وزير العمل من جنيف: حريص على سمعة بلدي وأريد له صورة ناصعة ولن اتسامح مع ما يلطخها


 ألقى وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال مصطفى بيرم كلمة في مؤتمر منظمة العمل الدولية بجنيف، قال فيها: “أتيتكم من لبنان مكافحا بين ثنائية الألم والامل، اخطاء ذاتية يتحملها الكثير من المسؤولين اللبنانيين، لكن الأصعب، حصار مطبق على شعبنا وتملّص دولي من مساعدات يمكن تقديمها مباشرة إلى الناس من أجل حوكمة شفافة، وانفجار كارثي لمرفأ بيروت ثم انهيار إقتصادي واجتماعي لمنظومة الأمان والضمان الإجتماعيين مع تظاهرات مطلبية وقطع طرقات وتعطل إدارات بالتوازي مع جائحة كورونا. وتتويج كل ذلك بنزوح كارثي للأخوة السوريين الذين باتوا يشكلون ثلث عدد المواطنين اللبنانيين ليكون لبنان الدولة الوحيدة في العالم التي تتحمل هذا العبء مع انعدام المساواة في العطاءات التي يقدمها المجتمع الدولي لهم مقارنة باللبنانيين الذين يموتون على أبواب المستشفيات بل ولا يسمح لهم بدخولها إذ لا يملكون الفريش دولار ويتسربون من التعليم ويتركون لمصيرهم والعالم يتفرج، مستصرخا الضمير الإنساني حاملا صرخة الوجع عند شعبي، علما أننا نسكن وإياهم في بيوتنا وقرانا وليس في مخيمات أو في قوارب تغرقهم في البحر كما تفعل بعض الدول”.

اضاف: “في الوقت الذي أؤكد على الأخوة مع النازحين إلا أننا نطالب بعودتهم إلى وطنهم وهذا واجب وحق وقد تم دحر الإرهابيين -الذين جيء بهم من أقاصي الأرض وبتسهيلات مدهشة- بنسبة 90 % من وطنهم السوري، والذين هزمناهم في لبنان أيضا وحمينا شعبنا ومساجدنا وكنائسنا ومدارسنا بل وحمينا الصيغة الفريدة من التنوع والتعايش الحضاري والديني في مشرقنا. ولا أنسى كارثة اللجوء الفلسطيني المستمرة منذ ما يزيد عن 70 سنة والذين نتمسك معهم برفض توطينهم في الشتات الذي يعيشون فيه معيشة لا يقبلها أي صاحب ضمير وقد وصل الفقر فيهم إلى 92 % وحتمية عودتهم إلى وطنهم فلسطين”.

وتابع: “كما لا أنسى الجريمة المتمادية ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل في التدمير التاريخي لمصانعنا ومنشآتنا وبيوتنا، والأخطر القنابل العنقودية خاصة ما كان منها على شكل لعبة لجذب الأطفال ظنا منهم أنها للتسلية فتنفجر بهم وتمزق أجسادهم الطرية مع فلاح هنا وعامل هناك ومزارع هنالك. ويمكنني القول ان بلدي كله قد تحول إلى عمل السخرة والعمل الجبري سواء على مستوى الدولة وإداراتها التي باتت تفتقد لأدنى المقومات اللوجستية لتسيير مرافقها او على مستوى غالبية الناس الذين أصبحوا تحت خط الفقر. ورغم هذا الألم ، فإننا لن نفقد الأمل إذ نعلن إلتزامنا بالمعايير الإنسانية والأخلاقيات التي أرستها  الأديان السماوية التي تفخر منطقتنا أنها كانت المهد الحضاري وإنطلاقة الحرف لكل البشرية ونرفض كل ما يخالفها بحزم دون أي مساومة”.

وقال: “بخلفية الإنتماء والحب لوطني لبنان، فإني أتيت بثقة وعزم لأدفع عنه أي شبهة مرتبطة بعمالة قسرية أو ما شابه، متسلحا بإجراءات حاسمة وتنفيذية أخذت طريقها إلى أرض الواقع، ويمكن تلخيصها بما يلي:

أولا – إقرار الحكومة لخطة إستراتيجية لوزارة العمل (2022 – 2025) وهي تتضمن:

1- التحول الرقمي وقد بدأ وضع البنية التحتية لذلك بالتعاون مع الفرع الإقليمي لمنظمة العمل الدولية الذي من المهم أن يكون ويبقى في لبنان كإشارة إستقرار وسلامة إسثمار ربطا بملفي النفط والغاز الذي حمينا حقنا
فيهما عندما أحسنت الدولة إستغلال نقاط القوة الموجودة في شعبنا .

2- التدريب المهني المعجل وقد أطلقنا مساره من المناطق النائية والمهملة تاريخيا وهذا الامر، سمح بتوظيف 70 % من الشباب والشابات في لبنان.

3- تأمين حاجة الوزارة للكهرباء بنسبة 50 % عبر الطاقة الشمسية وهذا امر هام للبيئة.

4- التهيئة اللوجستية لتدريب المهارات المرتبطة بملفي النفط والغاز وهذا أمر إستراتيجي وحاسم لمستقبل لبنان.

إن كل ما تقدم لم أكلف فيه خزينة الدولة وهو حصيلة جهود وعلاقات وتبرعات راعت الشفافية والحوكمة الرشيدة وذات طابع عيني وليس نقدي.

ثانيا : رفع متكرر للحد الادنى لاجور العمال.

ثالثا: مواجهة شبهة الإتجار بالبشر والعمل القسري من خلال:

1- عدم الترخيص لأي مكتب لإستقدام العمال أو العاملات الأجنبيات.

2- إقفال ما يزيد عن 70 مكتبا للشبهة أعلاه وهذا يحصل للمرة الأولى في لبنان غير آبه بأي وساطة في ذلك.

3- إصدار قرار تنظيم عمل مكاتب استقدام العاملات في الخدمة المنزلية.

4- وضع مشروع قانون جديد للعمل يراعي كل المعايير المطلوبة.

5- توقيع إتفاقية نموذجية مع أثيوبيا يمكن أن تكون مثالا في ذلك”.

وختم: “أخلص لأقول إننا منفتحون على أي تعاون تقني تطويري وحريص على سمعة بلدي وأريد له صورة ناصعة ولن اتسامح مع ما يلطخها. وأجدد من هنا إطلاق مبادرة “المركب الواحد” للتعاون العالمي حول البيئة والبطالة والتدريب المعجل ومواكبة التطورات لكن مع الحفاظ على هوية وقيمة الإنسان والتضامن في ما بين الشعوب”.