من الجمعة إلى 13 إلى تعويذات الحظ السعيد، إليكم السبب الذي يجعل بعض الناس لا يزالون يؤمنون بالخرافات

ربما يتعين عليك أن تضغط على زر الطائرة ثلاث مرات قبل صعودك إلى الطائرة. وربما لا يمكنك مشاهدة فريقك المفضل يلعب دون ارتداء جواربك الخضراء المحظوظة (والتي تحتاج بشدة إلى الغسيل). وربما تشعر بالتوتر لأن اليوم هو الجمعة الثالث عشر وقد مرت قطة جارك السوداء أمام نافذة غرفة نومك.

ولكن ما الذي يجعل بعض الناس يؤمنون بالخرافات، في حين لا يبالي آخرون، على سبيل المثال، بالجلوس في الصف الثالث عشر، أو لا يشعرون بالحاجة إلى الطرق على الخشب بعد الإدلاء بتصريح جريء؟ إليكم ما نعرفه.

وبحسب مجلة سايكولوجي توداي، فإن كون المرء مؤمناً بالخرافات يعني التصرف بطريقة “تستند إما إلى الخوف من المجهول و/أو الإيمان بالسحر أو الحظ”. وتشير المجلة أيضاً إلى أن الخرافات قد تكون مستنيرة ثقافياً، بدءاً من تمائم العين الشريرة التي يُعتقد أنها تطرد الشر في بلدان مثل تركيا إلى الفكرة الأميركية القائلة بأن التمني على نجمة يجلب الحظ السعيد بينما فتح المظلة داخل المنزل يجلب سوء الحظ.

من النادر أن نجد بين الأميركيين من يؤمنون بالخرافات إلى حد كبير، رغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن العديد من الناس يعترفون بإيمانهم ببعض الخرافات على الأقل. ففي استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب في عام 1996، وصف 1% فقط من الأميركيين أنفسهم بأنهم “يؤمنون بالخرافات إلى حد كبير”، في حين قال 24% إنهم “يؤمنون بالخرافات إلى حد ما”. وكان الشباب أكثر ميلاً إلى الإيمان بالخرافات من كبار السن، وقال أكثر من ربع المشاركين في الاستطلاع إنهم يؤمنون بالخرافات فيما يتصل بالطرق على الخشب.

في استطلاع للرأي أجري عام 2014، قال 33% من الأميركيين إنهم يعتقدون أن العثور على فلس والتقاطه يجلب الحظ السعيد، واعتبر 24% أن رؤية العريس للعروس قبل الزفاف أمر سيئ الحظ. ومن بين المشاركين في الاستطلاع، قال 14% إنهم يعتبرون يوم الجمعة الثالث عشر يومًا سيئ الحظ.

في الآونة الأخيرة، كشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة YouGov عام 2022 على 1000 شخص بالغ في الولايات المتحدة أن الناس كانوا أكثر ميلاً إلى الإيمان بعلامات الحظ السعيد من تلك التي قيل إنها تجلب الحظ السيئ. آمن أكثر من ربع المستجيبين بالتمني عند إطفاء شموع عيد الميلاد (28٪)، ورؤية نجم ساقط (28٪) وإخبار شخص ما “بارك الله فيك” بعد أن يعطس (27٪). كانت الخرافة الأكثر شيوعًا المرتبطة بسوء الحظ هي المشي تحت سلم (21٪) تليها كسر مرآة (21٪) والرقم 666 (21٪). وجد الاستطلاع أيضًا أن 12٪ من الأمريكيين يحملون أو يرتدون تعويذة حظ دائمًا أو كثيرًا. كان الكاثوليك هم الأكثر عرضة للتعريف بأنهم مؤمنون بالخرافات، وفقًا للاستطلاع، الذي وجد أيضًا أن 19٪ من الناس يعتبرون يوم الجمعة 13 يومًا سيئ الحظ.

في حديثه إلى US News & World Report في عام 2016، قال عالم النفس ستيوارت فايس، مؤلف كتاب الإيمان بالسحر: علم نفس الخرافةوأوضح أن الأشخاص الخرافيين يتم تربيتهم، ولا يولدون.

“تأتي الخرافات من التقاليد ومن تربيتك ــ فالناس يعلمونك الخرافات؛ فأنت لا تولد مؤمناً بيوم الجمعة الثالث عشر أو أنك إذا وطأت شقاً فسوف تكسر ظهر أمك”، كما أوضح فايس. “وتأتي الخرافات أيضاً من عدم اليقين في الحياة ــ إذا كان لديك شيء ترغب فيه ولا يمكنك التأكد من حدوثه”، فالاعتماد على السلوك الخرافي، مثل ارتداء ربطة العنق التي تجلب الحظ في مقابلة عمل، يمكن أن يساعدك على الشعور ببعض مظاهر السيطرة.

كما يمكن للخرافات أن تجلب الراحة. على سبيل المثال، قد يشعر المسافر المتوتر بثقة أكبر أثناء الرحلة بعد أداء طقوسه الشخصية لجلب الحظ السعيد، مثل لمس الطائرة أو حجز مقعد في الصف السابع.

“يساعد السلوك الخرافي في التغلب على القلق”، كما أشار فايس. “إذا كنت مهتمًا جدًا بالنتيجة، [of an event] لكن الأمر غير مؤكد، فمجرد القيام بشيء ما يجعلك تشعر بتحسن حتى لو كان من غير المرجح أن يكون له تأثير مباشر على النتيجة.

يخبرنا التفكير العقلاني أن رقم مقعدك لا يؤثر على ما إذا كانت الطائرة ستتحطم أم لا، وأن تمسكك بأصابعك أثناء صعود جوي الصغير إلى المضرب لن يضمن لك الفوز. إذن ماذا يحدث عندما لا تساعدنا كل خرافاتنا في الحصول على الوظيفة، أو يخسر فريقنا على أي حال؟

وهنا يأتي دور التحيز التأكيدي. وكما لاحظ موقع Verywell Mind، فإن التحيز التأكيدي هو ميل إلى إعطاء الأولوية بشكل انتقائي للمعلومات التي تدعم معتقداتنا الخاصة. لذا، قد يركز المرء على الأوقات التي يفشل فيها فريقه في تحقيق أهدافه. فعل الفوز بعد اتباع طقوس خرافية، أو تبرير ذلك بأن تلك الطقوس ربما لم يتم تنفيذها بشكل صحيح.

في ورقتها البحثية لعام 2015 الإيمان بما لا نؤمن به: الاستسلام للمعتقدات الخرافية والحدس القوي الآخروقد وصفت عالمة السلوك جين رايزن هذه المحاولة لتبرير الخرافات بأنها “استسلام”. فبدلاً من رفض الخرافات عندما يتضح أنها لم تتحقق، يميل بعض الناس إلى الإصرار على تفكيرهم “السحري”. وأوضحت رايزن: “حتى عندما تكون الظروف مثالية لاكتشاف الخطأ ــ عندما يتمتع الناس بالقدرة والدافع إلى التحلي بالعقلانية وعندما يلفت السياق الانتباه إلى الخطأ ــ فإن الحدس السحري قد يظل سائداً”.

قد يكون ذلك بسبب فوائد التمسك بالخرافات. فإلى جانب تقليل القلق ومنح شعور بالسيطرة، فقد ثبت أن الخرافات تؤثر على أداء الأشخاص عندما يشعرون أنهم متفوقون. ووفقًا لبحث نُشر في عام 2010، أظهر لاعبو الجولف الذين اعتقدوا أنهم يستخدمون كرة محظوظة توترًا أقل وثقة أكبر وأداءً أفضل، في حين أن مجرد تقاطع الأصابع أو سماع “كسر ساق” يمكن أن يساعد في وضع شخص ما في حالة ذهنية أكثر نجاحًا.

قال فايس لموقع Business Insider في عام 2014: “إن الاعتقاد بأنك محظوظ يمكن أن يحسن أدائك في مهمة تتطلب مهارة”.

ولكن كما كتب عالم النفس بروس ويلسون في مجلة سايكولوجي توداي هذا العام، فإن هناك جوانب سلبية أيضاً. فالاعتماد المفرط على الخرافات قد يزيد من القلق في بعض المواقف. فإذا كسرت مرآة يوم الجمعة الثالث عشر، على سبيل المثال، فقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالضيق. وعلى نحو مماثل، فإن المسافر العصبي الذي يتعين عليه لمس الطائرة عند صعوده إلى الطائرة سوف يشعر بلا شك بالانزعاج أثناء الرحلة إذا منعه شيء ما من القيام بالطقوس. ويضيف ويلسون أن الخرافات في الحالات القصوى قد تؤدي إلى سلوك قهري وسواسي، أو تدفع الناس إلى اتخاذ قرارات بدافع الخوف.

إذا كنت لا تزال في حالة تأهب، فأنت لست وحدك. وفي حين أنه لا يوجد ضرر في تجنب الأشياء التي تعتبرها مخاطر غير ضرورية (مثل المشي تحت سلم)، يقول الخبراء إنه من المهم تجنب اتخاذ القرارات بناءً على تصورك للحظ. إن التقاط فلس أمر جيد؛ ولكن التصرف بتهور لأنك تعتقد أن الحظ في صفك ليس كذلك. وإذا صادفت قطة سوداء يوم الجمعة 13، فحاول ألا تدعها تفسد يومك.

نُشرت هذه المقالة في الأصل بتاريخ 13 أكتوبر 2023 وتم تحديثها.

Exit mobile version