– ما أهمية العناية بصحة الجلد؟ وهل تعتقد أن المقيمين في دول الخليج والمنطقة يولون صحة الجلد الاهتمام الكافي؟
تُعد صحة الجلد أمراً بالغ الأهمية؛ فالجلد أكبر عضو من أعضاء الجسم، وهو يمثل خط الدفاع الأول ضد العوامل البيئية مثل: الأشعة فوق البنفسجية، ومُسببات الأمراض، والملوثات البيئية الضارة. كما يساعد في تنظيم درجة حرارة الجسم، وتعزيز عمل حاسة اللمس، والإحساس بالحرارة والبرودة. ومن ثم، فإن الحفاظ على صحة الجلد يمثل أهمية كبيرة من أجل الحفاظ على صحة الجسم وعافيته بوجه عام.
أما على مستوى دول الخليج والمنطقة المحيطة بها على وجه التحديد، فإن هذا السيناريو يُنظر إليه من عدة أوجه. فمن جهة، ازداد الوعي بجوانب معينة من صحة الجلد، مثل الاهتمام بوقايته من أشعة الشمس؛ نظراً للظروف الجوية القاسية (الحرارة الشديدة الارتفاع والتعرض لأشعة الشمس). وقد ظهر أثر ذلك على السوق المتنامية لمستحضرات العناية بالبشرة وعلاجات الجلد في المنطقة.
رغم ذلك، لا تزال توجد فجوات في الفهم الشامل والاهتمام المُوجَّهينِ لصحة الجلد. فعلى سبيل المثال، قد يكون مستوى الوعي بالأمراض الجلدية غير المرتبطة بالتعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر أو بأهمية إجراء فحوصات الجلد المنتظمة للكشف المبكر عن سرطان الجلد منخفضاً.
لكن مما يدعو إلى التفاؤل، أن قطاع الرعاية الصحية في المنطقة أحرز تقدماً سريعاً وملحوظاً، خاصة من ناحية زيادة الوصول إلى خدمات العلاجات الجلدية وحملات الصحة العامة التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي بصحة الجلد. وعلى الرغم من تحقيق قفزات هائلة إلى الأمام بوجه عام، بيد أنه يوجد دائماً مجال لإيلاء المزيد من الاهتمام وزيادة التثقيف بشأن صحة الجلد في أي منطقة.
على الصعيد الثقافي، هناك توجُّه متزايد نحو ما يُعرف بالجمال الواعي في منطقة الشرق الأوسط، كما تزايد التركيز على منتجات التجميل الصديقة للبيئة أو الخالية من المواد الضارة. تهيمن منتجات العناية بالوجه على سوق مستحضرات العناية بالبشرة، وتحظى العلامات التجارية العالمية، خاصة الأوروبية والأمريكية منها، بشعبية كبيرة. وتُقدر القيمة السوقية لهذه المنتجات بما يتراوح بين 320 و330 مليون دولار أمريكي.
– ما أهم الأمراض الجلدية الشائعة في دول الخليج؟
تشمل أهم الأمراض الجلدية الشائعة ما يلي:
حروق الشمس والطفح الجلدي الناتج عن ارتفاع درجة الحرارة: تُعد حروق الشمس والطفح الجلدي الناتج عن ارتفاع درجة الحرارة من المشكلات الجلدية الشائعة في المنطقة نظراً للحرارة الشديدة الارتفاع والتعرض لأشعة الشمس.
الإكزيما: حالة مرضية تسبب احمرار الجلد وشعوراً بالحكة. وهي شائعة بين الأطفال إلا أنها تصيب كذلك جميع الفئات العمرية. وتُعد الإكزيما حالة مرضية طويلة الأمد تميل إلى معاودة الظهور بشكل دوري.
الصدفية: مرض جلدي مزمن عادةً ما يؤدي إلى احمرار الجلد والحكة وظهور بقع متقشرة. والصدفية مرض شائع للغاية، ويمكن أن يؤدي إلى شعور المرضى بالخجل وسط مجتمعهم.
القوباء: إنه مرض جلدي شديد العدوى ويسبب القروح والبثور. وهو أكثر شيوعاً لدى الأطفال.
التهاب الجلد التأتبي (AD): نوع من الإكزيما يُصيب الجلد بالحكة والاحمرار والتورم والتشقق. وتُشير الأبحاث إلى زيادة الإصابة بالتهاب الجلد التأتبي. كما أشارت إحدى الدراسات إلى أن التهاب الجلد التأتبي منتشر لدى نسبة 4 – 5% من المقيمين في دبي، ومعظمهم من الأطفال.
العدُّ الوردي: حالة مرضية جلدية شائعة تسبب احمرار الجلد وبروز الأوعية الدموية في الوجه بشكل ملحوظ.
– حدثنا عن دور التكنولوجيا في مجال العناية بالجلد وأخبرنا عن بعض الابتكارات مثل كاميرا التصوير بالأشعة فوق البنفسجية، وجهاز فحص الجلد SkinCeuticals Skinscope، والاستشارات الجلدية المُعززة بالذكاء الاصطناعي AI Skinconsult.
لقد أحدث التقدم التكنولوجي تحولاً بالغ التأثير في مجال الأمراض الجلدية على مدار الأعوام الماضية؛ مما أدَّى إلى تحسن عمليات التشخيص والعلاج ورعاية المرضى. كما شهدت التكنولوجيا في مجال الأمراض الجلدية تطوراً كبيراً على النحو التالي:
1- وسائل التشخيص:
فيما مضى، اعتمد أطباء الأمراض الجلدية في الغالب على الفحص البصري لتشخيص الحالة. لكن ظهور تقنيات متطورة، مثل تنظير الجلد، مكَّن أطباء الأمراض الجلدية من فحص الآفات الجلدية بمزيدٍ من الدقة.
كما حقق استخدام المسح بالموجات فوق الصوتية في طب الأمراض الجلدية نمواً ملحوظاً؛ إذ يوفر المسح بالموجات فوق الصوتية معلومات مهمة للتشخيص، كما يلعب التصوير بالموجات فوق الصوتية في الوقت الفعلي دوراً حيوياً متزايد الأهمية.
يُعد الذكاء الاصطناعي (AI) واحداً من أحدث أوجه التطور في طب الأمراض الجلدية. وقد استُخدم الذكاء الاصطناعي خلال الأعوام الأخيرة في برامج التعرُّف على الصور للمساعدة في تشخيص الأمراض الجلدية، ومن المتوقع أن يزداد استخدامها في المستقبل.
استُخدم كذلك الذكاء الاصطناعي والتعلُّم الآلي (ML) في برامج التعرُّف على الصور للمساعدة في تشخيص الأمراض الجلدية. على سبيل المثال، تستعين أداة الاستشارات الجلدية المعززة بالذكاء الاصطناعي التي تم تطويرها بواسطة مختبرات شركة “فيشي” بالذكاء الاصطناعي لتحليل علامات تقدم البشرة في السن اعتماداً على صور السيلفي الشخصية. وفي مثال آخر، قام مشروع “ديب مايند” للصحة التابع لشركة “غوغل” بتطوير نظام ذكاء اصطناعي بإمكانه تشخيص 50 مرضاً مختلفاً من أمراض العيون بدقة تُضاهي دقة الطبيب.
دعونا الآن نتحدث عن بعض الابتكارات على وجه التحديد:
كاميرا التصوير بالأشعة فوق البنفسجية:
صُممت كاميرات التصوير بالأشعة فوق البنفسجية لإظهار التلف غير المرئي الناتج عن التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية. يمكن لكاميرا التصوير بالأشعة فوق البنفسجية الكشف عن تلف الجلد غير المرئي بالعين المجردة، مثل: النمش، أو البقع الناتجة عن التقدم في السن، أو التصبغات المتفاوتة الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس. تساعد هذه التقنية أطباء الأمراض الجلدية في تشخيص التلف الناتج عن أشعة الشمس وتثقيف المرضى حول أهمية الوقاية من أشعة الشمس. كما تتيح الكشف المبكر عن المشكلات الجلدية المحتملة التي قد تؤدي إلى الإصابة بحالات مرضية مثل سرطان الجلد.
جهاز فحص الجلد SkinCeuticals Skinscope:
يعتمد جهاز فحص الجلد SkinCeuticals Skinscope على تقنية مصباح الإضاءة بالأشعة فوق البنفسجية LED-UV لإظهار مشكلات الجلد التي قد لا تكون مرئية بالعين المجردة. ويتيح الجهاز إجراء تشخيص شامل للجلد يمكنه الكشف عن الأمراض الجلدية الكامنة، مثل مشكلات البشرة الدهنية والجفاف والتصبغات. ويساعد ذلك أطباء الأمراض الجلدية وخبراء العناية بالبشرة في تصميم العلاجات وأنظمة العناية بالبشرة التي تلبي الاحتياجات المُحددة لكل مريض.
الاستشارات الجلدية المعززة بالذكاء الاصطناعي AI Skinconsult:
الاستشارات الجلدية المعززة بالذكاء الاصطناعي AI Skinconsult هي أداة معززة بالذكاء الاصطناعي طوَّرتها مختبرات شركة “فيشي” وتعمل على تحليل الجلد بناء على صور السيلفي. تستعين الأداة بالذكاء الاصطناعي للتعرُّف على علامات تقدم البشرة في السن، والتي تشمل التجاعيد والخطوط الرفيعة والبقع الداكنة، ثم تُقدم توصيات للعناية بالبشرة مُخصصة لكل حالة. وقد تم تدريب الأداة على آلاف الصور لنساء من مختلف الأعراق والأعمار وأنواع البشرة، مما يجعلها أداة فعَّالة وشاملة للعناية بالجلد.
اترك ردك