بقلم نضال المغربي
القاهرة (رويترز) – توغلت الدبابات الإسرائيلية في شرق رفح ووصلت إلى بعض الأحياء السكنية يوم الثلاثاء في تصعيد لهجومها على المدينة الحدودية الجنوبية التي لجأ إليها أكثر من مليون شخص بعد نزوحهم خلال الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر.
وحث حلفاء إسرائيل الدوليون ومنظمات الإغاثة مرارا وتكرارا على عدم التوغل البري في رفح المكتظة باللاجئين، محذرين من كارثة إنسانية محتملة.
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن العمليات الإسرائيلية في رفح أعاقت الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في المحادثات التي تتوسط فيها قطر ومصر رغم أنها ستواصل التفاوض.
وتعهدت إسرائيل بالتقدم نحو رفح حتى بدون دعم حلفائها قائلة إن عمليتها ضرورية للقضاء على أربع كتائب متبقية تابعة لحماس متحصنة في المدينة.
وقال أحد السكان لرويترز عبر تطبيق للدردشة “تقدمت الدبابات هذا الصباح غرب طريق صلاح الدين إلى حيي برازايل وجنينة. إنها في الشوارع داخل المنطقة المبنية وتدور اشتباكات”.
وأظهر مقطع فيديو منتشر على مواقع التواصل الاجتماعي دبابة في شارع جورج بحي الجنينة. ولم تتمكن رويترز من التحقق من الفيديو.
وقال الجناح العسكري لحركة حماس إنه دمر ناقلة جند إسرائيلية بصاروخ الياسين 105 في حي السلام الشرقي، مما أدى إلى مقتل بعض أفراد طاقمها وإصابة آخرين.
ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي.
تقول الأونروا: “لا يوجد مكان آمن”.
وأصدرت إسرائيل أوامر إخلاء للسكان للانتقال من أجزاء شرق رفح قبل أسبوع، مع توسيع جولة ثانية من الأوامر إلى مناطق أخرى يوم السبت.
إنهم ينتقلون إلى مساحات فارغة من الأرض، بما في ذلك المواصي، وهو شريط رملي يحد الساحل الذي خصصته إسرائيل كمنطقة إنسانية. وحذرت وكالات الإغاثة من أن المنطقة تفتقر إلى المرافق الصحية وغيرها من المرافق اللازمة لاستضافة تدفق النازحين.
وتقدر الأونروا، وكالة المعونة الرئيسية التابعة للأمم المتحدة في غزة، أن حوالي 450 ألف شخص فروا من رفح منذ 6 مايو/أيار.
ونشرت الوكالة على موقع X: “يواجه الناس الإرهاق المستمر والجوع والخوف. لا يوجد مكان آمن”.
وتصاعدت حدة القتال في أنحاء القطاع في الأيام الأخيرة، بما في ذلك في الشمال، مع عودة الجيش الإسرائيلي إلى المناطق التي زعم أنه قام بتفكيك حماس فيها قبل أشهر. وتقول إسرائيل إن العمليات تهدف إلى منع حماس، التي تسيطر على غزة، من إعادة بناء قدراتها العسكرية.
وقد تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب الآن 35 ألفًا، وفقًا لمسؤولي الصحة في غزة، الذين لا تفرق أرقامهم بين المدنيين والمقاتلين. وقالت إن 82 فلسطينيا قتلوا خلال الـ 24 ساعة الماضية، وهو أعلى عدد من القتلى في يوم واحد منذ أسابيع عديدة.
وقتل موظف أمني أجنبي تابع للأمم المتحدة في رفح يوم الاثنين عندما قصفت سيارة تحمل علامة الأمم المتحدة. وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن هذه هي أول حالة وفاة دولية للأمم المتحدة في الحرب، وبذلك يصل إجمالي عدد القتلى من موظفي الأمم المتحدة إلى حوالي 190.
وشنت إسرائيل عمليتها في غزة في أعقاب الهجوم المدمر الذي شنه مسلحون بقيادة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، واجتاحوا المجتمعات الإسرائيلية حول القطاع، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقًا للإحصائيات الإسرائيلية.
وكانت المعارك المسلحة بين القوات الإسرائيلية والمسلحين الفلسطينيين هي الأعنف منذ أشهر، بحسب السكان، في شمال وجنوب القطاع المكتظ بالسكان والذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة.
وفي حي الزيتون بمدينة غزة في الشمال، هدمت الجرافات مجموعات من المنازل لإنشاء طريق جديد لدخول الدبابات إلى الضاحية الشرقية.
وفي جباليا بشمال غزة، وهو مخيم مترامي الأطراف للاجئين بني للفلسطينيين النازحين قبل 75 عاما، قال السكان إن القوات الإسرائيلية تحاول الوصول إلى عمق السوق المحلي للمخيم تحت قصف كثيف بالدبابات.
(تقرير نضال المغربي في القاهرة وكلودا طانيوس في دبي ؛ كتابة شارون سينجلتون ؛ تحرير أليكس ريتشاردسون)
اترك ردك