الاحتياجات الخاصة في المنطقة.
لزهراء أحلام بسيطة أيضاً تسعى إلى تحقيقها، كدعم رفاقها وإيصال رسالتهم للوصول إلى تطلعاتهم، وتلقّي الدعم، ومن هنا كان طلبها أن تتواصل مع وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار، حيث تلقّت اتصالاً هاتفياً عبر “النهار” من الوزير حجار بعد أن نقلنا إليه رسالة زهراء، والذي بادر على الفور، ووعد بزيارتها قريباً في منزلها.
من جهته، يتحدّث النائب علي المقداد لـ”النهار” عمّا تعانيه هذه الفئة في المنطقة من ظلم بسبب النظرة المجتمعية التي تحرمهم من الفرص، فـ”مئات العائلات تخفي الشخص المعوّق لديها عن مجتمعها من باب الخجل منه”.
وبالإضافة إلى ما تعانيه من ضعف الخدمات والمبادرات الرسمية والمدنية التي تمّ إطلاقها لتحسين حياة هؤلاء وتلبية احتياجاتهم كافّة، ألقت دولتهم كلّ ثقلها لجعلهم رقماً مهمّشاً في مسار تنميتها، دون العمل الجاد حفاظاً على كرامتهم، وإنسانيتهم، إلى جانب ضعف تطبيق القوانين المتعلّقة بتوظيفهم، وهناك 1500 فرد منهم في منطقة بعلبك الهرمل لديهم بطاقة الإعاقة التي تمنحها وزارة الشؤون الاجتماعية دون الاستفادة منها مطلقاً، وإيقاف الإعانة الحركيّة منذ ثلاث سنوات.
أظهرت زهراء شجاعة وتصميماً ملحوظين في مواجهة الصعوبات في تحقيق أحلامها، أو كما تصفها “الاستقلالية”، أي الاستقلال المادي من دون إدراك أنّ المساواة في الفرص هي البنية الأساسية لاستقلاليتها، وهو ما يتطلّب تحسين الوعي والتوعية لحقوقهم وتوفير الدعم.
اترك ردك