مع الظروف المعيشية الصعبة، التي يعيشها الكثير من سكان الوطن العربي، يسعى بعض ميسوري الحال إلى بعض المبادرات الإنسانية والخيرية من أجل تخفيف وطأة معاناتهم خلال عيد الأضحى المبارك.
أبرز الحملات الخيرية في عيد الأضحى المبارك 2023
من فلسطين إلى سوريا ولبنان وتونس، تعرفوا إلى أبرز الحملات الخيرية في عيد الأضحى المبارك 2023.
حملة “فكر بغيرك” لإسعاد الفقراء في يوم العيد في فلسطين
“فكر بغيرك”، هي حملة يقوم عليها متطوعون في مدينتي رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية، لرسم البسمة على وجوه العائلات بعيد الأضحى عبر توفير كسوة جديدة ولحوم الأضاحي وسلال غذائية.
ووفقاً لإحدى المتطوعات في الحملة “رانيا أبو لبن”، أكدت لوكالة أنباء الأناضول أن فكرة الحملة بدأت منذ عام 2012، وتساعد الفقراء طوال العالم، لا سيما الأعياد، موضحة أن هدف الحملة هو رسم البسمة على وجوه الفقراء خلال العيد.
كما أكدت أبو لبن أنّ الحملة هذا العام تهدف إلى توفير كسوة العيد لجميع أفراد 500 أسرة في محافظتي رام الله والبيرة.
وتعتمد الحملة على تبرعات فاعلي خير في المحافظتين، حيث ينشر القائمون على الحملة إعلان التبرع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتنصب عليهم التبرعات تباعاً.
كما يشارك في الحملة طلبة مدارس يقومون بأعمال الترتيب والتوزيع أيضاً، وفق أبو لبن.
حملة “فكر بغيرك” لا تقتصر على كسوة العيد، بل على السلال الغذائية أيضاً التي توزع باتفاق مع محال تجارية لتوفيرها وتسليمها للعائلات المستحقة.
كما أنه طيلة أيام عيد الأضحى يستقبل أعضاء الحملة لحوم الأضاحي لتوزيعها مباشرة عبر فريقهم أو عبر محال بيع اللحوم في مناطق معينة.
بينما ينشط في الحملة نحو 1300 متطوع، يعملون وفق برامج محددة حسب كل موسم.
ثلاثة شبان لبنانيين يطلقون حملة “تبسم” في بيروت
يشهد لبنان منذ عام 2019 أوضاعاً اقتصادية واجتماعية صعبة، حيث تزداد يومياً حدة الفقر والتحديات أمام المواطنين والعائلات لتلبية احتياجاتهم الأساسية، ولا يمكنهم أن يفرحوا بعيد الأضحى بنفس الطريقة التي كانوا يحتفلون بها سابقاً.
وفي هذا السياق، أطلق 3 شبان لبنانيين مبادرة “تبسم” الخيرية في العاصمة بيروت، بهدف إدخال البسمة في قلوب العائلات الفقيرة والمتعففة في عيد الأضحى.
المبادرة تجمع بين عطاء المجتمع والعواطف الإنسانية، لمساعدة المحتاجين وتوفير الفرحة والأمل في وقت يحتاجون فيه إلى الدعم والمساندة لتكون جسراً للرحمة والتضامن.
وتتمثل بتوزيع سلال غذائية مثل الأرز والسكر والشاي والزيت والطحين والبن والعصائر، بجانب حصص لحوم الأضاحي على العائلات الفقيرة بمختلف مناطق لبنان خلال فترة عيد الأضحى.
يتم اختيار العائلات المستفيدة بعناية فائقة من خلال بعض المعارف، حيث يتم تقييم الحالات وتحديد الأسر التي تحتاج إلى الدعم بشكل ملح.
كما يحاول أعضاء الحملة في محاولة إدخال البهجة على هذه العائلات عبر “طبخة العيد” التي تتضمن وجبات طعام ليومين إضافة إلى حصة من اللحم وحلو العيد (معمول)، والبن والعصير واحتياجات أخرى.
أما في اليوم الثاني من العيد فسيتم توزيع لحوم الأضاحي من البقر والغنم كحصص على هذه العائلات وغيرها من المحتاجين.
ويدعو أصحاب المبادرة الشباب لـ”التضحية بأوقاتهم وأموالهم وجهودهم لمساعدة المحتاجين”، مبينين أن مبادرتهم البسيطة “إذا تكررت في كل شارع ومنطقة وحي على مستوى لبنان، لاستطاعت أن تغير حياة كثيرين وترسم البسمة على وجوه أكبر عدد من الناس”.
سوريات في المخيمات يبهجن الأطفال بـ”معمول” العيد
أما في المخيمات المنتشرة بمنطقة عفرين (شمال غرب) تسعى النساء السوريات المقيمات هناك إلى إدخال البهجة بقلوب الأطفال عبر توزيع حلوى “المعمول”.
وكانت هؤلاء السيدات هربن من بطش قوات النظام وداعميه ولجأن إلى المخيمات في عفرين، والآن يجرين الاستعدادات للاحتفال بعيد أضحى جديد بعيداً عن ديارهن.
ولإسعاد الأطفال، تقوم السيدات في مخيم “قطمة” بإعداد حلوى المعمول التقليدية، حتى لا يشعر الأطفال بمرارة الاحتفال بعيد الأضحى في ظل الظروف القاسية.
وتحاول هؤلاء النسوة -رغم الحرب والتهجير- إدخال السرور في نفوس أطفالهن من ناحية، والحفاظ على تقاليد العيد من ناحية أخرى.
وفي حديث للأناضول أعربت عيوش مطر (68 عاماً) عن حنين يخالجها لأعياد قضتها بين أقربائها وأحبائها، بعد أن تفرقوا جراء التهجير.
وأضافت: “نعد معمول العيد حتى يفرح الأطفال ولا يشعروا بالحسرة عن رؤيته عند الجيران”.
من جانبها، قالت خديجة قدور، وهي أم لستة أطفال: “انتهت فرحتنا نحن الكبار بالعيد، الأطفال يرغبون بارتداء ملابس العيد وأكل الحلوى، ونحن نعد لهم المعمول”.
وأشارت إلى تعاون الجيران في إعداد المعمول، ومشاركته مع غير القادرين على تكاليفه المادية.
المحسنون في المغرب
في المغرب، تجد العديد من الأسر نفسها أمام باب مسدود للحصول على الأضحية نتيجة لارتفاع أسعارها.
لكن الفرج يأتي هذه العائلات من حيث لا تحتسب، إذ يحرص فاعلو الخير على شراء الأضاحي وتوزيع لحومها على المستحقين عبر نشطاء بمجال الإغاثة الإنسانية.
وفي هذا الإطار، يقول حسين بن مولود، صاحب مزرعة الخير ببلدة السهول (بضواحي العاصمة الرباط)، إن “بعض المحسنين يقتنون 20 إلى 40 أضحية ويكلفون نشطاء بتوزيعها على بعض الأسر المحتاجة”.
ويوضح بن مولود في حديثه للأناضول أن “الأسر تسعد كثيراً بتلك الأضاحي، لأنها توفر أضحية العيد لأبنائها وتحفظ ماء وجه عائليها”.
من جهتها، تقول فاطمة الزهراء العلمي، ناشطة إنسانية، إنها “تعمل كل سنة على توزيع الأضاحي على المحتاجين بمساعدة المحسنين”.
وتضيف للأناضول أن “الأضاحي يستفيد منها المحتاجون والأيتام وذوو الاحتياجات الخاصة والأرامل وغيرهم”.
مبادرة “استهلك تونسي” تسعد الأيتام في تونس
أما في تونس، فقد أطلق ناشطون مبادرة”كونسومي تونسي” (استهلك تونسي)، بهدف إسعاد أكبر عدد ممكن من العائلات المحتاجة والأطفال الأيتام خلال عيد الأضحى المبارك.
ومبادرة “استهلك تونسي” تضم 467 ألف فرد، تكونت قبل أربع سنوات بهدف التشجيع على استهلاك المنتج التونسي ودعوة المنتجين المحليين إلى توفير منتجات لائقة ووفق المواصفات المطلوبة، وتسعى هذه الأيام لتوفير الأضاحي للمحتاجين.
وأكدت المبادرة وفقاً لوكالة الأناضول، أنّ الفريق وزع حتى الآن 55 خروفاً لعائلات أطفالها أيتام لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات، ومن المنتظر أن يصلوا بحلول العيد إلى 200 خروف”.
هدى الناصري وهي مؤسسة الحملة، أكدت صعوبة الأوضاع الاجتماعية التي تمر بها عائلات الأيتام وأن “أمهاتهم لا يتوانين للحظة عن العمل وتوفير كل مستلزمات الحياة لهم، غير أن المقدرة الشرائية لأغلب التونسيين جعلتهم غير قادرين على توفير أضاحي العيد”.
ووفق صاحبة المبادرة، وفرت “استهلك تونسي” العام الماضي 100 خروف للمحتاجين، بينما استطاعت قبلها بسنة توزيع 192 خروفاً لعائلات محتاجة وبسيطة الدخل.
39 دولة مستفيدة من حملة قطر الخيرية
من جهتها، تواصل مؤسسة “قطر الخيرية” استقبال التبرعات لحملتها “بأضحيتك يستمر الأثر” من خلال موقعها وتطبيقها الإلكترونيين وعبر فروعها ومحصليها المنتشرين في قطر.
وتسعى المؤسسة الخيرية إلى إطعام الفقراء والمساكين من لحوم الأضاحي وإدخال السرور على قلوب أسرهم عبر العالم؛ حيث تستهدف حملة قطر الخيرية مليون شخص في 40 دولة (قطر و39 دولة) وبتكلفة تقدر بـ 30 مليون ريال قطري، حيث ينتظر أن يبلغ عدد الأضاحي التي ستوزع لحومها من الضأن والبقر داخل وخارج دولة قطر حوالي (50,000 أضحية).
فيما تستهدف الحملة خارج قطر توزيع لحوم حوالي 45,000 أضحية من الضأن والبقر، وينتظر أن يستفيد منها نحو 900,000 شخص في 39 دولة إفريقية وآسيوية وأوروبية، بتكلفة تقدر بحوالي 26 مليون ريال.
الحملة تركز على المناطق والدول التي تشهد أحداثاً وظروفاً استثنائية أو كوارث طبيعية مثل النازحين في الداخل السوري واللاجئين السوريين في الدول المجاورة، وفلسطين والسودان، واليمن، والصومال، وغيرهم، وفقاً لما أكدته صحيفة الراية القطرية.
المصدر: عربي بوست
اترك ردك