النجمة يلتقي الأنصار اليوم ليستأنفا صراعهما الأزلي

بعد شهرين ونصف شهر تماماً على انتهاء الموسم، تقصّ كرة القدم اللبنانية شريط موسمٍ جديد بنفس الصورة الختامية لبطولة الدوري، إذ يلتقي النجمة بطل لبنان مع الأنصار بطل الكأس، اليوم الساعة 16.00 على ملعب رشيد كرامي البلدي في طرابلس، في مباراة الكأس السوبر التي يُتوقّع أن تكون جماهيرية على غرار كل مباريات القطبيْن في «دربي بيروت»

لا شيء أفضل من عودة النبض إلى ملاعب كرة القدم اللبنانية من خلال من أعطى الحياة للعبة منذ زمنٍ بعيد. هنا الحديث عن النجمة والأنصار وجمهوريْهما الكبيرين اللذين غابا لسببٍ قسري عن المشهد الأخير للدوري العام في 30 حزيران الماضي، لكنهما على أهبة الاستعداد للعودة إلى المدرجات وإحياء «الدربي» بالشكل الذي يليق بتاريخه الطويل.هما فعلاً صنعا التاريخ لا فقط في الدوري أو في مواجهات كأس لبنان التي عرفت أيضاً لقاءً بينهما في ربع النهائي الموسم الماضي وانتهى أنصارياً بهدفين، بل في الكأس السوبر أيضاً، والتي ستشهد اليوم نزالاً جديداً بينهما على لقبٍ يعني لهما بكل تأكيد.
ففي النسخة الأولى من هذه المباراة السنوية التي تطلق الموسم رسمياً، التقى الأنصار وغريمه التقليدي، وكان اللقب من نصيب «الأخضر» بفضل هدفَي الجناح الشهير عبد الفتاح شهاب، ومدافع النجمة محمود كرنيب الذي سجّل خطأ في مرماه. وتكرّر الأمر في السنة التي تلت، إذ حسمها الأنصار بهدف النيجيري إدريس هارونا.
أما آخر مواجهتين بين القطبين في السوبر، فقد حسمتهما ركلات الترجيح، الأولى عام 2002 بعد تعادلهما 3-3، إذ فاز النجمة 4-2، والثانية عام 2021، إذ فاز الأنصار 5-4 بعد تعادلهما 2-2.
ركلات الترجيح التي كانت حاضرة أيضاً في النسخة الماضية، وكان النجمة بطلها على حساب العهد (4-1) بعد تعادل الفريقين سلباً، لتكون المباراة الخامسة في الكأس السوبر التي تنتهي بهذا الشكل.
بكل الأحوال، فاز النجمة باللقب 7 مرات في 12 مباراة خاضها، مقابل 6 ألقاب للأنصار من 10 مشاركات، وهو الذي سيسعى إلى أكثر من هدف في هذه الموقعة، أوّلها طبعاً «الثأر» لخسارته القاتلة في المباراة الحاسمة للدوري بعدما كانت الأفضلية له قبل المباراة للتتويج باللقب. كما سيسعى الأنصار لكي يكون رابع فريقٍ يحرز اللقب كبطلٍ للكأس (أو وصيف الدوري) بعدما فعلها عام 2012 على حساب الصفاء (1-0)، علماً أن النجمة وإلى جانب فوزه بالسوبر العام الماضي كبطلٍ للكأس، فقد حقّق هذا الأمر في عام 2016 وعلى حساب الصفاء (2-0) أيضاً.

جديد الفريقين
ومما لا شك فيه أن نوعية الفريقين ستكون أفضل في الموسم الجديد، وانطلاقاً من مباراة اليوم، إذ نشطا بشكلٍ كبير في سوق الانتقالات الصيفية، وتسابقا على ضمّ لاعبين محليين جيدين، إضافةً إلى أفضل عنصرٍ أجنبي متاح، وذلك بهدف خلق عمقٍ في تشكيلتيْهما مع حفاظهما على جهازيْهما الفنييْن، بحيث سيقود النجمة الصربي دراغان يوفانوفيتش منذ بداية الموسم هذه المرّة، تماماً كما هو الحال مع مدرب الأنصار يوسف الجوهري.
«النبيذي» وبحكم التحديات التي تنتظره في الموسم الجديد، وبينها طبعاً مشاركة خارجية في كأس التحدي الآسيوي، عزّز صفوفه بعشرة لاعبين في المراكز المختلفة، حيث تعاقد مع الحارس الدولي الشاب أنطوان دويهي بعد مفاوضات صعبة مع ناديه الأم السلام زغرتا. كما ضمّ الثنائي لاعب الوسط حسين منذر وهدّاف الدوري في موسم 2021-2022 فضل عنتر من شباب الساحل، إضافةً إلى المدافع القوي حسن شرقاوي من التضامن صور، والموهوب علي شعيتو وزميله بلال صباغ من البرج، ولاعب الساحل السابق جاد الحسين.
أما على الصعيد الأجنبي، فقد استقدم النجمة ثلاثة لاعبين من غانا هم المهاجم كولينز أوباري، لاعب الوسط بابا موسى عبدولاي، والمدافع نيانتي كوابينا داركو.

يتطلّع الأنصار إلى الثأر من النجمة ومعادلة عدد ألقابه في السوبر

في المقابل، أبرم الأنصار واحدة من الصفقات الأهم في السوق عندما نجح في الحصول على توقيع لاعب الوسط الدولي أحمد خير الدين من النجمة نفسه. وأضاف إليه لاعبَين شابَين هما الجناح محمد الصالح والظهير الأيمن محمد الدر من البرج، إضافةً إلى الظهير الأيسر مصطفى كساب (سيغيب عن المباراة بسبب تمزّقٍ عضلي) من شباب الساحل، وقلب الدفاع محمد الموسوي من الحكمة.
أجنبياً، مدّدت الإدارة الأنصارية عقد الجزائري هشام خلف الله الذي أظهر إمكانات كبيرة في الموسم الماضي على المستوييْن الفردي والجماعي، بحيث بات من اللاعبين التكتيكيين المهمين في تشكيلة الجوهري، التي تملك أبرز هدّافٍ في تاريخ الدوري اللبناني وهو السنغالي الحاج مالك تال الذي يُعتبر اللاعب الوحيد الذي أنهى الموسم في صدارة الهدّافين أكثر من مرتين بعد إحرازه لقب الهدّاف 4 مرات.
كما يبرز اسم قلب الدفاع التونسي رفيق المدنيني الذي يلعب كرة قدم عصرية ويتميّز عن غيره من المدافعين الأجانب الذين قدموا إلى الفريق أخيراً، برؤيته وكيفية تعامله مع الكرة عند استحواذه عليها، بينما تمّ تسجيل الفلسطيني حمزة الحسين كأجنبي رابع بحُكم وجود مواطنه الجناح محمد حبوس في الفريق.
بكل الأحوال ستكون مواجهة الكأس السوبر اليوم أشبه بـ«بروفة» للفريقين، وعيّنة للجمهور الكبير الذي سيتابعها، مترقّباً المزيد من النزالات بين قطبَيْ بيروت ولا سيما بعد المتعة والإثارة اللتين قدّماهما في الموسم الماضي واستمرّا بهما حتى الثواني الأخيرة منه.


Exit mobile version