بوتين يحذر الغرب من السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخها لضرب روسيا

بقلم فلاديمير سولداتكين وجاي فولكونبريدج

موسكو (رويترز) – حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب يوم الثلاثاء من أن أعضاء حلف شمال الأطلسي في أوروبا يلعبون بالنار باقتراحهم السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية لشن ضربات داخل روسيا وهو ما قال إنه قد يؤدي إلى صراع عالمي.

وبعد مرور أكثر من عامين على أكثر الحروب البرية دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وبينما يدرس الغرب ما يجب فعله حيال التقدم العسكري الروسي، يستحضر بوتين بشكل متزايد خطر نشوب حرب عالمية، بينما يقلل زعماء الغرب من ذلك.

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج، لمجلة الإيكونوميست، إن أعضاء الحلف يجب أن يسمحوا لأوكرانيا بضرب روسيا بعمق بأسلحة غربية، وهو رأي يدعمه بعض الأعضاء الأوروبيين في التحالف عبر الأطلسي ولكن ليس الولايات المتحدة.

لقد تقدمت القوات الروسية إلى مقاطعة خاركيف الأوكرانية وهي آمنة لعلمها أن أوكرانيا لا تستطيع مهاجمة منصات إطلاق الصواريخ التي يتم إطلاقها في عمق روسيا لأنها لا تستطيع استخدام الصواريخ الغربية ذات المدى المطلوب.

وفي الوقت نفسه، لا تستطيع الدفاعات الجوية الغربية الصنع محاولة إسقاط الصواريخ الروسية حتى تعبر الحدود الأوكرانية، على بعد 25 كيلومتراً فقط أو نحو ذلك من خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا.

وقال بوتين للصحفيين في طشقند بأوزبكستان إن “التصعيد المستمر يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة”.

وتساءل “إذا حدثت هذه العواقب الخطيرة في أوروبا، فكيف ستتصرف الولايات المتحدة، مع الأخذ في الاعتبار تكافؤنا في مجال الأسلحة الاستراتيجية؟”

“من الصعب القول – هل يريدون صراعا عالميا؟”

وقال بوتين إن الضربات الأوكرانية بأسلحة بعيدة المدى ستحتاج إلى مساعدة غربية من خلال الأقمار الصناعية والاستخبارات والمساعدات العسكرية، لذا يتعين على الغرب أن يشارك بشكل مباشر في مثل هذه الهجمات.

وقال إن إرسال قوات فرنسية إلى أوكرانيا سيكون أيضا خطوة نحو صراع عالمي وإن الدول الصغيرة التي تفكر في المشاركة بشكل أعمق “يجب أن تكون على دراية بما تلعب به” لأن لديها مساحات صغيرة من الأرض وكثافة سكانية كبيرة.

وقال بوتين “هذا عامل ينبغي عليهم أن يأخذوه في الاعتبار قبل الحديث عن ضرب عمق الأراضي الروسية. هذا أمر خطير ونحن بالطبع نراقبه عن كثب”.

التقدم الروسي يثير جدلاً في الغرب

كان الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا في عام 2022 سبباً في أسوأ انهيار في العلاقات مع الغرب منذ 60 عاماً.

وقد تسبب الغزو في مقتل عشرات الآلاف من المدنيين الأوكرانيين، ودفع الملايين إلى الفرار إلى الخارج، وتحويل أحياء ومدن بأكملها إلى أنقاض.

ويصور بوتين الحرب على أنها جزء من صراع مع الغرب الذي يقول إنه يستغل أوكرانيا كجزء من خطة أوسع للتعدي على ما يعتبره مجال نفوذ موسكو.

وقد صور الغرب وأوكرانيا الهجوم باعتباره مجرد استيلاء على الأراضي: إذ تسيطر روسيا على 18% من أوكرانيا، وتتصاعد الأزمة الآن إلى ما يقول دبلوماسيون إنها مرحلتها الأكثر خطورة.

ويقول المسؤولون الروس إن صبر موسكو بدأ ينفد بعد الهجمات الأوكرانية على المدن الروسية ومصافي النفط وعناصر نظام الإنذار النووي المبكر.

وقال بوتين إن كييف وداعميها الغربيين استفزوا الهجوم الروسي على منطقة خاركيف بتجاهل التحذيرات المتكررة بعدم السماح لأوكرانيا بمهاجمة منطقة بيلجورود الروسية المجاورة.

(كتابة بواسطة جاي فولكونبريدج)

Exit mobile version