خلال حلوله ضيفا في لقاء مفتوحا في مكتبة الإسكندرية، أدارها الكاتب الصحفي والناقد الفني محمد عبد الرحمن، وذلك على هامش فعاليات معرض الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته الـ 18 كشف الفنان فتحي عبد الوهاب عن سبب إبعاد أسرته عن الأضواء.
وقال فتحي إنه يُفضل الخصوصية، ويرى أن عائلته هى مساحته الشخصية التي لا يُحب أن يتدخل بها أحد، كما أنه قليل الظهور إعلاميًا لذلك عائلته مثله.
أما عن نجله وإمكانية دخوله لمجال التمثيل، فأظهر تقبله لاختياراته مهما كانت وأنه لن يجبره على الدخول أو الابتعاد عن أي مجال يُحبه، بالرغم من صعوبة التمثيل وكونه مهنة شاقة وقاسية، ولكنه لن يُعارضه إذا اختاره، وأنه يدرس الآن التصوير السينمائي ويتمنى الاستمرار والنجاح فيه.
وقال إن الهدف الأساسي للفن بالنسبة له هو الترفيه والتسلية، وأننا إذا ذهبنا إلى بُعدٍ أعلى سيكون هدفًا تثقيفيًا ولكن الترفيه والتسلية هما الأساس، لذلك يجب أن تتواجد دائمًا نوعية الأفلام الكوميدية التي تُقدم رسالة أو قصة تُروى بطريقة رشيقة ومُسلية للمُشاهد.
وعن رأيه في استخدام الذكاء الاصطناعي في الفن، أكد أن هذا التطور لن يؤثر على مهنتي التمثيل والغناء في وجهة نظره لأنهما تعتمدان على روح وشخصية الفنان في المقام الأول، وأنه استمع إلى صوت الفنانة أم كلثوم بالذكاء الاصطناعي وبالرغم من تقارب الشبه بينهما، إلى أنها كانت تفتقر إلى روح أم كلثوم وإحساسها في الغناء.
كما تحدث عن دوره في فيلم “ثانية واحدة”، مشيرًا إلى أنه يعتبر مُختلفًا عن طبيعة الأدوار التي يُقدمها، وتطرق إلى العلاقة القوية التي تجمعه مع المُنتج محمد السبكي، وأشاد بدوره الكبير في المحافظة على بقاء السينما المصرية في لحظات إظلامها.
وذكر عبد الوهاب الأسماء التي يحب العمل معها مرة أخرى، واعتبر نفسه محظوظا بسبب وقوفه أمام الكاميرا لأول مرة مع المخرج شريف عرفة، بالإضافة إلى عمله مع مخرجين كبار، مثل: خيري بشارة، داوود عبد السيد، وهاني خليفة، ومحظوظا بعمله مع الفنان كريم عبد العزيز، وأنه من جيل الفنان أحمد مكي، وأنه تعلم منهما الكثير وما زال يتعلم منهما دومًا، وأوضح أنه لا يفضل العمل مع الأشخاص الذين لا يهتمون سوى بالشهرة التي يجلبها لهم الفن، فهو يعتبر المكاسب المادية والشهرة والحصول على معجبين ما هي إلا أعراض جانبية للفن.
وتحدث فتحي عبد الوهاب عن بداياته، واصفًا إياها بأنها مرحلة شيقة في حياته، ولكنها كانت صعبة حينها بسبب عدم وضوح المستقبل الذي ينتظره، موضحًا أن دراسته للتمثيل كانت استكمالًا وتدعيمًا لموهبته، لأن الممثل يجب أن يكون قارئًا جيدًا ومطلعًا على كل ما يخص مجال مهنته، فالدراسة بالنسبة له هي التي تُمهد طريقه الفني وتجعله يتجنب الكثير من الأخطاء والسقطات.
وأوضح أن دوره في فيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية” جاءه بالصدفة، وأن فنانًا آخر كان مُرشحًا له، ولكن بسبب ظروف جعلت هذا الفنان يتخلف عن عدة مواعيد مع المخرج سعيد حامد، فاختير لهذا الدور بعد أن شاهده حامد في العرض الخاص لفيلم البطل مع الراحل أحمد زكي.
وأردف، أن دوره في مسلسل “ريا وسكينة” أيضًا كان سيؤديه الفنان الراحل خالد صالح، ولكنه أجرى عملية جراحية -عملية قلب مفتوح- قبل ميعاد التصوير فلم يستطع المشاركة، لهذا أدى هو الدور بدلاً عنه، واعتبر أن الحلقة الأخيرة من المسلسل بمثابة ماستر سين أو مشاهد مفصلية بالنسبة له، وأنه صوّرها في 24 ساعة.
وأضاف فتحي عبد الوهاب، أن ذلك جاء بعد قراءته لكتاب “رجال ريا وسكينة.. سيرة سياسية واجتماعية” للكاتب صلاح عيسى، الذي رصد الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي لمصر في هذه الفترة بدقة شديدة، وجعلته على دراية كبيرة بالدور الذي قدمه حين جسد شخصية وكيل النيابة سليمان عزت، الذي تعامل مع كل فرد في العصابة وكأنه تشكيل عصابي منفرد؛ ما جعل كافة مشاهد التحقيقات والاعترافات مهمة ومفصلية في العمل.
وبسؤاله عن مصطلح الغيرة الفنية وما يحدث في الكواليس بين المُمثلين، أوضح أنه لا يلتفت أبدًا لأي شيء سوى الشخصية التي يقدمها في العمل، ولا يهتم سوى بتقديم الدور بإخلاص وأن يكون أمينا في تشخصيها، ولكن الغيرة بالنسبة له هي التي يشعر بها عند مشاهدته للأعمال التي تنال إعجابه بشدة ويتمنى أن تتوفر له الظروف والمواقف المناسبة لتنفيذ مثلها بهذه البراعة، وإن لم يشعر الممثل بهذا فمعنى ذلك أنه لا يوجد فن.
اترك ردك