يحتفي العالم سنوياً في 29 أيلول/سبتمبر بيوم القلب العالمي لتعزيز الوعي بأهمية صحة القلب والأوعية الدموية وإلقاء الضوء على ضرورة الوقاية والتشخيص المبكر. وبهذه المناسبة، قدّم الدكتور رامي حرب استشاري أمراض القلب في مستشفى “هيلث بوينت” معلومات قيّمة عن المسبّبات الرئيسية لأمراض القلب والأوعية الدموية، ودور النظام الغذائي في الإصابة بهذه الأمراض، والفئات العمرية الأكثر عرضةً للخطر، وسلّط الضوء على الإجراءات الوقائية للحفاظ على صحة القلب.
وأكد الدكتور رامي حرب أن أنماط الحياة تلعب دوراً حيوياً في صحة القلب، حيث قال: “إن عادات مثل التدخين، وأنماط الغذاء السيئة، والسمنة، وقلة النشاط البدني، وشرب الكحول، هي من أبرز العوامل التي تؤدي الى تدهور صحة القلب والأوعية الدموية. وإذا كان لديكم أقارب من الدرجة الأولى قد أصيبوا بمرض الشريان التاجي في مراحل مبكرة من حياتهم قبل بلوغهم سنّ الـ 60، ترتفع مخاطر إصابتكم بشكل كبير”.
وثمة ارتباط وثيق بين النظام الغذائي وصحة القلب والأوعية الدموية، ولذلك يجب عدم الإفراط في السعرات الحرارية التي قد تسبّب السمنة وتحفز مرض السكري، ومتلازمة الأيض، وارتفاع ضغط الدم. كما تسبّب السمنة انخفاض القدرة على ممارسة النشاط البدني إلى جانب مضاعفات أخرى على الصحة العامة.
تؤثر الأطعمة المعالجة والغنية بالدهون المشبعة بشدة في مستويات الدهون بالجسم، ومن الممكن أن تسرّع من تدهور صحة الشرايين، بما يسبب أمراضاً مثل الذبحة الصدرية وأمراض الأوعية الدموية الطرفية. لذلك يوصي الدكتور رامي بالتركيز على الأطعمة الكاملة مثل الفواكه والخضروات والبقوليات والأسماك الزيتية لزيادة مستويات مضادات الأكسدة وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي.
من جهة أخرى، يعتبر العمر عاملاً حاسماً في أمراض القلب والأوعية الدموية، وأوضح الدكتور رامي: “ترتفع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مع التقدم في السنّ، حيث تتراكم الأسباب الأساسية بمرور الزمن”. وشدّد على أن تبني أنماط حياة صحية مبكراً هو أمر أساسي قبل أن تبدأ الأوعية والشرايين بالتعرض للتلف.
وأشار إلى وجود عوامل خطر عدة، بما في ذلك التاريخ العائلي والسمنة والسكري في مرحلة مبكرة أو متلازمة الأيض واختيارات أنماط الحياة السيئة مثل التدخين. فهذه العوامل يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالنوبات القلبية حتى بين الأفراد الصغار في السنّ، في حين يتعرض الأصحاء منهم لمخاطر تطور أمراض القلب.
وقدّم نصائح قيّمة للحفاظ على صحة القلب، مشدداً على أهمية الاعتياد على نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية معتدلة الشدة لأربع مرات على الأقل في الأسبوع لمدة 30 إلى 45 دقيقة في كل مرة. وأوصى بمراعاة تمارين أيسوي القياس (الإيزومترية) وتمارين المقاومة للمساعدة في تخفيض ضغط الدم، ونصح بالحصول على المشورة من مدرب رياضي أو طبيب متخصص، خصوصاً بالنسبة لأولئك المبتدئين في ممارسة مثل هذه الرياضات.
وحذّر الدكتور رامي حرب من الإفراط في ممارسة الرياضة لتجنّب أي مخاطر على صحة القلب، مشيراً إلى أهمية الفحوص الدورية، لا سيما لأولئك الذين لديهم تاريخ عائلي بأمراض القلب والأوعية الدموية. وأوصى بإجراء الفحوص بدءاً من عمر العشرين، مع التركيز على ضغط الدم ومستويات الشحوم والسكري، في حين أكد ضرورة الحاجة الى الرعاية الطبية بشكل عاجل عند الشعور بأي أعراض مثل آلام الصدر، أو ضيق التنفس، أو صعوبة ممارسة الرياضة، وهي مؤشرات قد تدل على الإصابة بمرض قلبي.
واختتم الدكتور رامي حرب بالقول: “عند الشعور بأي أعراض تدل على نوبة قلبية، بما يشمل آلام الصدر أو ضيق التنفس، مع عدم زوالها في غضون دقائق، وخصوصاً مع تفاقم الأعراض لآلام الفك، والشعور بعدم الراحة في الذراع، والتعرّق والغثيان أو القيء، يتعين طلب المساعدة الطبية الطارئة للاستجابة للأعراض وإجراء الفحوص الطبية وتقديم العلاج المناسب”.
اترك ردك