تحت عنوان “تهريب البنزين ينشط على خطّ لبنان – سوريا” كتب رمال جوني في نداء الوطن:
ينشط التهريب على خط لبنان ـ سوريا، لم يعد محصوراً بالمواد الغذائية، بل شمل البنزين والمازوت عبر سيارات وباصات كبيرة مجهّزة بخّزانات وقود اضافية، حيث يصل سعر صفيحة البنزين في سوريا إلى حدود الـ40 دولاراً، ما يعني أنّ حدّة التهريب سترتفع أكثر.
على بعد أمتار من الحدود اللبنانية ـ السورية، تقف عدّة سيارات لإفراغ البنزين والمازوت المهرّب في غالونات يتمّ تسليمها لمهرّبين. فوفق المعلومات، هؤلاء يسيطرون على السوق بشكل كبير، وفي حال قرّر أي مواطن سوري شراء صفيحة بنزين عند الحدود يدفع ثمنها أقلّ من سعرها في السوق السورية، قبل أن تُصادر منه لاحقاً، فالهدف من التهريب هو تحقيق الأرباح، وليس بيعه للمواطن بسعر أقلّ.
اذ يدرّ التهريب أرباحاً كبيرة تصل الى حدود الـ500 دولار في كل مرّة، وهو أمر لا يمكن لأحد أن يخفيه، بل على العكس، فالمهرّب يشتري البنزين أو يملأ خزّان سيارته به، وما إن يتجاوز الحدود حتى يتم بيعه، «ولا مين شاف ولا مين دري» ، والسعر مفتوح، كما يقول أحد سائقي الأجرة في الداخل السوري، مؤكّداً أنّه حاول ذات مرّة شراء البنزين المهرّب ليخفّف من فاتورته غير أنه صودر فوراً «ما يضطرنا لشرائه بأسعار مرتفعة جداً في سوريا».
ارتفاع أسعار المحروقات في سوريا يفتح شهيّة المهرّبين على الربح، وفق المعطيات فإنّ عملية التهريب تتمّ عبر خزّانات إضافية يتم وضعها داخل السيارة أو البولمان، في عملية يصعب كشفها. ويبدو أنّ سوق التهريب سينشط أكثر في الأيام المقبلة، في ظلّ الحدود المفتوحة، وهذه المرّة التهريب يتمّ عبر المعابر الشرعية ولا أحد يتحرّك.
وسّعت الازمة اللبنانية مروحة التهريب وصار معاكساً أيضاً وخصوصاً تهريب الدواء من الداخل السوري إلى لبنان بعد رفع الدعم عن دواء الجنريك اللبناني، وفقدان معظم الأدوية من الصيدليات ومنها الأدوية المزمنة والحليب، ما دفع التجّار الى توفيرها من سوريا لقاء مبالغ طائلة، فالاستغلال سيّد المشهد. وفق يوسف، فإنّه يقصد سوريا لشراء الأدوية المزمنة والحليب، يوفّر ما أمكنه، يذهب مرّة أسبوعياً ويعود بما تيسّر له، ويضع نحو 50 الف ليرة وأكثر على كل دواء أو علبة حليب، «فالأزمة بتعلّم التجار السرقة».
أمّا تهريب البنزين تحديداً، فيتمّ عبر أشخاص يتزوّدون به من محطات البقاع ثم يجتازون الحدود اللبنانية ـ السورية لافراغ حمولتهم. ووفق أحدهم فإنه يفعل ذلك مرّتين يومياً فيحقّق ما يوازي الـ200 دولار تقريباً، فالتهريب بات مهنته مع اشتداد الأزمة، والأخطر أنّ بعض العناصر الأمنية تغضّ الطرف عمّا يجري، فالتهريب يتمّ عبر الحدود الشرعية، ولا تخفي مصادر أمنية متابعة أنّ هذا الأمر سيترك ارتداداته على السوق المحلية الداخلية… وفيما ينشغل الزعماء في خلافاتهم يتوسّع سوق التهريب أكثر، وقد تزداد وتيرته مطلع العام المقبل، ما يؤزّم الوضع أكثر، فهل من يتحرّك؟
اترك ردك