كشفت تجربة بسيطة عن “الأفكار” المعقدة للفطريات

الفطريات هي أشكال حياة رائعة تتحدى المفاهيم التقليدية للذكاء الحيواني. ليس لديهم أدمغة، ومع ذلك يظهرون علامات واضحة على اتخاذ القرار والتواصل. ولكن ما مدى تعقيد هذه الكائنات وماذا يمكن أن تخبرنا عن أشكال الوعي الأخرى؟ وللبدء في التحقيق في هذه الألغاز، أجرى الباحثون في جامعة توهوكو اليابانية وكلية ناجاوكا اختبارًا مباشرًا لمراقبة براعة صنع القرار لدى الفطريات المكونة للحبل المعروفة باسم Phanerochaete velutina. وبحسب دراسة الفريق المنشورة في البيئة الفطريةتشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن الفطريات يمكنها “التعرف” على الترتيبات المكانية المختلفة للخشب والتكيف وفقًا لذلك لتحقيق أقصى استفادة من عالمها.

على الرغم من أن الكثير من الناس لا يتعرفون على الفطريات إلا من خلال عيش الغراب الموجود فوق سطح الأرض، إلا أن هذه التكوينات هي مجرد العرض الخارجي لشبكة واسعة غالبًا من الخيوط تحت الأرض تسمى الميسليوم. هذه الشبكات المترابطة قادرة على نقل المعلومات البيئية عبر نظام كامل يمكن أن يمتد لأميال. لكن نمو الميسليوم لا يمتد بالضرورة في كل الاتجاهات بشكل عشوائي، بل يبدو أنه جهد محسوب.

لإثبات هذه القدرة، قام الباحثون بإعداد بيئتين ترابيتين مربعتين بعرض 24 سم (9.44 بوصة) ونقع كتل خشبية متحللة لمدة 42 يومًا في محلول يحتوي على P. فيلوتينا جراثيم. ثم وضعوا الكتل في ترتيب دائري أو متقاطع داخل الصندوق، وتركوا الفطريات تقوم بعملها لمدة 116 يومًا. إذا P. فيلوتينا إذا نما بشكل عشوائي، فإنه يشير إلى نقص في اتخاذ القرار الإدراكي الأساسي – ولكن هذا ليس ما حدث على الإطلاق.

في البداية، نمت المفطورة إلى الخارج حول كل كتلة لمدة 13 يومًا دون الاتصال ببعضها البعض. ومع ذلك، بعد حوالي شهر، أظهر كلا الترتيبين شبكات فطرية متشابكة للغاية تمتد بين كل عينة خشبية. ولكن بعد ذلك، حدث شيء مذهل؛ بحلول اليوم 116، نظمت كل شبكة فطرية نفسها عبر مسارات أكثر تعمدًا ومحددة بوضوح. في وضع الدائرة، P. فيلوتينا أظهر اتصالًا موحدًا ينمو للخارج، لكنه بالكاد نما إلى داخل الحلقة. وفي الوقت نفسه، امتدت الفطريات المتقاطعة إلى مسافة أبعد بكثير من كتلها الأربع الخارجية.

[Related: This robot is being controlled by a King oyster mushroom.]

افترض الباحثون أنه في البيئة الدائرية، قررت الشبكة الفطرية أنه لا فائدة تذكر من إنفاق الطاقة الزائدة في المنطقة التي تشغلها بالفعل. في حالة السيناريو المتقاطع، يعتقد الفريق أن مناطق نمو المراكز الخارجية الأربعة كانت بمثابة “مواقع استيطانية” لمهام البحث عن الطعام. يشير الاختباران معًا بقوة إلى شبكات من الكائنات الحية عديمة الدماغ التي تتواصل فيما بينها من خلال الشبكات الفطرية لتنمو وفقًا للمواقف البيئية.

“سوف تتفاجأ بمدى قدرة الفطريات على ذلك. وقال يو فوكاساوا، المؤلف المشارك للدراسة في جامعة توهوكو، في إعلان الورقة يوم الثامن من أكتوبر: “إنهم يمتلكون ذكريات، ويتعلمون، ويمكنهم اتخاذ القرارات”. “بصراحة تامة، فإن الاختلافات في كيفية حل المشكلات مقارنة بالبشر أمر مذهل”.

في حين أنه لا يزال هناك الكثير مما يجب فهمه حول هذه الكائنات التي يتم تجاهلها غالبًا، يعتقد الباحثون أن استمرار التجريب والتحليل قد يؤدي إلى فهم أفضل للتاريخ التطوري الأوسع للوعي، وحتى رسم طريق نحو أجهزة كمبيوتر حيوية متقدمة.