تقدم منصة المراسلة Telegram بعض التنازلات الجديدة فيما يتعلق بالسلامة وخصوصية المستخدم بعد اعتقال مؤسسها ومديرها التنفيذي بافيل دوروف في فرنسا الشهر الماضي.
تم القبض على دوروف واستجوابه من قبل ممثلي الادعاء الفرنسيين بشأن نشاط إجرامي مشتبه به على المنصة، بما في ذلك معاملات العصابات والاتجار، فضلاً عن فشل الشركة المزعوم في تسليم البيانات المتعلقة بالتحقيق. تم إطلاق سراحه لاحقًا من حجز الشرطة بكفالة قدرها 5.56 مليون دولار مع تقدم التحقيق.
أثار التحقيق جدلاً حول حرية التعبير والنشاط الإجرامي على الإنترنت، لكن مخاوف السلطات لم تكن مفاجئة تمامًا. فقد تعرض التطبيق – الذي جمع أكثر من 950 مليون مستخدم، بفضل تقنية التشفير ووعود الخصوصية للمستخدمين – لانتقادات لسنوات بسبب شعبيته بين الشخصيات غير المرغوب فيها على الإنترنت والمجرمين، بما في ذلك تجار المخدرات وغاسلي الأموال والمتطرفين، بما في ذلك المتعصبين البيض والجماعات الإرهابية مثل داعش.
وفي أعقاب اعتقاله، قالت إدارة تيليجرام إن دوروف “ليس لديه ما يخفيه” وإنه “من السخف أن نزعم أن منصة أو مالكها مسؤول عن إساءة استخدام هذه المنصة”. وبعد أسبوعين من اعتقاله، اعترف دوروف بأن “الزيادة المفاجئة” في عدد المستخدمين للتطبيق تسببت في آلام متزايدة جعلت من السهل على المجرمين إساءة استخدام المنصة.
قال دوروف يوم الاثنين في منشور على التطبيق إن تيليجرام يجري الآن بعض التغييرات في محاولة للحد من النشاط الإجرامي على المنصة. ومن أهمها: قامت تيليجرام بتحديث شروط الخدمة وسياسة الخصوصية الخاصة بها لتشير إلى أنها ستسلم عناوين IP وأرقام هواتف المستخدمين الذين ينتهكون قواعدها إلى السلطات استجابة “للطلبات القانونية الصالحة”. وتقول المنصة إنها ستكشف عن جميع بيانات المستخدم التي تتم مشاركتها مع مسؤولي إنفاذ القانون في تقارير الشفافية الفصلية.
وكتب دوروف: “البحث على تيليجرام أقوى من تطبيقات المراسلة الأخرى لأنه يسمح للمستخدمين بالعثور على القنوات العامة والروبوتات. لسوء الحظ، تم إساءة استخدام هذه الميزة من قبل أشخاص انتهكوا شروط الخدمة الخاصة بنا لبيع سلع غير قانونية”.
وأضاف أن فريقًا من المشرفين بمساعدة الذكاء الاصطناعي تمكن من تحديد وإزالة “المحتوى الإشكالي” من ميزة البحث العام. وكتب دوروف: “إذا تمكنت من العثور على شيء غير آمن أو غير قانوني على Telegram Search، فيرجى إبلاغنا بذلك عبر @SearchReport”.
ولم يستجب تطبيق تيليجرام على الفور لطلب شبكة CNN للتعليق على مقدار المحتوى الذي تمت إزالته وما إذا كان قد تم حظر أي قنوات أو حسابات نتيجة لذلك.
وقال دوروف إن “البحث في تيليجرام مخصص للعثور على الأصدقاء واكتشاف الأخبار، وليس للترويج للسلع غير القانونية”.
ورغم أن التغييرات قد تعني نشاطا إجراميا أقل في المناطق العامة من المنصة، فإنها لن تقضي بالضرورة على الاستخدام غير المشروع للمحادثات الخاصة المشفرة من البداية إلى النهاية، حيث تقول شركة تيليجرام إنها “لا تملك طرقا لفك تشفير المعلومات الفعلية” من المحادثات.
ولم يتضح بعد كيف ستؤثر الخطوة نحو مشاركة بعض بيانات المستخدم مع جهات إنفاذ القانون على التحقيق الفرنسي الجاري.
قالت شركة تيليجرام إنها اتخذت إجراءات صارمة في السابق ضد بعض المحتوى الذي ينتهك قواعدها، والتي شملت تقييد الوصول إلى العديد من القنوات المرتبطة بحماس أو التي تديرها وسط حرب الجماعة المسلحة مع إسرائيل. كما أزالت دعوات العنف بعد تقارير تفيد بأن التطبيق استُخدم لتنظيم أعمال شغب مناهضة للمهاجرين من قبل اليمين المتطرف في المملكة المتحدة.
لمزيد من أخبار ورسائل CNN الإخبارية، قم بإنشاء حساب على CNN.com
اترك ردك