وزارة الطاقة تحت إدارة القوات اللبنانية منذ 6 اشهر: وعود كبرى ونتائج كارثية

بنت جبيل.اورغ 

منذ 8 شباط 2025، تاريخ تسلّم القوات اللبنانية وزارة الطاقة ضمن حكومة نواف سلام وتعيين جو صدي وزيرًا، مرّت ستة أشهر ونيّف (184 يومًا) كانت كفيلة بتحويل أزمة الكهرباء إلى انهيار شامل. وعود “الإنقاذ” التي رفعتها “القوات” قبل دخول الوزارة تهاوت بسرعة، تاركة اللبنانيين في عتمة مطبقة، بلا أي مؤشرات على حلول أو إصلاحات.

الكهرباء تحولت إلى خدمة معدومة 24/24، فيما انقطعت المياه عن مناطق واسعة، وتضاعفت أسعارها مع بقاء ملف “الفيول المغشوش” بلا أي محاسبة. المواطن اللبناني يرزح اليوم تحت أسوأ موجة حر تضرب البلاد منذ سنوات طويلة، وفي ظل انقطاع الكهرباء والمياه، تحوّل الوضع إلى مأساة يومية خانقة.

بينما الحكومة منشغلة بملف حصر السلاح، غرقت الأراضي اللبنانية في بلاك آوت كامل، نتيجة خروج الشبكة عن الخدمة. بعيدًا عن الأسباب الفنية، سارع التيار الوطني الحر إلى الرد على حملة “القوات” الحالية، مذكّرًا بـ”وعود الـ14 على 24 خلال 6 أشهر” التي أطلقتها معراب يوم تسلّمها الوزارة.

المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان، كمال حايك، عزى الأزمة جزئيًا إلى موجة الحر، موضحًا أن تراجع الإنتاج إلى ما بين 500 و750 ميغاوات يؤدي حكمًا إلى عدم استقرار الشبكة وخروجها عن الخدمة. لكن خبراء في الطاقة يؤكدون أن المشكلة الحقيقية تكمن في غياب أنظمة التبريد والصيانة الدورية قبل حلول الأجواء الحارة، ما جعل الأعطال شبه حتمية.

المعطيات تشير إلى أن الوزير جو صدي وحزبه يسعون إلى إبعاد الأنظار عن ملف الطاقة، وتوجيه الخطاب نحو معركة سياسية حول “حصر السلاح”، في محاولة لتشتيت الانتباه عن فشلهم في أهم خدمة حياتية يحتاجها اللبناني يوميًا في خطوة تكتيكية على حساب الناس.

وفي خطوة مثيرة للتندر، نشر موقع القوات اللبنانية خبراً بعنوان: “ثلاجة تعمل بلا كهرباء تحفظ الطعام لأيام”. في بلد يغرق في الظلام، بدا الحديث عن “تكنولوجيا الثلاجات” أشبه بنكتة سياسية، وتحوّل الخبر إلى مادة ساخرة على وسائل التواصل.

وبالعودة الى ذروة الانهيار، خرج الوزير جو صدي بالامس ليعلن أنه يتابع انقطاع الكهرباء، مطالباً بفتح تحقيق للتأكد من عدم وجود “عمل تخريبي متعمد”، مستنداً إلى “معلومات” عن شبهات في بعض الحوادث. بدل أن يتحمل مسؤوليته السياسية والإدارية عن عتمة شاملة دخلت شهرها السادس، لجأ صدي إلى خطاب الاتهام الخارجي، محاولًا تصوير الكارثة كنتيجة لمؤامرة مجهولة لا لفشل مزمن في إدارة القطاع. الوزير الذي كان قد صارح اللبنانيين منذ اليوم الأول بـ”الواقع الصعب”، قدّم نفسه الآن كضحية تاريخ من الإهمال، ملقياً اللوم على غياب معامل حديثة طوال السنوات الخمس عشرة الماضية، وكأن ستة أشهر من تولّيه الوزارة لم تكن كافية حتى لخطوات طارئة تحد من الانهيار. هكذا، تحوّل العجز إلى شماعة التخريب، والفشل إلى ذريعة لتوجيه أصابع الاتهام بعيدًا عن المسؤول الفعلي.

صفر كهرباء: عتمة شاملة.

صفر إنجازات: لا معامل، لا صيانة، لا مشاريع تنقيب أو سدود.

صفر إصلاح: لا تحسن في الجباية، ولا وقف للهدر.

صفر رؤية: غياب كامل للخطط والبرامج.

النتيجة: أداء “تحت الصفر”، ووزارة تحولت إلى شاهد عاجز على معاناة الناس، فيما يستعد القيمون عليها للهروب من المساءلة، مفضلين فتح معارك جانبية بدل مواجهة الحقيقة.