ترسيخاً للإشادة الدولية المتزايدة بعملها، دُعيَت المصمّمة المقيمة في الإمارات العربية المتحدة، نازي بغلاري، للمشاركة في معرض الفنون “آسيا ناو” المرموق في باريس في الخريف المقبل. وستعرض المصمّمة قرابة عشرين قطعة من قفاطين إيكات المبهرة والمعاطف القابلة للارتداء على الوجهين – وهي قطع فريدة من نوعها من “الفنّ القابل للارتداء” – وذلك في الدورة التاسعة من المعرض والتي ستُقام من 20 إلى 22 تشرين الأول/أكتوبر في “مونيه دو باريس” Monnaie de Paris (دار سكّ العملة الفرنسية سابقاً).
ومعرض “آسيا ناو” هو معرض الفنون الأوّل في باريس الذي يلقي الضوء على تنوّع المشهد الفني الأسيوي، ويعتبر على الصعيد العالمي المعرض الأبرز من نوعه في أوروبا. ومن القيّمين الذين يستضيفهم المعرض هذا العام، اتحاد الفنون الجميلة البرليني المعروف باسم Slavs and Tatars والذي سيجمع عشرة فنانين متخصّصين بالمنسوجات من آسيا الوسطى لإبراز مسائل الحِرَف، والهوية، والإعلام. ومن ضمن هذه المجموعة المرموقة من الفنانين والحِرفيين الخبراء، كانت نازي المصمّمة الوحيدة من منطقة الشرق الأوسط التي دُعيت للمشاركة.
ولصنع قفاطينها الفريدة من نوعها، والمعاطف القابلة للارتداء على الوجهين التي يمكن أن يرتديها الجنسان، تصنع نازي بغلاري إيكات مصبوغة بأيدي نسّاجين محترفين من أوزبكستان، بالإضافة إلى الهند واليابان وتايلاندة. علماً أن صناعة الإيكات هي تقنية قديمة لصنع المنسوجات تعود إلى القرن الثاني عشر، حيث يتم تجميع أطوال الخيوط الخام غير المصبوغة وربطها لمنع اللون من اختراق الخيط؛ وبعد الصباغة، تُفكّ الحزم وتُنسج الخيوط يدوياً لإنشاء النمط المحدّد قبل بدء العملية. ويُستخدم المصطلح الفارسي abr-bandi – “ربط الغيوم” – لوصف تقنية الربط التي تمنح تقنية “إيكات” نمطها المميّز الشبيه بالغيوم.
تشتهر بغلاري Beglari بإحساسها بالألوان والأنماط، وبالاعتماد على خلفيتها الثقافية الغنية وحبّها لرواية القصص، وهي تجمع عادةً بين العديد من الإكاتات لإنشاء كلّ ثوب، فتتلاعب بأنماط مختلفة الحجم ومجموعة متنوّعة من الأنسجة والأقمشة مثل القطن والمخمل والحرير. وتكتمل أعمالها بالتطريز اليدوي (وأحياناً، برسالة مخفية مكتوبة بخطّ اليد مباشرة على القماش)، وكلّها مزايا وتفاصيل تزيد من شاعرية وجاذبية عملها، إذ تحمل كلّ قطعة بالنسبة الى من يرتديها، صدى عاطفياً وشخصياً للغاية.
أسلوب عمل نازي بغلاري أقرب إلى الفنّ منه إلى تصميم الأزياء، وهي تقول: “أشعر بحبّ واحترام عميقين لأسلوب الإيكات. فمعاطفي وقفاطيني ليست من تصميمي حقاً، بل هي الإيكات نفسها التي توحي لي بما تريد أن تكون عليه. وعملي هو بمثابة تكريم لنسّاجي الإيكات الذين حافظوا على هذا التقليد منذ القرن الثاني عشر”.
تمّ تصميم كل القطع في مشغل NAZZY في أبوظبي من جانب فريق صغير من الخياطين والطرّازين المتخصّصين. وتُصنَع كلّ قطعة على حدة بدلاً من الإنتاج بكميّات كبيرة، علماً أنه بسبب الحرفية العالية والتركيز الفائق للعمل اليدوي من حيث القصّ والخياطة والتفاصيل النهائية في كلّ قطعة، فإن إنتاج NAZZY محدود للغاية.
وما يُبرز تصاميم Nazzy المذهلة هي تلك الفلسفة الكامنة وراء العلامة التجارية من خلال المصمّمة الحريصة جداً على سلامة البيئة، حيث تفضّل الإنتاج بكميّات محدودة على الإنتاج الضخم، مع اتباع نهج أخلاقي راسخ في الموضة، ودعم عمل الحِرفيين التقليديين واستخدام المواد الطبيعية فقط في كلّ من عمليات الإنتاج والتعبئة والتغليف. كذلك هي تتلافى الإسراف في استهلاك المواد كما في دورة الموضة الموسمية، وتصاميمها تتجاوز الموضة الآنية بحيث تدوم كلّ قطعة مصنوعة مدى الحياة.
وقد ارتدت قفاطين ومعاطف NAZZY فنانات عالميات ومؤثّرات في عالم الموضة مثل إيزابيلا روسيليني، التي اختارت العديد من تصاميم العلامة لإطلالاتها خلال “مهرجان كانّ السينمائي” في أيار/مايو الماضي، وهي المرّة الثانية التي ترتدي فيها تلك القفاطين والمعاطف على البساط الأحمر بأناقة راقية وتألّق لا يخبو. ومن الفنانات اللواتي تألّقن كذلك بتصاميم NAZZY، تيلدا سوينتون، إيمي مولينز، غولشيفته فرحاني، يسرا، وهند صبري، تماماً كما اختارها رجال معجبون بالعلامة مثل مارتن سكورسيزي، وأفراد من العائلات الملكية في دول الخليج العربي.
اترك ردك