تحت عنوان وقائع التحقيق الأممي بحادثة مقتل الجندي الإيرلندي في الجنوب: الشهود حصراً من اليونيفل والحادث لم يكن مدبراً
كتب غسان سعود في الأخبار:
بعيد مقتل الجندي الإيرلندي شون روناي في 14 كانون الأول 2022 في العاقبية، تألفت لجنة تحقيق من عشرة أشخاص، إضافة إلى مراقب إيرلندي، قدمت تقريرها للأمم المتحدة قبل بضعة أيام، وقد حصلت قوات اليونيفيل في لبنان على نسخة من التحقيق «السري للغاية» تبين التالي:
عند الساعة التاسعة والنصف، انطلقت سيارتان من الوحدة الإيرلندية باتجاه مطار رفيق الحريري الدولي، لإيصال اثنين من الجنود اللذين كانا مسافرين إلى إيرلندا. كان في كل سيارة أربعة جنود إيرلنديين يتفاوتون في الرتب (مرفق كيف كانوا يجلسون في السيارتين). السيارتان مزودتان بالأسلحة وبأجهزة اتصال، لم يتم استخدامها في الحادثة. لكن سرعان ما توقفت المركبتان عند نهر الليطاني، في النقطة التي تطلق عليها اليونيفيل اسم EP28 على جانب الطريق لنزع أعلام اليونيفيل عن السيارتين، وتشغيل جهاز «التدابير الإلكترونية المضادة». وعلى رغم أن هذين الأمرين لا يحتاجان أكثر من دقيقة واحدة أو دقيقتين، قال تحقيق اليونيفيل إنهم أمضوا هناك عشر دقائق بداعي التدخين. حين انطلقت السيارتان لاحقاً، أشارت الشاشة الإلكترونية في السيارة الثانية إلى فقدان الاتصال بالمفتاح الإلكتروني عن بعد، الخاص بالسيارات الحديثة، فتوقف سائقها للبحث عنه.
وفجأة، يكمل تحقيق اليونيفيل، توقف محرك السيارة من تلقاء نفسه لكن بعد قليل، نجح الجندي الذي يقود السيارة في تشغيلها من جديد والتحرك بها. يتابع التحقيق: فقدت السيارة الثانية، نتيجة إضاعة الوقت في البحث عن المفتاح، الاتصال المرئي المباشر بالسيارة الأولى. وعلى رغم عدم معرفتهما الكبيرة بالطريق، فإن السيارة الثانية حاولت أن تزيد من سرعتها لتلحق بالسيارة الأولى، من دون أن يعرفوا أن الأخيرة انعطفت عند أحد التقاطعات. مع تأكيد التحقيق أن سائق السيارة الأولى كان مقتنعاً أن السيارة الثانية تسير خلفه حين انعطف على اليمين، لكن حين عاد وانعطف يساراً تيقن أن السيارة الثانية ليست خلفه، فتوقف بجانب الطريق لينتظر السيارة الثانية التي لم تأتِ. انطلقوا من مركزهم عند التاسعة والنصف؛ ولا يحتاج وصولهم إلى مدينة صيدا الكثير.
لكن التحقيق يقول إنهم عند الساعة 10.45 كانوا ما زالوا قريبين من مكان انطلاقهم. ولما كان جنود السيارة الأولى لا يملكون رقم الجنود في السيارة الثانية، طلب الضابط في السيارة الأولى من سائقها العودة إلى الطريق الرئيسي لانتظار السيارة الثانية، مقتنعين أن السيارة الثانية قد أخطأت المفرق فقط. لكن مع مرور كثير من الوقت، آثرت السيارة الأولى تطبيق ما ينص عليه نظام اليونيفيل لجهة العودة إلى آخر نقطة معروفة كانت المجموعة فيها مع بعضها البعض، تحديداً عند نقطة EP28. وعند العاشرة وخمسين دقيقة تمكنت السيارة الأولى (Capt Kelly) من الاتصال عبر الواتساب بالسيارة الثانية (Cpt Phelan) بعد أن حصل على رقمه من وحدته، فأعلمه أنهم أضاعوا المفرق، واتفق الاثنان على اللقاء حيث افترقا عند النقطة EP28.
وبناء على ذلك استدارت السيارة الأولى عائدة نحو النقطة السابقة مروراً بالبلدة التي مروا بها قبل بضع دقائق فقط، فيما أرسلت السيارة الثانية عبر الواتساب «سكرين شوت للغوغل ماب» للسيارة الأولى، بينت أنهم جنوب بلدة العاقبية، وكانت المسافة بين السيارتين في تلك اللحظة 12.6 كلم. في «الحافة الجنوبية» للبلدة، وقف ثلاثة رجال في وسط الطريق لإلزام السيارة الثانية بالتوقف. وفوراً توقفت سيارة خضراء من نوع Kangoo خلف الرجال الثلاثة وقطعت الطريق أمام السيارة الثانية. ويقول التقرير إن الرجال أظهروا فوراً عدائية عبر الاقتراب من السيارة الثانية للكم مقدمتها وركلها. وهكذا عمد سائق السيارة الثانية إلى الاستدارة مباشرة والعودة شمالاً من الطريق الذي كانوا قد جاؤوا منه في وقت كانت سيارة «الكونغو» الخضراء تتبعهم.
يكمل التحقيق: عند الحادية عشرة وخمس دقائق كانت السيارة الثانية تنطلق بسرعة كبيرة على طريق العاقبية – الصرفند، مقابل أحد المطاعم. السيارة كانت ملاحقة أو مطاردة من سيارتين. وكان الطريق مزدحماً في محيط المطعم بحكم تزامن مرور السيارة مع انتهاء مباراة كرة القدم في كأس العالم بين المغرب وفرنسا. وبعد دقائق، وجد سائق السيارة الثانية نفسه أمام سيارة تعترض طريقه وتلزمه بالعودة U-turn باتجاه جنوب العاقبية مجدداً، فيما سيارة أخرى تعترض الطريق من الجانب الآخر، فالتف عائداً مجدداً باتجاه الشمال. عند الحادية عشرة وست دقائق، اتصل قائد السيارة الثانية بقائد السيارة الأولى ليعلمه أنهم يقيّدون عبر السيارات حريتهم في الحركة في طريقهم إلى نقطة الالتقاء المتفق عليها، فسارعت السيارة الأولى إلى إعلام مرجعيتها في المركز الإيرلندي الرئيسي.
تماماً كما اتجهت السيارة الأولى شمالاً نحو العاقبية. وعند الحادية عشرة وتسع دقائق، أرسلت السيارة الثانية موقعها عبر الواتساب للسيارة الأولى، قبل أن تجبر للمرة الثالثة على تغيير وجهتها مجدداً، قبل أن يتم إيقافها للمرة الأخيرة ومحاصرتها عبر ثلاث سيارات من الأمام وسيارتين من الخلف، بموازاة حشد من المواطنين أحاطوا بالسيارة، مانعين حركتها بشكل كامل.
لقراءة المقال كاملًا: https://al-akhbar.com/Politics/357481
اترك ردك