الأنواع المكتشفة حديثًا تؤدي إلى تعقيد قصة أصل الإنسان

اكتشف العلماء الذين يدرسون الحفريات من منطقة عفار المتصدع في إثيوبيا، دليلاً على وجود نوع بشري مبكر آخر عاش في نفس الوقت تقريبًا الذي عاش فيه لوسي، قبل حوالي 3.4 مليون سنة.

منذ ما يقرب من 50 عامًا، ظلت “لوسي” واحدة من أشهر الحفريات في العالم. تم اكتشاف الهيكل العظمي البالغ عمره 3.2 مليون عام في إثيوبيا عام 1974، ويُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه الجد الرئيسي للإنسان الحديث. لكن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن لوسي ربما لم تكن فريدة من نوعها كما كان يعتقد من قبل.

اكتشف العلماء الذين يدرسون الحفريات من صدع عفار في إثيوبيا، دليلاً على وجود نوع بشري مبكر آخر، وهو أوسترالوبيثيكوس دييرميدا، الذي عاش في نفس الوقت تقريبًا مع لوسي، قبل حوالي 3.4 مليون سنة. يتحدى هذا الاكتشاف فكرة أن نوع لوسي كان النوع الوحيد الذي يهيمن على المناظر الطبيعية في ذلك الوقت.

وقام الفريق بتحليل حفريات الفك والأسنان الجديدة، وربطها بجزء من القدم تم العثور عليه منذ أكثر من عقد من الزمن، والمعروف باسم “قدم بورتيلي”. تُظهر البقايا معًا أن A. deyiremeda كان مختلفًا عن أنواع لوسي، ولم يكن مجرد اختلاف إقليمي.

في حين أن أنواع لوسي كانت متكيفة بشكل جيد للمشي على قدمين، فإن قدم بورتيلي تشير إلى أن A. deyiremeda لا يزال يتسلق الأشجار. اختلفت وجباتهم الغذائية أيضًا: أظهر التحليل الكيميائي للأسنان أن A. deyiremeda اعتمد أكثر على الفواكه والأوراق، في حين كان لدى نوع لوسي نظام غذائي أوسع.

رسم توضيحي غير مؤرخ يظهر عظام قدم بورتيلي التي يعود تاريخها إلى 3.4 مليون عام، والتي تنتمي إلى قريب الإنسان القديم أسترالوبيثكس ديرميدا، والتي تم اكتشافها في منطقة صدع عفار في إثيوبيا، في وضعها التشريحي وعظام القدم مدمجة في مخطط غوريل (الائتمان: Yohannes Haile-Selassie/Handout via REUTERS)

سلف مشترك للأنواع الشبيهة بالإنسان

يعتقد الباحثون أن A. deyiremeda قد يكون مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بأنواع أقدم، وهي Australopithecus anamensis. إذا كان الأمر كذلك، فهذا يشير إلى أن العديد من الأنواع الشبيهة بالبشر ربما تطورت من سلف مشترك، مما أدى إلى خلق “شجيرة” متفرعة من البشر الأوائل بدلاً من سلالة خطية للإنسان الحديث.

يرسم هذا الدليل الجديد صورة لشرق أفريقيا قبل 3.5 مليون سنة كمكان مزدحم، حيث تعيش العديد من الأنواع جنبًا إلى جنب، ويجد كل منها طريقته الخاصة للبقاء على قيد الحياة. في حين أن بعض العلماء لا يزالون ينظرون إلى لوسي باعتبارها الجد الرئيسي للبشر، فقد أصبح من الواضح أنها لم تكن اللاعب الوحيد في قصة أصولنا.

ومع ظهور المزيد من الحفريات من المناظر الطبيعية القديمة في إثيوبيا، تتم إعادة كتابة قصة التطور البشري، مما يدل على أن الطريق إلى الإنسانية كان أكثر تعقيدا بكثير، وأكثر ازدحاما بكثير، مما كان يتصور سابقا.