أكدت حركة حماس الفلسطينية المتطرفة، اليوم الجمعة، مقتل زعيمها يحيى السنوار، الذي يعتبر العقل المدبر لهجمات 7 أكتوبر على إسرائيل والتي أثارت الصراع الدائر في الشرق الأوسط.
وقال خليل الحية، نائب رئيس الجناح السياسي لحركة حماس، لقناة الأقصى التي تديرها حماس، إنه ينعي استشهاد “الشهيد” السنوار، بعد يوم واحد من إعلان إسرائيل مقتله جنوب قطاع غزة.
ومع ذلك، تبددت الآمال في أن يؤدي مقتل السنوار على الفور إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس، مع استمرار القتال في كل من لبنان وغزة يوم الجمعة.
وقالت الحية إن الرهائن المتبقين، الذين يعتقد أن عددهم نحو 101، رغم أنهم ليسوا جميعا على قيد الحياة، لن تتم إعادتهم إلا عندما تنهي إسرائيل “عدوانها” بالانسحاب من غزة وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين.
في غضون ذلك، تعهدت ميليشيا حزب الله الموالية لإيران بتصعيد هجماتها ضد إسرائيل في جنوب لبنان، بعد أسابيع من شن القوات الإسرائيلية هجوما بريا في المنطقة.
وقالت الجماعة في بيان لها إنها تعلن “الانتقال إلى مرحلة جديدة ومتصاعدة في المواجهة مع العدو الإسرائيلي، وهو ما ستظهره أحداث وتطورات الأيام المقبلة”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 15 قذيفة على الأقل أطلقت على شمال إسرائيل من لبنان، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار للغارات الجوية في عدة مستوطنات.
وخلال اليوم الماضي، قال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب حوالي 150 هدفا في غزة ولبنان.
وتأتي التطورات الأخيرة بعد مرور أكثر من عام على هجمات 7 أكتوبر التي أمر بها السنوار، والتي أدت إلى مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 250 كرهائن في غزة.
قُتل أكثر من 40 ألف فلسطيني في الحرب الإسرائيلية اللاحقة على غزة، لكن القوات الإسرائيلية فشلت في تحديد موقع السنوار بعيد المنال حتى هذا الأسبوع.
وفي وقت متأخر من يوم الخميس، نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يظهر ما قال إنها اللحظات الأخيرة للسنوار.
وتظهر اللقطات، التي سجلتها طائرة بدون طيار، رجلا يجلس في مبنى مدمر ومغطى بالغبار والحطام. وبينما كانت الطائرة بدون طيار تقترب منه، ألقى عصا على الطائرة التي يتم التحكم فيها عن بعد.
بعد وقت قصير من التقاط الصور بطائرة بدون طيار، قال الجيش إن السنوار قُتل في رفح، جنوب قطاع غزة.
وكان السنوار هو القائد الأعلى لحركة حماس في غزة منذ عام 2017، قبل أن يتم تعيينه قائدا عاما للحركة في وقت سابق من هذا العام بعد مقتل إسماعيل هنية في طهران.
ومن غير الواضح من يمكن أن يحل محله، حيث قتلت إسرائيل عددًا من الشخصيات البارزة في العام الماضي.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل أيضا الحارس الشخصي للسنوار
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة إنه قتل أيضا الحارس الشخصي للسنوار.
وأفادت أن محمود حمدان تم إخراجه خلال اشتباك مع القوات الإسرائيلية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وقال الجيش إنه توفي يوم الجمعة على بعد 200 متر فقط من المكان الذي قتل فيه الجيش الإسرائيلي السنوار يوم الأربعاء.
وقال الجيش الإسرائيلي إن حمدان كان مسؤولا أيضا عن حراسة الرهائن الإسرائيليين الستة الذين قتلوا على يد رجاله في أغسطس.
ولم تؤكد حماس بعد وفاة حمدان.
إسرائيل تحشد قوات احتياطية إضافية للحرب في لبنان
وحشد الجيش الإسرائيلي لواء احتياطيا آخر للانتشار في لبنان.
والهدف، بحسب بيان عسكري صدر الجمعة، هو مواصلة القتال ضد حزب الله وتحقيق أهداف الحرب الإسرائيلية، بما في ذلك عودة السكان النازحين من المناطق الشمالية في إسرائيل إلى منازلهم.
ولم يحدد البيان عدد الجنود المشاركين، لكن ألوية المشاة الإسرائيلية تتكون عادة من 1500 إلى 3000 جندي.
وفي بداية الشهر، شن الجيش الإسرائيلي هجوما بريا في لبنان، فضلا عن شن غارات جوية.
وتهدف العمليات في المقام الأول إلى وقف وابل الصواريخ اليومية التي يطلقها حزب الله وتمكين ما يقرب من 60 ألف من السكان النازحين من شمال إسرائيل من العودة إلى منازلهم.
وبحسب ما ورد ذكر حزب الله أن الهجمات كانت تهدف إلى إنهاء الهجوم الإسرائيلي ضد منظمة حماس الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة.
ويقوم الجيش الإسرائيلي الآن باتخاذ إجراءات ضد حزب الله في الدولة المجاورة لتدمير بنيته التحتية وإضعاف الميليشيا ودفعها إلى التراجع عن الحدود باتجاه الشمال.
لبنان يدين التدخلات الإيرانية
وبشكل منفصل، انتقد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، الجمعة، بشدة إيران لمحاولتها التدخل في شؤون بلاده.
وكلف وزير الخارجية عبد الله بو حبيب باستدعاء نائب السفير الإيراني، بحسب ما أوردته الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
وكان ميقاتي يشير بذلك إلى تصريح رئيس مجلس النواب الإيراني محمد باقر قاليباف الذي عرض إجراء مفاوضات بين طهران وباريس بشأن تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي صدر لإنهاء حرب لبنان السابقة عام 2006.
وينص القرار على ضرورة انسحاب إسرائيل وحزب الله من منطقة في جنوب لبنان بين نهر الليطاني والحدود الإسرائيلية.
كما دعت حزب الله وآخرين إلى نزع سلاحهم، وتشكيل قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، وهي بعثة لحفظ السلام للقيام بدوريات في المنطقة.
وقال ميقاتي: «إننا نستغرب هذا الموقف الذي يمثل تدخلاً سافراً في الشأن اللبناني ومحاولة فرض وصاية غير مقبولة على لبنان».
لسنوات عديدة، مارست إيران نفوذاً كبيراً على السياسة والحياة العامة في لبنان من خلال حزب الله، الذي أنشأ دولة داخل الدولة.
اترك ردك