جاء في صحيفة النهار:
انتشرت صور على صفحة “فايسبوك” تظهر طفلاً معنفاً في إحدى الحضانات، أثارت الصور ردود أفعال واستنكاراً. كيف يمكن لابن السنة و8 أشهر أن يتعرض لهذا الأذى؟ للصورة قصة وللحقيقة وجهان؛ رأي العائلة التي تعرّض ابنها للعنف داخل الحضانة، ورأي المحامي الموكل الدفاع عن الحضانة، نحن أمام حالة إنسانية تفرض التوقف عندها وطرح الكثير من الأسئلة. وهذه الرواية الكاملة لما حصل.
اخترقت صرخة الأم جويس نفوس كثيرين، ليس سهلاً أن تتقبل ما جرى مع ابنها ستيفن، فما تعرض له مؤذٍ وقاسٍ وهو لم يتخط السنة وثمانية أشهر. ما ذنب الطفل أن يعيش تجربة سيئة في مثل هذه السنة؟ نعرف تماماً أن الحوادث قد تحدث من دون قصد، ولا قدرة للسيطرة على كل شيء، لكن في مثل هذا المكان يفترض أن تكون الرقابة أكثر تشدداً، لأن الأطفال لا يقدّرون المخاطر.
بالعودة إلى ما حصل، كان لا بدّ من الاستماع إلى رواية الأهل لمعرفة تفاصيل ما جرى في ذلك النهار. يؤكد والد الطفل جورج مخلوف أنها “ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها ابنه لمثل هذه الحادثة، اذ سبق أن تعرض إلى عضة من قبل أحد الأطفال في حضانة Reve des anges في جبيل، واعتبرنا أن المسألة قد تحدث عن طريق الخطأ، ولم نُسجل موقفاً معارضاً أو قاسياً تجاه الإدارة، باعتبار أن مثل هذه الأمور تحدث أحياناً. لكن نهار الجمعة الفائت، تلقينا اتصالاً من إدارة الحضانة تعلمنا أن طفلنا تعرض للعضّ من طفل آخر”.
هذا الاتصال كان بمثابة تحضير لنا حتى لا نتفاجأ عند استلامه بما سنشاهده، وبالفعل، كانت الصدمة إن الطفل تعرض لعضات عدة في يديه وأذنيه، ما دفع بالوالد إلى توجيه الملامة والتوبيخ نتيجة الإهمال وعدم مراقبة الأطفال بالشكل الكافي والمطلوب.
لم يكن أمام الوالدين سوى خيار واحد وهو الذهاب به إلى المستشفى لكتابة تقرير من الطبيب الشرعي لشرح الحالة بهدف وضع الأمور في نصابها الصحيح.
لكن ما جرى مع زوجتي منذ 3 أيام دفع بنا إلى اتخاذ قرار تصاعدي وفق ما يروي جورج، “فعندما طلبت زوجتي مشاهدة الكاميرات لمعرفة حقيقة ما حصل مع إبننا، رفضت الإدارة ذلك تحت ذريعة أن نظام السيرفر لا يسمح بسحب الداتا والتسجيلات. وبعد أن لمست أنها لن تتمكن من رؤية ما حصل في ذلك النهار، طلبت زوجتي استرجاع القسط الشهري المدفوع وتوقيف تسجيله في الحضانة”.
يشدّد مخلوف على أن “التصعيد جاء بعد رد الإدارة واتهام العائلة بتزييف الحقائق والمبالغة في نقل الوقائع والافتراء عليها. لذلك قدمنا شكوى إلى وزارة الصحة كما إلى القضاء لمتابعة القضية. كما اتهمتنا الإدارة أننا نبتزها ونريد المال، “يا عيب الشوم”، إن صحة طفلنا الصحية والنفسية فوق كل اعتبار، وهذا ما جعلنا نكسر حاجز الصمت ونسرد ما حصل إلى العلن”.
وحول صحة الطفل النفسية والجسدية، يشير الوالد إلى أن “ابنه مصدوم، فهو لا يأكل جيداً ويبقى في حضن والدته ولا يلعب، في حين أنه طفل كثير الحركة واللعب. كما أنه قام “بعضّ” شقيقه، وهذا يعني أنه يكرر ما تعرض له، أهذا ما نُعلّمه لأطفالنا؟ نحن أشخاص مسالمون ونريد تربية أطفالنا كما يجب، لذلك من حقنا أن نعرف ما الذي تعرّض له حتى نساعده على تخطي هذه الصدمة”.
كان لا بدّ من سماع الرأي الآخر ومعرفة تفاصيل ما جرى وحيثياته، خصوصاً أن ادارة الحضانة نشرت رداً على صفحتها على الفايسبوك وجاء فيه “أن ما نشره أولياء هذا الولد هو كاذب ومحض افتراء ومضخّم، ومن شأنه إساءة سمعة حضانة وإبتزازها . لذلك نؤكد لجميع متابعينا أن الإشكال تم معالجته وفقاً للأطر القانونية اللازمة، وليس كما يزعم أولياء الطالب المتضرر”.
وعليه، كان لنا اتصال مع المحامي عبدو عيد الذي أكد لـ”النهار” أن “الحادث يمكن ان يحصل في أي حضانة وليس فقط في حضانة Reve des anges ، والخطأ يمكن أن يحصل برغم من وجود رقابة طيلة الوقت. ما حدث مع الطفل أنه كان يلعب مع طفل آخر في المكان المخصص للعب، وكان هناك منزل بلاستيك حيث كانا يجلسان فيه، وفجأة سمعت المعلمة صراخاً، فتجد أن ستيفن تعرض للعضّ من قبل الطفل الآخر الذي كان معه”.
ونتيجة هذه الحادثة، تتصل الإدارة بوالديّ ستيفن ووالديّ الطفل الآخر لإبلاغهما بما حصل. ويوضح عيد أن “ردة فعل والدي ستيفن كانت قاسية ونحن نتفهم ذلك لما تعرض له، وهذا حقهم ولا نلومهم. لكن تصرفهم كان مهيناً جداً للحضانة وللمعلمات، ومع ذلك أعربت الإدارة عن تحمّل كامل مسؤوليتها في طبابة الطفل وحتى في متابعته نفسياً إن احتاج الأمر”.
اختلفت مطالب الوالد عن مطالب الحضانة، إذ طلب الوالد بإخراج ابنه من الحضانة واسترجاع ماله وطرد المعلمة من عملها والطفل من الحضانة، في حين عرضت الإدارة أن تتابع حالة الطفل بكل متطلباتها النفسية والجسدية”.
وبعد اعتبار أن الموضوع حل بالتراضي بين الطرفين، يشير عيد إلى أننا “نتفاجأ أن والدة الطفل تنشر منشوراً على مواقع التواصل الاجتماعي حيث عمدت إلى تضخيم الموضوع والافتراء على الحضانة. مع العلم أن الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي مختلفة عن الصور التي بحوزتنا. لذلك كنا نتمنى أن تتريث العائلة قليلاً إلى حين صدور الحكم القضائي قبل أن تنشر أي شيء، وعدم القدح بالحضانة والاتصال بعائلات أطفال آخرين لتحريضهم على إخراج أولادهم منها”.
المصدر: النهار
اترك ردك