أدلى البابا فرانسيس بأقوى تصريحاته حتى الآن بشأن تغير المناخ يوم الأربعاء، حيث وبخ شركات الوقود الأحفوري وحث الدول على التحول الفوري إلى الطاقة المتجددة.
وفي وثيقة جديدة بعنوان “Laudate Deum” أو “الحمد لله”، ينتقد البابا شركات النفط والغاز لتبييض مشاريع الوقود الأحفوري الجديدة ويدعو إلى بذل المزيد من الجهود الطموحة في الغرب لمعالجة أزمة المناخ. وفي الإرشاد الرسولي التاريخي، وهو شكل من أشكال الكتابة البابوية، يقول فرانسيس إن “تجنب زيادة بمقدار عُشر الدرجة في درجة الحرارة العالمية سيكون كافيا بالفعل لتخفيف بعض المعاناة لكثير من الناس”.
إن “Laudate Deum” هو متابعة لمنشور البابا لعام 2015 حول تغير المناخ، والمعروف باسم “Laudato Si”، والذي أعرب عن أسفه لاستغلال الكوكب واعتبر حماية البيئة بمثابة ضرورة أخلاقية. عندما تم إصداره، اعتبر “كن مُسبّحًا” بمثابة خطوة غير عادية من قبل رئيس الكنيسة الكاثوليكية لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري وعواقبها.
وبعد مرور ما يقرب من عقد من الزمن، اكتسبت رسالة البابا أهمية جديدة.
ويقول فرانسيس في كتابه “Laudate Deum” إن “التحول الضروري نحو مصادر الطاقة النظيفة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، والتخلي عن الوقود الأحفوري، لا يتقدم بالسرعة اللازمة”.
ولا يتهرب البابا من مسؤولية شركات النفط والغاز، قائلا إن التنقيب الجديد عن الوقود الأحفوري لا يؤدي إلا إلى زيادة أزمة المناخ. “[W]ويكتب أن ما يحدث من كراهية قد يُنظر إليه على أنه مجرد خدعة لتشتيت الانتباه.
يستهدف فرانسيس القرارات السياسية في الغرب التي تعيق اتخاذ إجراءات صارمة بشأن تغير المناخ. وفي دعوته الدول إلى بذل المزيد من الجهد، كتب أن “تغييرًا واسع النطاق في نمط الحياة غير المسؤول المرتبط بالنموذج الغربي سيكون له تأثير كبير على المدى الطويل”.
كما دعا البابا إلى مؤتمر الأمم المتحدة القادم لتغير المناخ، والذي يسمى أيضًا COP28، والذي سيعقد في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأعرب الناشطون عن مخاوفهم بشأن الإمارات العربية المتحدة كدولة مضيفة، قائلين إنهم يخشون من احتمال تخفيف المفاوضات لأن الدولة مصدر رئيسي للنفط.
وبالمثل، يسلط كتاب فرانسيس “Laudate Deum” الضوء على التأثير الهائل لصناعة الوقود الأحفوري في الإمارات العربية المتحدة، حيث يكتب أن “شركات الغاز والنفط تخطط لمشاريع جديدة هناك، بهدف زيادة إنتاجها”.
ويقول البابا إنه يأمل أن تسفر إجراءات مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين عن “أشكال ملزمة لانتقال الطاقة تستوفي ثلاثة شروط: أن تكون فعالة وإلزامية وقابلة للمراقبة بسهولة”.
كان البابا فرانسيس في السنوات الأخيرة صريحًا بشأن الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن المناخ. وفي عام 2021، خاطب جمعًا من نشطاء المناخ الشباب، وشكرهم على رؤيتهم وشجعهم على مواصلة جهودهم “من أجل خير الإنسانية”.
“يقال أنك المستقبل، ولكن في هذه الأمور، أنت الحاضر. أنتم من يصنعون المستقبل اليوم، في الحاضر”.
تم نشر هذه المقالة في الأصل على موقع NBCNews.com
اترك ردك