انكبّت دار “فان كليف أند آربلز” على نقل جمال الكتابات والإبداعات الفنية التي تمّ العثور عليها في سياق الجولة الكبرى في مجموعة “لو غران تور”، فحرصت على الاستفادة من الطيف الكامل لخبرتها: من إبداع استوديو التصميم الخاص بها، والعين الثاقبة والنظرة المدرّبة لخبراء الأحجار الكريمة، والدراية، والخبرة، والإتقان العالي لورش العمل الخاصة بالمجوهرات الراقية. فعمل مصمّمو الدار وحِرفيّوها على بثّ الحياة في قطعٍ من المجوهرات تم تصوّرها مثل العديد من رسومات السفر: كدعوة للانطلاق والتأمّل بدهشة وإعجاب.
وزخرت المجموعة بكاملها بعقودٍ وأساور شكّلت لوحاتٍ من المناظر الطبيعية الغنية بالتناقضات، فجمعت الحلي الزخرفية فيها بين جمال العصور القديمة الإيطالية وروعة الجبال المغطّاة قممها بالثلوج. وتمّ العمل على المشابك بتقنية ثلاثية الأبعاد لتستعرض أحجاماً منحوتةً تتماهى فيها الحدود ما بين المجوهرات وفن صياغة الذهب. فجاءت الأقراط لتضيء الوجه بأشكالها المتدلية على طراز الأسلوب الباروكي أو على هيئة الحقائب الصغيرة الإتروسكانية، بينما رُفعت الخواتم بتصميمها النافر، لتأسر النظرات بحناياها الغرافيكية وألوانها النابضة. وقد صُمّم كل إبداع وكأنّه أشبه بلوحةٍ تضجّ بالتفاصيل المنفّذة بصبرٍ وعنايةٍ بالغة. شُغل على الذهب بدقةٍ وذوق ليظهر بوجوهٍ مختلفة، فمنه ما عولج بالضرب ليولّد تأثيراً بالانعكاس، ومنه ما أُضفيت إليه الحواف الزخرفية ليُحدث تلاعباً بالألوان، كلآلئ برّاقة، أو في خطوط هندسية نُفّذت بواسطة تقنيات الصقل والتلميع المتناوبة. تولّد الإبداعات انطباعاً بالمفاجأة، حيث تلتقي الدراية التقليدية، التي تكرّم تاريخ المجوهرات، بالتقنيات المعاصرة. وتتجلّى على الجوانب الأمامية والخلفية للإبداعات براعة حِرفيي الدار من خلال رقة المفاصل، واللمسات الأخيرة بأدق تفاصيلها.
وتتألق الأحجار الكريمة بمروحةٍ واسعةً من الألوان تعزّزها عملية انتقاء منوّعة. وتأتي كلّ ترصيعة لتحتفي بجمال الأحجار المختلفة، التي تكشف عن ألوانها الزاهية في تناغماتٍ عمل على ابتكارها خبراء الأحجار الكريمة في الدار. وتشكّل المواد النادرة مجموعاتٍ متقابلةً فيما بينها: الأحجار الكريمة ذات الأوجه المصقولة تلتقي جنباً إلى جنب مع تصاميم الكابوشون، وشفافية الأحجار الكريمة تترافق مع لمعان اللؤلؤ، وتأجّج أحجار الأوبال، أو بريق المرجان في شكله الطبيعي. كما يجتمع اللون الأزرق القويّ لأحجار السافير مع الأزرق الليلي لأحجار اللازورد؛ ويتعزز اللون الأخضر الفاتن لأحجار الزمرد ببريق الماس؛ فيما تختلط درجات ألوان العقيق الرقيقة بألوف الفروقات الدقيقة من ألوان أحجار السافير الملوّنة. وبمرتبة الشرف حلّت الأحجار التي صُقلت بأسلوب فنّ النحت بالحجر الصلب، حيث يتربع حجر الزمرّد المحفور وسط عقد قابل للتحول، بينما تضيء الجواهر المنقوشة، السافير، واليشب، والسترين ثلاثة مشابك تستحضر كنوز العصور القديمة.
اترك ردك