عقب الموسم الماضي، والذي تمحور بالمجمل حول اختزال كل إطلالة وإيجازها الى أبسط الأشياء بطريقة مثيرة آسرة في بعض الأحيان، قادني حدسي في هذا المضمار الى ابتكار المجموعة لقطع منفصلة بطريقة مميزة. مجموعة ملؤها المغامرة والاستكشاف والجرأة، تحملكم الى عالم أكثر عضوية، أكثر حسيّة، وأكثر ارتجالية. وجدتُ حريتي في تصاميم الملابس المختلفة: قميص أبيض، سراويل نموذجية مذهلة، معاطف ضخمة منفوخة، وحتى الملابس الأساسية من التريكو كالسترات الصوفية والتنانير الأنبوبية. كنتُ أرغب في ابتكار خزانة ملابس ساحرة مستحيلة، ليس فقط لأنها غير قابلة للارتداء، بل لأنها بعيدة كل البُعد عن الملابس العادية. تفسير سوريالي بامتياز لأساسيات خزانة الملابس الخاصة بالمرأة. هناك شعور بالحرية والعصيان. هي قطع يمكن المرأة أن تجمعها وترتديها كيفما تشاء؛ إنه الشعور بالعفوية المريحة والجموح الأخاذ الذي يجب أن تختبره، وتعيش الشعور المرهف الذي انتابني عندما كنت أبتكرها… تمّ تجميع معظم “المظاهر” الموجودة هنا في الأيام التي سبقت هذا العرض، بما يتناقض مع الطرق العادية للإبداع الذي دأبنا في العمل عليه منذ شهور. مقاربة إبداعية استحوذت عليّ بالكامل كإلهام مذهل.
توحيد كل الأشياء طريقة عمل تجسّد علاقة “سكياباريلي” Schiaparelli الطويلة بالفن والفنانين: جرأتهم، ألوانهم وأسلوب عملهم. أكثر من أي دار أخرى، كانت دار “سكياباريلي” دائماً على تواصل وثيق مع الفن: نمط فنيّ يعانق آخر مستلهماً منه. في هذه المجموعة، جاء الإلهام لكل قطعة بطريقة أو بأخرى مطبوعاً بطابع فنان ما، أكان في عصر إلسا، أم في منتصف القرن، أم في عصرنا هذا. عملنا على رسم جسد امرأة يدوياً واستخدمنا لذلك فرشاة مستوحاة من أعمال “لوسيان فرويد” Lucian Freud، ثم نقلنا تلك الصورة إلى الملابس الحريرية الأنيقة stretch silk body stocking، حيث تمّ عرض كل ضربة فرشاة على شكل “باييت” paillettes متلألئ. أنتجت قطع الفسيفساء المميزة للنحّات “جاك ويتن” Jack Whitten تنورة وسترة stretch cardigan بنمط مرآة متكسّرة. علبة سجائر جلدية في تشكيل تنورة على شكل كرة كتكريم لـ”سارة لوكاس” Sarah Lucas، بودرة باللون الأزرق الغامق والخرز الشبيه بالحصى يغطي العديد من الأسطح، في إشارة إلى “إيف كلاين” Yves Klein، إنما أيضاً إلى رسوم “ميرو” Miro التوضيحية للأطفال. في مكان آخر من المجموعة، هناك تكريم لـ”دالي” Dali، شروق الشمس السوريالية تلك والتي ينجم عنها العديد من تدرّجات الألوان “degrade” النابضة بالحياة، “ماتيس” Matisse (ليس من أعماله، إنما نمط سعف النخيل في فندق ريجينا، الآن بـ “شيرلينغ” باللون الأسود باعتباره معطفاً صناعياً رائعاً)، وحتى “فينوس” Venus الرخامية باللون الأبيض شقّت طريقها إلى معطف من الـ “ملتون” melton الشتوي باللون الأبيض. أيضاً جدران الاستوديو الخاص بـ “لوسيان فرويد” Lucian Freud في لندن ألهمت الفوضى الدراماتيكية لفرشاة الرسام وزيّنت معطفاً منتفخاً باللون الأبيض. هذه المجموعة مستوحاة بشدة من نشوة الإبداع، في تقديم ملابس مبتكرة للمرأة وإبداعات لتعشقها مدى الحياة.
اترك ردك