حفل توقيع حاشد لكتاب “مجال المادة الكونية” لمؤلفه الأستاذ إحسان بسّام في عيناثا

لم يكن يوم السبت الواقع فيه 24/12/2022 يوماً عادياً في بلدة عيناثا الجنوبية، حيث شهدت قاعة الأبرار التابعة لجمعية المبرات الخيرية حفل توقيع حاشد ومميز لكتاب “مجال المادة الكونية” لمؤلفه الأستاذ إحسان محمد جميل بسّام والصادر عن دار الأمير في بيروت 2022. الحفل الذي كان برعاية بلدية عيناثا شهد حضور عدد من الشخصيات الدينية والأكاديمية والأدبية والفاعليات الحزبية والسياسية والبلدية وممثلي عن مؤسسات المجتمع المدني.

افتتح الحفل بتلاوة قرآنية مباركة، ثم كانت الدكتور يوسف بسّام الذي أسهب في تعريف المؤلِف والكتاب في فصوله وأقسامه، متوقفاً عند أكثر من محطة علمية تفرّد بها كتاب “مجال المادة الكونية”، مؤكداً على ضرورة قراءة الكتاب ومناقشته نقاشاً علمياً محايداً حتى تعم الفائدة منه. وفي معرض كلامه عن الكتاب قال الدكتور بسّام: “لقد أسرّ لي أحد الأكاديميين المختصين بالفيزياء قائلاً: أنه لو أكمل إحسان بسّام تحصيله العلمي وطوّر أفكار بحثه وفق منهجية أكاديمية لكان تأثيره ليس محلياً بل عالمياً”.

ثم كانت كلمة المؤلف الأستاذ إحسان بسّام، وممّا قاله:

نحن العرب والمسلمون كلّما اكتشفَ الغرب أو اخترعَ شيئاً نحاول أنْ نُقارنَه بآيةٍ من القرآن الكريم وندّعي باكتشافها ووجودها قبل 1400 سنة.  ولكنّ بحثي في كتاب “مجال المادة الكونية” الصادر عن دار الأمير, هو جريء مختلِف ومعاكس تماماً عن ذلك. إذ أني من خلال الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة توصلْتُ إلى علمٍ جديد لمْ يكُنْ من ذي قبلْ. والعلمُ الجديد اسميتُه مجال المادة الكونية.

 القسم الاول من الكتاب هو عن مجال المادة الكونية. ابتدأت بتعريف هذا المجال وماهيّتُه, ثمّ توصلتُ إلى حركةِ موجاتِه وعلاقةِ هذه الموجات بقوةِ دفعٍ لكتلة أو مادة مهما كان حجمها, من الضوء إلى الذرة إلى الإنسان إلى الكواكب إلى المجرة. إذْ أنّ الضوء ينطلق عبر موجات المجال, وأمّا الكتلة فإنّها تتحرك وتندفع من خلال هذه الموجات.

ومنْ خلال آياتٍ قرآنية توصلْتُ إلى الجاذبية وقد اسميتُه التشابك الجذبي فهو ليس قوّة من القِوى الأربعة المعروفة في علم الفيزياء, بل هو كسائق سيارة يتحكمُ بسرعة الكتلة ووجهتِها كالكواكب وغيرها. وقد ذكرتُ نموذجاً عن إفراغ الجاذبية بما وردَ في قصة النبي سليمان مع ملِكة سبأ وإحضار عرشها إلى مكان أو موقع آخر.

وفي فصلٍ آخر وضعتُ تصوراً عن الانفجار الكبير للكون إذْ توصلتُ إلى أنّ هناك انفصالاً كبيراً لكل مجموعة شمسية أو نجمية كلٌّ على حدى في هذا الكون.

 وأمّا أبرز ما في هذا الكتاب هو نظرية عيناتا. من خلال الآية القرآنية (اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). توصلْتُ إلى نظرية عيناتا. ولمْ أكُنْ قدْ وضعْتُ ايَ تسميةٍ لهذه النظرية, ولكنْ صدقاً كلّمتني هذه النظرية وقالت لي أنا نظريةُ عيناتا. أنا نظرية عيناتا بلدة العلم والعلماء, وهذه النظرية هي أساس حركةِ واندفاعِ, كلِ ما يسير أو موجودٌ في هذا الكون. إذْ أني وضعْتُ لها معادلةً رياضيةً فيزيائية مُختلِفة عن سائر المعادلات والنظريات الموجودة في عصرِنا الحديث. ووضعتُ لها وحدةً قياسيةً وهي ANT التي ترمز إلى كلمة AINATA بالإنكليزية. وختمتُ هذا القسم بمعادلة اسميتُها معادلة زينة لدراسة هذا المجال والغوص فيه.

 وفي القسمِ الثاني من الكتاب ذكرتُ قصة قوم عاد وهلاكَهم ولكنْ بأسبابٍ مُختلفة عمّا يُتَداول على ألسن الناس. وبأدّلة عن حركة الأرض في الانقلاب الصيفي والشتوي. ومن خلال ذكر قوم عاد اثبَتُّ حصولَ شروقِ الشمسِ من مغربِها وغروبِها من مشرِقِها ولكنْ بنسبة معيَّنة.

وأمّا القسم الثالث والأخير من الكتاب يتحدثُ عن علاقة المادة بعلم الغيب وكيف في يوم الآخرة تُصبح المادة غيبية والغيبُ يُصبحُ مادياً.

وأمّا ما أصبو وأرغب اليه هو الدعوة إلى هذه الاجيال الشابّة لاستكمال دراسة هذا العلم الجديد والتوسع فيه, وإلى أمرً ثانٍ هو الدعوة إلى استنباط معادلات علمية رياضية من خلال آياتٍ قرآنية, وأنا حاضرٌ لأية مساعدة أو متابعة معهم للغوص في هذين الأمرين.

وأخيراً، الشكرُ الدائم لله سبحانه وتعالى على ما وفّقني وخصّني فيه في هذا العلم الجديد, والشكر لدار الأمير ودعم مديرها الدكتور محمد حسين بزي لإصدار هذا الكتاب. والشكر أيضاً لمنْ آزرني ودعمني منْ عائلتي وأهل بلدتي الطيبة عيناتا بلدة العلم والعلماء. وكل الشكر لبلدية عيناتا مُمثَلةً برئيسها الدكتور رياض فضل الله والدكتور يوسف بسام لإتاحة الفرصة لي لإجراء هذا الحفل الكريم في بلدتي وبين أهلي.

وختم الحفل بكلمة رئيس بلدية عيناثا الدكتور السيد رياض فضل الله، وممّا جاء في كلمته:

 العلم هو السرّ العظيم الذي يُمسك بيد الأمم والشعوب ليخرجها من جهلها وظلامها إلى حيث نور المعرفة، فهو الأيقونة الخالدة التي تُزين جبين الزمن، والتاج الذي يوضع فوق رؤوس أصحابه ليُكسبهم الهيبة العظيمة، فلولاه لما تطورت الحياة ولما سارت عجلة الإنجازات، فهو صاحب الفضل الكبير في كل ما وصل إليه العالم من إنجازاتٍ فذة في جميع الأصعدة والمجالات، فبسببه تطور الاقتصاد والطب وتطورت الزراعة والصناعة وتعددت وسائل الاتصال والمواصلات وأصبح العالم قريةً صغيرةً، وأصبحت المسافات قريبةً جداً بفضله. مهما تحدثنا عن قيمة العلم وأثره الكبير في الحياة والناس، فلن نستطيع أن نُحصي ولو جزءًا بسيطاً مما قدمه لنا من إنجازات، ففي الوقت الذي كانت فيه الحياة بدائيةً خالية من جميع أشكال التقدم، وفي الوقت الذي كان الناس يموتون بسبب الجهل بطريقة العلاج، جاء العلم مثل البلسم الشافي كي يُسهل دروب الحياة أمام جميع الناس وحتى أمام الحيوانات والطيور والنباتات، فبفضله تم اكتشاف اللقاحات والأدوية وتم بناء العمارات الكبيرة واختراع الآلات التي جمّلت وجه المعيشة وحسنت ظروفها وجعلتها أكثر سهولةً. من الأدلة العظيمة على أهمية العلم، أن الله سبحانه وتعالى أمر عباده بالتعلّم وطلب العلم، ووعد من يسلك درباً لالتماسه بالأجر العظيم، وقد جعل الله مكانة العلماء كبيرة، كما قال الرسول العظيم عنهم بأنهم ورثة الأنبياء، وحث الناس على الاجتهاد في طلبه وتخطي جميع العقبات، ولو كان هذا في آخر الدنيا، فالارتحال من أجل طلبه جهادٌ في سبيل الله. مهما جمع الإنسان من مال فلن يُغنيه هذا عن التعلّم، لأن التعليم لم يكن في شيءٍ إلا زانه وزاده جمالاً وروعة، فالإنسان الجاهل يظلّ يشعر بالنقص إلى آخر عمره إن لم يدرس ويجتهد ويُحقق لنفسه مكانة عالية، وشتّان بين من يسعى في تحقيق ذاته وتعليمها وبين من يعتبر التعليم شيئاً من الكماليات. طالما قال الشعراء قصائد كثيرة في تمجيد العلم والعلماء، ففي الوقت الحاضر أصبحت له صروحٌ عظيمة كالجامعات العريقة والمعاهد المتميزة التي جعلت من التعليم عملية مستمرة لا تتوقف إلا بموت الإنسان، لأنه بحرٌ واسعٌ جداً لا يقف عند حدٍ وإنما يظلّ مستمراً ومتدفقاً، ومهما ظنّ الإنسان أنه علم سيكتشف فيما بعد أنه جاهلٌ ولم يعرف الشيء الكثير.

إننا اليوم في محضر العلم والتأليف والابتكار، نجد أنفسنا فخورين بالنتاج العلمي للباحث السيد إحسان بسام، فخورين بابن بلدتنا حاضرة العلماء والشهداء والأدباء والشعراء،…الذين خطو بنتاجهم الفكري ماضياً وحاضراً بخيوط من ذهب على قرص الشمس ورفعوا اسم بلدتهم لأعلى مرتبة.

إننا وفي بلدية عيناثا لم نأل جهدا بدعم المبدعين والمتفوقين، ما استطعنا اليه سبيلا، وقبل فترة كانت تجربة إطلاق صندوق دعم المدرسة الرسمية رائدة بكل ما تعنى الكلمة وتجربة مميزة انتقلت إلى كل البلدات والمناطق وعممت، وهذا أقل الواجب في زمان تعصف بنا أشد الازمات وتنزل علينا أمهات المصائب، لكننا بإيماننا بشبابنا، وثباتنا على قيمنا، وتمسكنا بعقيدتنا  سنتجاوز جميعا هذه المحن، ونمخر على سفينة العلم هذه البحور المائجة.

وختم الحفل بتقديم درعاً تكريمياً من بلدية عيناثا للأستاذ إحسان بسّام، الذي وقّع كتابه للحضور.


Exit mobile version