تحت عنوان “عقارات الناقورة تواكب التنقيب: أسعار نار” كتبت ايفا أبي حيدر في الجمهورية:
مع بدء شركة «توتال انرجيز» التحضيرات اللوجستية والفنية للانطلاق بعملية الحفر والتنقيب عن النفط المتوقعة العام المقبل، يقوم بعض المطورين العقاريين بالاستعداد لمواكبتها في المرحلة المقبلة عندما ستطلب تأمين المسكن لفريقها البشري والمستودعات والاراضي للتخزين وإتمام التجهيزات ما بين العاصمة قرب منطقة المرفأ والجنوب في المنطقة المحاذية للبلوك 9. صحيح انّ توتال لم تطلب شيئاً بعد، لكن الاستعدادات ضرورية لمواكبتها في المرحلة المقبلة، ويعوّل أهل القطاع عليها لإنعاشه.
بالتوازي مع انطلاق الترتيبات اللوجستية والتقنية والفنية للبدء بالتنقيب عن النفط بدأ الحديث عن تحرك الطلب على شراء الاراضي في الجنوب وتحديداً في المناطق المجاورة للبلوك 9 مثل مناطق صور الساحل، القلَيلة، المنصوري والناقورة. وافادت مصادر متابعة لـ«الجمهورية» انّ المنطقة المحاذية للناقورة تشهد في الفترة الاخيرة إقبالا كثيفا على شراء الاراضي، عازية ذلك الى عاملين: الاول الاقبال السياحي الذي تشهده هذه المنطقة وما رافقها من هجمة على بناء المشاريع السياحية من فنادق وشاليهات ومطاعم ومنتجعات. اما العامل الثاني قد يكون مرتبطاً بالاستعداد لمرحلة التنقيب عن النفط.
وكشفت المصادر ان الدونم الذي كان يُباع بـ10 دولارات سابقاً ارتفع في العامين الماضيين الى 100 دولار كحد ادنى نتيجة الاقبال الكبير. واليوم غالبية سكان المنطقة امّا يُقيمون مشروعا سياحيا على الارض التي يملكونها او يبيعونها بسعر عال. ولفتت المصادر الى ان الاراضي داخل صور المدينة لا تزال اسعارها متدنية، على عكس تلك الاقرب الى الناقورة والى منطقة التنقيب لأنها ربما أكثر أمانا وتقع بجوار اليونيفل.
وفي السياق، اوضح أمين سر جمعية المطوِّرين العقاريين في لبنان مسعد فارس لـ«الجمهورية» انّ ارتفاع الطلب على العقارات في المناطق المجاورة لصور والناقورة لا يأتي من قبل الشركات الاجنبية إنما من قبل بعض المطورين العقاريين او اللبنانيين الذين يأملون بأن تتحسّن الاوضاع او الاسعار في المنطقة في المستقبل. ولفت الى انّ بعض المعنيين باشروا بالتواصل مع شركة «توتال» لمعرفة حاجتها لمساكن او مكاتب في المرحلة المقبلة، الا انه حتى الساعة لم تعرض توتال ماذا تريد في هذا المجال، لكن من المتوقع ان تطلب ذلك في المرحلة المقبلة. وتوقّع فارس ان تتضِح الصورة في هذا الخصوص مع نهاية الفصل الاول من العام المقبل.
وردا على سؤال، توقّع فارس في حال سارت امور التنقيب عن النفط بسلاسة كما هو مقدّر لها، ان تنتعش عقارياً عدة مناطق في لبنان والا تنحصر فقط في الناقورة وجوارها.
وأمِل، انطلاقا من بدء عملية التنقيب عن النفط المرتقبة العام المقبل، ان يشهد القطاع العقاري تحسّناً في المرحلة القادمة، هو الذي شهد جموداً قاتلاً خلال العام 2022، إذ ما عاد بمقدور اللبنانيين الشراء كما في السابق وغالبية من يملك المال الفريش يفضّل الشراء في قبرص او الدول المجاورة، والواقع انّ من يعرض شقة للبيع يطلب الدفع بالدولار النقدي ويطلب سعرا مرتفعا، بينما الشاري يريد سعرا اقل من المعروض، لأنه سيدفع نقداً. وخَلص الى انه حتى الساعة لم يتروّض القطاع العقاري مع الواقع الجديد.
السوق العقاري سيئ
بدوره، رأى الخبير العقاري رجا مكارم لـ«الجمهورية» انّ ارتفاع الطلب على الاراضي في منطقة الناقورة وجوارها هو امر متوقع، ومن الطبيعي ان يرفع مالك الارض سعرها، لافتاً الى انه حتى الساعة لم تشهد السوق هجمة عقارية كبيرة متأثرة باتفاق ترسيم الحدود او بتصريحات «توتال انرجيز» بدء التحضيرات للتنقيب عن النفط.
ووصفَ مكارم السوق العقارية في لبنان راهناً بالعاطلة جداً، فلا عمليات بيع تذكر الا في منطقتَي فاريا وفقرا رغم انّ الاسعار في هاتين المنطقتين مرتفعة لكن الرغبة والطلب عال. وأكد انّ مرحلة شراء الشقق بشيكات مصرفية انتهت وكل البيوعات العقارية تتم بالكاش الفريش وغالبيتها تأتي الى لبنان بالشنطة من افريقيا وليس من خلال تسييل شيكات في السوق. اضاف: يُباع الشيك الدولار بـ15% من قيمته. وعليه، فإنّ من يريد تسييل امواله العالقة في البنك يجب ان يكون برصيده 100 مليون دولار ليتمكن من الحصول على 15 مليون دولار، وقلة قليلة لديها الجرأة للإقدام على هكذا خطوة لشراء شقة والغالبية تزال تأمل في ان تسترجع اموالها من المصارف.
ووصف مكارم العام 2023 عقارياً بالأسوأ على الاطلاق، لأنّ غالبية المطورين العقاريين او بائعي الشقق يريدون ثمنها كاش وفريش، الأمر غير المتوفّر لدى الغالبية العظمى من اللبنانيين.
اترك ردك