أبلغت مصادر سياسية واسعة الاطلاع إلى «الجمهورية» قولها، أنّها على الرغم من الأفق المسدود، فإنّها تلمح نافذة أمل، وقالت: «المشهد الداخلي أمام مراوحة مفتوحة في دائرة السلبية، الّا إذا نجحت المحاولة الاخيرة لكسر حلقاتها، التي يُنتظر أن يقوم بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وخصوصًا أنّه أعلن أنّ الشغل الجد، سيبدأ اعتبارًا من مطلع السنة الجديدة».
وإذا كانت اجواء الرئيس بري تؤكّد أنّه ليس بصدد تكرار الدعوة إلى حوار بين المكونات الداخلية، على اعتبار أنّ عناصر هذا الحوار غير مكتملة جراء عدم تجاوب «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» مع هذا المنحى، فإنّ في أجندة رئيس المجلس افكارًا لكسر حلقة التعقيد، منها عقد جولات من المشاورات الثنائية مع الكتل النيابية والتوجّهات السياسية.
وأكّدت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، أنّ الرئيس بري، قرّر أن يحفر جبل التعقيدات ولو بإبرة، ويراهن في محاولته هذه، على أنّ استفاقة سياسية شاملة تقارب الأزمة بمسؤولية وتكسر الواقع التعطيلي القائم، وخصوصًا أنّ ما استتبع هذا التعطيل من تداعيات على أكثر من صعيد، زادت من مخاطر الأزمة وأعبائها على اللبنانيين، يفترض أنّه يحفز الاطراف السياسية على أن تتعمق في قراءة وضعنا الكارثي، وأن يتحمّل كل طرف مسؤوليته في الشراكة في إحداث اختراق في الجدار الرئاسي المسدود، يفضي إلى توافق على انتخاب رئيس للجمهورية، حيث لا سبيل لإنهاء الأزمة من دون هذا التوافق، والّا فإنّ لبنان سيبقى غارقًا في مشهد سوداوي مفتوح، وبمعنى اخطر، مشهد أقرب إلى ساحة للتداعيات والمصاعب التي فقد اللبنانيون طاقتهم على تحمّلها.
اترك ردك