لكل امرأة حلم أو موهبة مركونة في ثنايا أفكارها وتنتظر الفرصة لإخراجها، لكن هناك مَن تنجح في استغلال الفرص لإظهار ما أخفته لسنوات في داخلها ونقله إلى العلن وتحويل حلمها إلى نجاح، ومَن يسيطر عليها الخوف ويمنعها من انتهاز تلك الفرص لتبقى مسجونة في داخلها وتُشعرها بالندم لفترات طويلة.
وهذا بالتحديد ما تحاول الإعلامية نورا الأكرمي إيصاله الى كل السيدات بعد دخولها مجال الفن والتمثيل، والذي لم يكن يوماً هدفاً لها بل مجرد هواية، فسارعت إلى اقتناص الفرصة وخوض التجربة مهما كانت بسيطة كي لا تندم لاحقاً. ولاعتقادها بأن تجربة التمثيل قد تفتح لها آفاقاً جديدة وباباً لنجاحات مقبلة، فقد وافقت على تغيير نمط حياتها بالانتقال من مكان إقامتها في الخليج إلى مصر لخوض التجربة، غير آبهة بضغوط التصوير وملاحظات المخرج والممثلين لكونها جديدة في هذا المجال، بل تمسّكت بهوايتها التي اكتشفت حجمها بالممارسة وقدّمت دوراً يشبه شخصيتها بطريقة كوميدية، ونجحت في الحصول على عروض أخرى. تؤكد الأكرمي أن دخولها عالم التمثيل من خلال فيلم “مربع برمودا” لم يكن ضمن تخطيطها لأعمالها وحياتها، بل جاء من طريق منتج مصري يعرف شخصيتها وقدراتها وهي لم تتردّد في الموافقة عليه لأنها ترغب في تجربة كل الأشياء.
تمسّكي بالفرص وجرّبي كل شيء في الحياة
وتضيف الأكرمي: “دخلت عالم التمثيل بالصدفة البحتة ولم أكن أخطّط لذلك، بل اهتمامي الأساسي كان بعملي في مجال الصحافة، فالتمثيل لم يكن هدفاً بل مجرد هواية. ولو كنت أفكّر جدّياً بالتمثيل لدخلت هذا المجال في بلدي تونس حين كنت في العشرين من عمري، حيث عُرض عليّ دور البطولة في فيلم ولكنني لم أوافق عليه لأنه لم يكن ضمن اهتماماتي. وهناك الكثير من المقرّبين مني وأصدقائي في المجال الفني كانوا يرون بأنني أمتلك حس الفكاهة وقريبة من الناس، وكانوا يشجّعونني على خوض غمار التمثيل. كما أنني بطبيعتي أحب تجربة كل شيء في الحياة بدون تردّد، ولذلك وافقت على تقديم هذا الدور، وقد فرحت به كثيراً، ولكن مع ذلك سيبقى التمثيل هواية ولن يصبح عملي الأول أو هدفي الدائم”.
وتشير الأكرمي إلى أن “تجربة التمثيل أفادتني وأضافت إليّ الكثير، حيث بات لديّ الكثير من الأصدقاء الممثلين واستمتعت بالتنوع الذي أضفته إلى حياتي العملية ليس فقط كإعلامية وإنما كسيدة قادرة على خوض أي تجربة والنجاح فيها. كما أنه من خلال إخراج الهواية المنسية في داخلي، تمكّنت من اكتشاف قدرات لم أكن أعرفها في نفسي وفي شخصيتي. لذلك من المهم تخطّي الخوف والقلق واستغلال الفرص، لأنها بالتأكيد ستحمل لنا كل شيء جميل”.
ابنتي أهم مشاريعي والإعلام عندي كالنَفَس
أما عن دورها في فيلم “مربع برمودا”، فتقول الأكرمي: “دوري لم يكن ضمن الشخصيات الرئيسية في الفيلم، ولم يكن دورَ بطولة بل دوراً بسيطاً، ولكن رغم ذلك كانت تجربة مفيدة جداً لي، وكنت في غاية السعادة وأنا أقف أمام مصطفى خاطر، فهو ممثل مريح وسهل في التعامل معه والتمثيل أمامه. وتتابع حديثها موضحةً: “من خلال هذه التجربة غير المخطَّط لها، حصلت على عروض تمثيلية جديدة، وأنا حالياً في صدد التحضير لخوض تجربة مختلفة من خلال مسلسل وفيلم جديدين، وافقت عليهما. ولكن بالتأكيد يبقى اهتمامي وتركيزي الأول على عائلتي وابنتي، التي أراها من أهم مشاريعي وأحرص على أن أوفّر لها كل سبل الراحة، إضافة إلى عملي في مجال الإعلام”.
اترك ردك