كتبت “نداء الوطن” تقول:
بأسف شديد، لكن بكبرياء واعتزاز، تسدل «نداء الوطن» اليوم الستارة على تجربة استثنائية دامت نحو خمس سنوات.
تُقفل الصحف عادة إما لتراجع عدد قرّائها، أو لضرر جسيم لَحِق بصدقيتها، أو لانتفاء الحاجة إليها بوجود ما يشبهها، أو لعجزها عن المنافسة وعدم تقديمها جديداً بالموقف والجودة والنوع والتنوّع. لكن نادراً ما تختفي جريدة في عزّ تألّقها بسبب تعثر مفاجئ أشبه بعملية اغتيال. ذلك أن هذه الجريدة بالذات كانت مثلما أعلنت يوم صدورها في 1 تموز 2019 «مش بس جريدة… قضية»، وبقيت حتى عددها الأخير وفيّة لرسالتها وعنواناً للدفاع عن السيادة والحرية ومشروع الدولة.
عمِلنا بوحي قناعاتنا الحرّة الديموقراطية. وما بنيناه كان جهد فريق متكامل ومتنوع يُشكر عليه كل زميلة وزميل. ولا يسعني في هذه العجالة المطوّلة إلّا أن أقدّم احترامي الكامل لكاتبات وكتّاب مميزين ساهموا بفكرهم وتجاربهم الغنية وسمعتهم العطرة في إنجاح الجريدة، ولهم فضل الالتزام والوفاء حتى آخر عدد بكِبَر وتضحية.
شكري الأخير للقرّاء الذين أحبّوا الجريدة أشخاصاً وأفكاراً ولغة ومقاربات، ولم يبخلوا بالتشجيع والتصويب والمساهمات.
لا نودّع «نداء الوطن» بحسرة ولا بدمعة، بل نزفّها على مذبح الكلمة اللبنانية الحرة، على أمل ان يحافظ أي مالك جديد لها على القيم نفسها التي جعلتنا نفتخر بها، أو أن نزهو بتلك القيم تحت اسم جديد… والعِلم عند الله.
اترك ردك