وصف بطولته لمسلسل «سرّه الباتع» بالخطوة المهمّة التي لا تعوّض، وهو لذلك تمسّك بها واجتهد للإجادة فيها، خاصة أنها تجربة بعيدة من الكوميديا التي اشتُهر بها، بالإضافة الى وقوفه أمام كاميرا المخرج الكبير خالد يوسف.
«لها» التقت بالنجم أحمد فهمي في حوار صريح كشف خلاله أسباب موافقته على خوض السباق الدرامي الرمضاني بعمل تاريخي بعنوان «سرّه الباتع»، وكواليس ما دار بينه وبين المخرج خالد يوسف والنجم أحمد السعدني، كما تحدّث عن تفاصيل مسلسله الجديد «السفّاح»، والفيلم الذي يتشارك فيه مع زوجته هنا الزاهد للمرة الأولى، وأدلى برأيه في أعمال شقيقه كريم فهمي.
– كيف انضممت الى مسلسل «سرّه الباتع»؟
لم أخطّط للمشاركة في مسلسل «سرّه الباتع» في الأساس، بل كنت أركّز على مسلسل كوميدي سبق أن تعاقدت عليه هاتفياً، إلى أن فوجئت باتصال من المنتج حسام شوقي يطلب فيه مقابلتي، ويخبرني بضرورة عقد اجتماع مهم وعاجل مع المخرج خالد يوسف، ثم طلب مني تأجيل العمل الذي كنت مرتبطاً به، وبعد ذلك اتصل بي خالد يوسف وحكى لي فكرة المسلسل باختصار إلى أن اجتمعنا معاً.
– كيف كان اللقاء الأول بينكما؟
خلال اللقاء الأول سرد لي قصة المسلسل بالكامل، وأنه مستوحى من رواية للكاتب الراحل يوسف إدريس، كما تطرق الى أدقّ تفاصيله من حيث إنه ينقسم إلى عصرين، أحدهما تاريخي حول شنّ الحملة الفرنسية على مصر، والثاني معاصر يسلّط الضوء على ما حدث في مصر منذ ثورة 25 كانون الثاني (يناير)، وقال لي إنني سأكون بطل الجزء المعاصر والذي يروي جانباً من القصة، كما كشف عن رغبته في إسناد دور البطولة التاريخية الى الفنان أحمد صلاح السعدني.
– هل تحمّست لتقديم شخصية «حامد» المعاصرة أم التاريخية التي تدور حولها القصة؟
بشكل عام، القصّتان رائعتان، ومع ذلك رأيت أنني أنجذب أكثر الى القصة المعاصرة، علماً أن خالد يوسف رفض في البداية أن يكشف لي عن الدور الذي رآني فيه، لكن في قرارة نفسي كنت قد اخترت الدور المعاصر، وحين كشفتُ له عن خياري هذا سُرّ كثيراً، وأكد لي أنه كان فعلاً قد اختارني لهذا الدور، وحين سألته عن الشخصية التاريخية أجابني بأنه يفكر في أحمد صلاح السعدني، فشجّعته وقلت له إنني سأهاتفه وأُقنعه بالدور، فأحمد صديقي وأحبّه كثيراً.
– وماذا قلت لأحمد السعدني؟
بعد جلوسي مع خالد يوسف، أجريتُ على الفور مكالمة هاتفية مع أحمد السعدني، وأخبرته بقبولي المشاركة في المسلسل، وبرغبة خالد يوسف أيضاً في الانضمام إليه، فأجابني بأنه قد تعاقد على عمل درامي خفيف، ولا يريد حالياً الدخول في أعمال درامية تاريخية ومعقّدة، لكنني أصررت عليه وأكدت له أن العمل فرصة لا تعوَّض، وأقنعته بضرورة أن يوقف تعاقده ويلتقي بخالد يوسف ثم يتّخذ قراراً نهائياً، وهو ما حدث بالفعل وتغير مسار الأمور لينضم السعدني رسمياً الى المسلسل.
– لماذا اختارك خالد يوسف لهذا الدور رغم أنك كوميديان؟
المخرج أحمد علاء هو السبب في اختيار خالد يوسف لي لهذا الدور، لأنه أول من قدّمني في شخصية بعيدة كل البُعد عن الكوميديا من خلال فيلم «العارف»، ومنذ تقديم هذا الفيلم، لم أعُد منتمياً الى فئة الكوميديا فقط، بحيث إن خالد يوسف حين شاهد «العارف» وضعني ضمن اختياراته الفنية ورشّحني لبطولة مسلسله «سرّه الباتع»، والأمر نفسه تكرّر مع صنّاع مسلسل «السفّاح»، الذي من المقرر أن يُعرض بعد شهر رمضان الكريم على إحدى المنصّات.
– ألم تخَف من خوض منافسات دراما رمضان بمسلسل تاريخي غير مضمون النجاح؟
هناك فرص لا تعوَّض في الحياة، من بينها بالنسبة إليّ المشاركة في مسلسل «سرّه الباتع»، فقد ظللت لأكثر من عام أجتهد وأعمل بجدّ في منزلي لكي أعود الى جمهوري بأعمال هادفة وجيدة، وقد عوَّضني الله بمشروع «سرّه الباتع»، مع خالد يوسف أهم مخرجي الوطن العربي، وبمشاركة 60 نجماً مصرياً وعربياً، هذا بالإضافة إلى مشروع مسلسل «السفّاح» الذي أعمل عليه منذ ما يقرب العامين، وأيضاً فيلم «مستر إكس» الذي من المقرر أن يجمعني بزوجتي الفنانة هنا الزاهد.
– كيف وجدت العمل مع خالد يوسف؟
خالد يوسف مخرج له رؤية إخراجية ثاقبة وأدواته الفنية ووجهة نظره التي تميّزه عن الآخرين، فهو دائماً يسبق مَن حوله بخطوة، بمن فيهم مساعدوه، كما أن لا وقت لديه للراحة، وجميع العاملين في موقع التصوير يحبّونه، وهم لذلك يعملون على إنجاحه، فهو لا يخاطر بسمعته أبداً، ويستمع إلى رأي كل فنان يشاركه العمل، كما يأخذ أفكار الجمهور في الاعتبار ويحاول تنفيذها أثناء التصوير.
– كيف تصنّف مسلسل «سرّه الباتع»، خاصة أن الانطباعات الأولى جاءت بأنه نخبوي أكثر؟
«سرّه الباتع» ليس عملاً نخبوياً، بل مسلسل يجد فيه المُشاهد كل موضوعات الدراما، من قضايا اجتماعية وقصص حب رومانسية ورعب وأكشن وكوميديا الموقف، ولذلك أنا أرفض كلمة «نخبوي»، وحتى إذا تضمّن المسلسل رسالة معينة أو تخلّلته جمل نخبوية أو ثورية، فالمُشاهد في النهاية سيُعجب بالقصة والصورة الإخراجية التي قدّمها خالد يوسف.
– هل قررت الابتعاد عن الكوميديا بعد نجاح تجربة فيلم «العارف»؟
لا، وكل ما أفعله هو نصيب ووليد الصدفة، وكما أسلفت، كنت قد تعاقدت على مسلسل كوميدي لشهر رمضان، لكن تغير الحال بعدما التقيت بخالد يوسف، وتجربة «العارف» كنت أريد من خلالها أن أنمّي قدراتي كممثل وأثبتُ أنني أستطيع تقديم الأدوار الجادّة والنفسية والكوميدية، وبعد نجاحي في فيلم «العارف»، جاءتني فرصة المشاركة في «السفّاح» ومن بعده «سرّه الباتع»، وهما عملان ضخمان من حيث الميزانية والمحتوى.
– هل تهتم بمساحة الدور، خاصة أنك لم تكن البطل في فيلم «العارف»؟
قدّمت في فيلم «العارف» دوراً ثانياً، وأؤكد أن مساحة الدور تهمّني لأن لي جمهوري الذي ينتظر أعمالي، فتجربة «العارف» كانت مع النجم أحمد عز، والدور الذي قدّمته معه فتح لي الباب للعب أدوار مختلفة عن الكوميديا، كما أن فكرة الدور الثاني تحتاج إلى حسابات كثيرة، ولا يمكنني القول إنني البطل الأوحد في «سرّه الباتع»، بل هو بطولة جماعية… وأنا أتقاسم البطولة مع أحمد السعدني الذي هو محرّك الأحداث.
– ما الذي جذبك في مسلسل «السفّاح» المأخوذ عن قصة واقعية؟
كنت شغوفاً بقضية «سفّاح الجيزة» من قبل تقديم المسلسل عنه، فهي قضية مثيرة وفيها تفاصيل تصلُح لعمل درامي ناجح، كما أن فكرة تقديمها في عدد قليل من الحلقات أفضل من تقديمها في 30 حلقة، لأنها تخرج بجودة وتركيز وإيقاع أفضل.
– كيف ترى نجاح شقيقك كريم فهمي في مسلسل «أزمة منتصف العمر» أخيراً؟
كل الأعمال التي قدّمها كريم في الفترة الأخيرة حققت نجاحاً باهراً، فمسلسل «أزمة منتصف العمر» توافرت فيه كل عناصر النجاح، وكان رائعاً سواء بالنسبة إلى أداء شقيقي كريم أو المخرج كريم العدل، كما نجح كريم في فيلم «أنا لحبيبي» الذي عُرض بمناسبة رأس السنة، وبمشاركة الفنانة ياسمين رئيس والمخرج هادي الباجوري، ولا بد من أن يُكرّم أخي على نجاحاته المتتالية في هذا الموسم.
– كيف تقيّم تجربة زوجتك هنا الزاهد مع الفنان تامر حسني في فيلم «بحبك»؟
شهادتي مجروحة في هنا الزاهد، فهي فنانة حقيقية ونجمة لامعة، وحققت نجاحاً كبيراً في فيلم «بحبك»، وأعد جمهوري بأنهم سيشاهدوننا معاً في فيلم رائع بعنوان «مستر إكس»، في تعاون هو الأول لنا في مجال السينما الكوميدية، وقد سبق أن تشاركنا في مسلسل «الواد سيد الشحات»، كما ستُقدّم هنا مسلسلاً إذاعياً في رمضان مع الفنان أحمد حلمي بعنوان «مطلوب عريس».
– ما تعليقك على الهجوم الذي تعرّضت له الفنانة منى زكي بسبب مسلسلها الجديد «تحت الوصاية»؟
كل إنسان حرّ في التعبير عن رأيه، وبالنسبة إليّ منى زكي نجمة كبيرة وأيقونة من أيقونات الفن، وأي انتقاد يطاولها لن يؤثر فيها، وستبقى فخراً لنا جميعاً.
– كيف تقضي أوقاتك بعيداً من الفن؟
أحب أن أعيش حياتي كسائر الناس بشكل طبيعي، بحيث أنفعل وأفرح وأخطئ… لأن هناك بعض الفنانين وللأسف يظهرون أمام الجمهور بشخصية مغايرة لشخصيتهم الحقيقية. وبالنسبة إليّ التمثيل مهنة أعتاش منها وليس هواية.
– هل تندم على أي قرار اتّخذته في حياتك؟
إطلاقاً، لا أفكر في الماضي فـ»اللي عدّى عدّى»، وأسعى دائماً لإصلاح نفسي من خلال التعلّم من أخطائي.
اترك ردك