كتب جهاد نافع في صحيفة الديار:
بدا، حسب الاختبارات السريعة التي أجريت محليا على عبوات مياه معدنية لابرز شركات المياه المعروفة في لبنان، انها مياه غير مطابقة لشروط السلامة والصحة العامة، كما أجريت أختبارات على مياه عشرات الآبار في عكار والشمال، وجاءت النتيجة مذهلة لارتفاع نسبة التلوث فيها.
خبراء مختصون اوضحوا ان معظم الآبار في الشمال وبخاصة في عكار، باتت ملوثة وتهدد الصحة العامة، ويعود ذلك:
– اولا: الى كثافة البنيان الذي شهدته مؤخرا منطقة القموعة وسهلاتها، وهي عبارة عن خزان مياه عملاق يغذي كافة ينابيع عكار.
– ثانيا: لتلوث مياه الانهر التي تصب فيها المجاري الصحية منذ سنوات، لخلو العديد من القرى والبلدات شبكات الصرف الصحي ومعامل تكرير للمياه، في ظل تراجع خدمات الدولة ووزاراتها المعنية، والفوضى السائدة في مختلف مجالات الحياة اللبنانية.
وبحسب الخبراء ان اخطر ما يواجهه المواطن اللبناني عامة هو تناوله عبوات المياه المعدنية، وهي عبوات بلاستيكية، لاعتقاده انها معدنية والاضمن صحيا، ولكن اجراء اختبار بسيط شكل فضيحة مذهلة ومخيبة للآمال، فقد جاءت النتيجة ان عبوات اهم شركات المياه المعدنية ملوثة بدرجة 130.
وبرأي الخبراء ان اسباب تلوث مياه الشركات المعدنية تعود الى العبوة البلاستيكية التي تحتوي المياه المعدنية، وان الشركات الكبرى توزع كميات كبيرة من العبوات معرضة لحرارة الشمس لفترات طويلة، وطريقة تخزين المياه تترك انعكاسات سلبية، نتيجة تحلل المواد التي تستعمل في صناعة البلاستيك بسبب ارتفاع حرارة الشمس، وهي مواد سرطانية تصيب المواطنين بصحتهم.
وبسبب هذه العبوات البلاستيكية التي تخزن بالمحلات و”السوبرماركات”، ومع تعرضها للحرارة باتت معظمها ملوثة وغير صالحة للشرب، الامر الذي يؤدي الى امراض عديدة، وهذا ما يفسر ارتفاع عدد المصابين بالامراض السرطانية في لبنان.
ومن ناحية اخرى، فان تلوث الآبار ومياه الانهر، واعتماد بعض المزارعين على ري اراضيهم من مياه الانهر الملوثة، من شأن ذلك ان يؤدي الى تلوث يشمل الانتاج الزراعي.
وكل ذلك في غياب الرقابة والمتابعة للوزارات المعنية، ونتيجة لتحلل مؤسسات الدولة الغائبة عن سلامة وصحة المواطن… والسؤال الذي يطرح نفسه: اين وزارات الصحة والطاقة والمياه؟؟…
القضية خطرة ومعقدة ، وتبدأ معالجتها بتشديد الرقابة على شركات المياه، واجراء اختبارات لعبواتهم البلاستيكية، ولكافة موزعي مياه الشرب في لبنان …
اترك ردك