أعلنت الإمارات العربية المتحدة سحب قواتها من اليمن، معلنة انتهاء ما أسمتها عمليات “مكافحة الإرهاب” هناك، بعد أن اتهمت السعودية أبو ظبي بدعم الانفصاليين في اليمن.
وجاء هذا الإعلان يوم الثلاثاء بعد أن طالبت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الإمارات بسحب قواتها من البلاد خلال 24 ساعة، وهي دعوة تدعمها المملكة العربية السعودية.
وقبل ساعات، هاجمت قوات التحالف بقيادة السعودية أيضًا ميناء المكلا بجنوب اليمن، مستهدفة ما قالت الرياض إنها شحنة أسلحة مرتبطة بالإمارات العربية المتحدة متجهة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي في اليمن.
وشن المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي دعم في البداية الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا ضد المتمردين الحوثيين، هجوما على القوات الحكومية المدعومة من السعودية هذا الشهر، سعيا لإقامة دولة مستقلة في الجنوب.
وكسر التقدم سنوات من الجمود، حيث سيطر المجلس الانتقالي الجنوبي على مساحات واسعة من جنوب اليمن، بما في ذلك محافظتي حضرموت والمهرة، في تحد لتحذيرات الرياض. وحضرموت تحدها المملكة العربية السعودية، والمهرة قريبة من الحدود.
قالت السعودية يوم الثلاثاء إنها تشعر بخيبة أمل إزاء “الضغوط التي تمارسها الإمارات” على المجلس الانتقالي الجنوبي للقيام بعمليات عسكرية في محافظتي حضرموت والمهرة. وقالت الرياض إنها تعتبر هذه التحركات تهديدا لأمنها القومي.
وأضافت: “وفي هذا السياق، تؤكد المملكة أن أي تهديد لأمنها الوطني هو خط أحمر، ولن تتردد المملكة في اتخاذ كافة الخطوات والإجراءات اللازمة لمواجهة وتحييد أي تهديد من هذا القبيل”.
وفي أعقاب أحداث إطلاق النار السريعة التي وقعت يوم الثلاثاء، قالت وزارة الدفاع الإماراتية إنها أجرت “تقييماً شاملاً” لدورها في اليمن وقررت إنهاء مهمتها هناك.
وقال البيان الإماراتي: “في ضوء التطورات الأخيرة وتداعياتها المحتملة على سلامة وفعالية مهام مكافحة الإرهاب، تعلن وزارة الدفاع إنهاء خدمة من تبقى من أفراد مكافحة الإرهاب في اليمن بمحض إرادتها، وبما يضمن سلامة أفرادها”.
وجاء إعلان الإمارات وسط جهود لتهدئة التوترات التي اندلعت في الأيام الأخيرة. وقالت وزارة الخارجية القطرية إنها ترحب بتصريحات السعودية والإمارات التي قالت إنها تعكس “الالتزام بإعطاء الأولوية لمصالح المنطقة وتعزيز مبادئ حسن الجوار والتمسك بالأسس والمبادئ التي يرتكز عليها ميثاق مجلس التعاون الخليجي”. ويتكون مجلس التعاون الخليجي من قطر والمملكة العربية السعودية والبحرين والكويت وعمان والإمارات العربية المتحدة.
في غضون ذلك، أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود محادثات هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار، حيث ناقشا “التطورات الإقليمية”.
التوترات بشأن المجلس الانتقالي الجنوبي
كشفت الضربة التي شنها التحالف الذي تقوده السعودية على المكلا اليمنية عن اتساع التوترات داخل التحالف الذي تم تشكيله في عام 2015 لمحاربة المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على معظم شمال اليمن.
وصلت القوات الإماراتية لأول مرة إلى اليمن كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية في ذلك العام، لكن الإمارات سحبت معظم قواتها في عام 2019، ولم تترك سوى عدد محدود في الجنوب الذي تديره الحكومة.
وفي أعقاب ضربة المكلا، التي لم تتسبب في وقوع إصابات، قام رشاد العليمي، رئيس المجلس الرئاسي اليمني المدعوم من المملكة العربية السعودية، بفسخ اتفاقية دفاع مع الإمارات العربية المتحدة وأعطى القوات الإماراتية 24 ساعة للمغادرة.
وفي خطاب متلفز، قال العليمي إنه “تأكد بشكل قاطع أن الإمارات ضغطت ووجهت المجلس الانتقالي الجنوبي لتقويض سلطة الدولة والتمرد عليها من خلال التصعيد العسكري”، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
وأيدت السعودية دعوة العليمي للإمارات لسحب قواتها من الأراضي اليمنية، وطلبت منها وقف “أي دعم عسكري أو مالي لأي طرف” في البلاد.
وقالت الإمارات إنها فوجئت بالغارة الجوية السعودية، وأن الشحنات المعنية لم تحتوي على أسلحة وكانت متجهة إلى القوات الإماراتية، وليس إلى المجلس الانتقالي الجنوبي.
كما قالت إنها ملتزمة بالحفاظ على أمن السعودية، وأنها تسعى إلى حل “يمنع التصعيد، بناء على حقائق موثوقة والتنسيق القائم”.
وأظهر التلفزيون الرسمي اليمني ما قال إنه دخان أسود يتصاعد من الميناء في الصباح الباكر مع مركبات محترقة. وأعلن العليمي منطقة حظر طيران وحصاراً بحرياً وبرياً على كافة المنافذ والمعابر لمدة 72 ساعة.
ومع ذلك، ظل المجلس الانتقالي الجنوبي متحديا، وأصر على أنه “لا يوجد تفكير في الانسحاب” من مواقعه التي استولى عليها حديثا.
وقال أنور التميمي، المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، لوكالة فرانس برس، إنه “من غير المعقول أن يُطلب من صاحب الأرض مغادرة أرضه، فالوضع يتطلب البقاء والتعزيز”.
وأضاف: “نحن في موقع دفاعي، وأي تحرك تجاه قواتنا سيتم الرد عليه من قبل قواتنا”.
















اترك ردك