طرابلس تسقط التحالف السعودي البلدي بقيادة اشرف ريفي وفيصل كرامي.. والمدينة تتوعد ريفي بالانتخابات النيابية المقبلة بعد تحوله لخصم في الانتخابات البلدية ضد ابناء مدينته!

في مشهد سياسي حمل الكثير من الدلالات، تلقّى النائب أشرف ريفي صفعة انتخابية مدويّة في طرابلس، المدينة التي أوصلته إلى الندوة البرلمانية. الرجل الذي كان يوماً يُعتبر رقماً صعباً في المعادلة الشمالية، خسر نصف لائحته التي شكّلها في مواجهة أبناء مدينته، فكان العقاب انتخابياً على قدر الخيبة الشعبية منه.

اللافت أن لائحة المجتمع المدني كانت الرابح الأكبر، ما يعكس تحوّلاً شعبياً واضحاً في المدينة التي اعتادت الاصطفاف خلف زعامات محلية قوية. أما ريفي، فبدا كأنه انفصل عن نبض الشارع، حين خاض المعركة ضد أبناء طرابلس أنفسهم، وهو نائب عنهم، يفترض أن يكون ممثلاً لهم لا خصماً.

الطرابلسيون لم ينسوا له اصطفافه المفاجئ ضد من منحوه الثقة. “كيف نائب عنا وبيعمل لائحة ضدنا؟”، تساؤل تردّد كثيراً في أوساط المدينة. البعض اعتبرها “خيانة تمثيلية”، والبعض الآخر قال له صراحةً: “هيدي آخر مرة بتشوف فيها النيابة”.

ما زاد النقمة الشعبية عليه، كان تحالفه مع فيصل كرامي، خصمه السابق، الذي يمثّل في أذهان كثيرين الامتداد المحلي لما يُعرف بـ”الثنائي الشيعي”، رغم أن ريفي نفسه لطالما كان أحد أشرس المنتقدين لهذا المحور. هذا التحوّل في التموضع السياسي اعتُبر دليلاً على انتهازية لا مبدئية.

التحالف الذي جرى تسويقه على أنه بإيعاز سعودي، لم يفلح، بل سقط كغيره من التحالفات المفروضة من فوق. فالطرابلسيون، الذين عبّروا أكثر من مرّة عن رفضهم للوصايات، الداخلية منها والخارجية، صوّتوا ضد هذا التحالف، وأسقطوا نصف لائحة ريفي، وأوصلوا من يريدون.

الرسالة كانت واضحة: “طرابلس لا تُؤخذ غصباً، ومن يقف ضدها لا مكان له فيها”.