خاص-مصادر: الجزائر تمنع فرنسا من المشاركة في مناقصة استيراد القمح مع توتر العلاقات

بقلم جوس ترومبيز ومايكل هوجان

باريس (رويترز) – قالت مصادر تجارية إن الجزائر استبعدت الشركات الفرنسية من مناقصة لاستيراد القمح هذا الأسبوع واشترطت على الشركات المشاركة عدم تقديم قمح فرنسي المنشأ، في تداعيات واضحة لتجدد التوترات الدبلوماسية بين الجزائر وباريس.

وقد تعزز هذه الخطوة، التي تعكس نزاعاً وقع قبل ثلاث سنوات وأدى إلى تهميش فرنسا من مناقصات القمح في مستعمرتها السابقة لعدة أشهر، الهيمنة الأخيرة لإمدادات البحر الأسود، بقيادة القمح الروسي، على سوق الواردات الجزائرية الضخمة.

والجزائر واحدة من أكبر مشتري القمح في العالم وكانت فرنسا لسنوات عديدة أكبر مورد لها.

وأثار قرار فرنسا في يوليو تموز بدعم خطة لمنطقة الصحراء الغربية تحت السيادة المغربية غضب الجزائر التي تدعم مسعى جبهة البوليساريو لإقامة دولة مستقلة هناك.

عقدت الجزائر إحدى مناقصاتها المنتظمة يوم الثلاثاء، حيث يقدر التجار أن وكالة الحبوب الحكومية OAIC اشترت أكثر من 500 ألف طن متري.

يتم إجراء مناقصات OAIC على أساس المنشأ الاختياري، والذي بموجبه يمكن للبائع اختيار مصدر الحبوب ضمن مجموعة من المنشأ المعتمدة بما في ذلك القمح الفرنسي.

لكن ستة مصادر مطلعة على الأمر قالت إن الشركات الفرنسية هذه المرة لم تتلق دعوة للمشاركة، في حين طُلب من الشركات غير الفرنسية التي شاركت عدم اقتراح القمح الفرنسي كخيار توريد.

ولم يوضح المكتب للشركات أسباب تحركه، بحسب المصادر، التي قالت إنه من المفهوم أن ذلك يعكس تدهور العلاقات الدبلوماسية، بما في ذلك ما يتعلق بالصحراء الغربية.

ولم تستجب منظمة التعاون الإسلامي ووزارات التجارة الخارجية والزراعة الفرنسية على الفور لطلبات التعليق.

ولم يكن القمح الفرنسي مرشحا للفوز بصفقات في مناقصة هذا الأسبوع بسبب ضعف المحصول والأسعار الأعلى بكثير من روسيا التي أصبحت الآن المورد الرئيسي للقمح للجزائر.

لكن خطوة مكتب الاستثمار الأجنبي المباشر منعت الشركات الفرنسية من توريد أصول أخرى مع زيادة عدم اليقين بشأن المدة التي قد يستمر فيها هذا الاستبعاد.

وكان الخلاف السابق بين الجزائر وفرنسا قبل ثلاث سنوات قد دعم فتح سوق القمح أمام روسيا، أكبر مصدر للحبوب في العالم.

أدت الأمطار الغزيرة المتكررة هذا العام إلى أصغر محصول قمح فرنسي منذ الثمانينات. ومن المتوقع أن يؤدي الانخفاض في الحجم، إلى جانب جودة الطحن المختلطة، إلى خفض الصادرات من أكبر دولة منتجة للقمح في الاتحاد الأوروبي.

(تقرير بواسطة جوس ترومبيز في باريس ومايكل هوجان في هامبورغ ولامين شيخي في الجزائر؛ تحرير مارك بوتر)

Exit mobile version