كتبت رمال جوني في صحيفة نداء الوطن:
إنّها حرب المراهنات التي تستعر في القرى والبلدات، ومن الصعب التحكم بأسلحتها، فهي تتسلل إلى كل هاتف بسهولة، بحثاً عن الربح السريع، ليس مستغرباً أن تكون معظم حالات الانتــحار والسرقة والخطف بسببها.
ضجت بلدة الخرايب قبل أربعة أيام بخبر اختطاف شاب عند الفجر على أيدي عصابات المراهنات، بعدما خسر مبلغ 13700 دولار أميركي. ككرة النار ينغمس الشباب في هذه اللعبة، بحثاً عن وسيلة ربح سريعة، بـ20 دولاراً فقط شرّج ابن الـ21 ربيعاً هاتفه ليغامر في المراهنات… حتى وقع في الفخ. هو واحد من عشرات الشبان الذين أغرتهم لعبة الربح السريع، فخسروا كل شيء، وقد تدفعهم الديون نحو الانتــحار أو القتل أو السرقة أو أي شيء آخر. ما زال الشاب تحت الصدمة، لم يتوقع أن يخطف للضغط على عائلته لدفع 13700 دولار أميركي، يعلم جيداً أنّ والدته التي تعمل في خبز الطابونة لتعيله مع أخواته بعد وفاة والده، لن تقدر على سداد المبلغ، ويعلم أيضاً أنه في مأزق خطير.
في الخرايب مثلاً عدد كبير من الشباب جرفته المراهنات، تكفي كلمة رئيس بلدية الخرايب حسان الدر «دخلنا أزمة مجتمع» لتأكيد خطورة المرحلة الراهنة، التي قد تجرّ الى انحلال اجتماعي خطير. «الدّين يجر إلى الانتــحار والسرقة»، يقول الدر الذي لم يتأخر في التدخل، بعقد اجتماع طارئ مع القوى الحزبية في البلدة للبحث في أزمة المراهنات، فالوضع خرج عن السيطرة، وسهولة الوصول إلى اللعبة شجّع الشبان على الانخراط فيها.
فاتخذ قراراً بإقفال محال «القمار»، ويشير إلى أنّ كثراً يقصدونه لمساعدتهم فهناك من خسر 27 ألف دولار وآخر 52 ألف دولار. قد تكون البلدية الأولى في جنوب لبنان التي ترفع الصوت بسبب المراهنات، أكثر من محل للمراهنات ينتشر في البلدة. ومع ذلك يقول رئيس البلدية إنّ هذه الإجراءات لن تؤتي أكثر من 30 في المئة من نتائجها، فالمراهنات في كل هاتف، وعلاج هذه الكارثة يكون عبر الدولة وحدها.
اترك ردك