الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية تُطمئن: قصف المنشآت النووية الإيرانية لم يشكل أي خطر تلوث إشعاعي على الإطلاق

 صدر عن الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية – المجلس الوطني للبحوث العلمية، بيان ، جاء فيه:

“ضمن إطار الحرب بين العدو الاسرائيلي والجمهورية الإسلامية الإيرانية وما تخللها لتاريخه من قصف لمنشآت نووية إيرانية تعنى بتخصيب اليورانيوم (نطنز و فوردو) إلى جانب القصف الذي طاول منشأة أصفهان والتخوف من رد إيراني بقصف مفاعل ديمونة، وبالإشارة إلى ما يتم تداوله من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال بيانات معينة حول الخطر المحدق بلبنان حيث انبرت بعض الجهات غير المسؤولة إلى إعطاء إرشادات للعامة حول سبل الحماية من التعرض للتلوث الاشعاعي، يهم الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية – المجلس الوطني للبحوث العلمية، واستكمالا للمعطيات والنتائج التي سبق لها وشاركتها مع وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، أن تبين ما يلي:

١-  تمتلك الهيئة شبكة إنذار إشعاعي مبكر ترصد الجرعات الإشعاعية في الهواء على مدار الساعة تحتوي على عشرين محطة رصد تم تثبيتها في مواقع وثكنات تابعة للجيش اللبناني منذ العام ٢٠١٣ تغطي كافة الأراضي اللبنانية حيث تشكل منظومة الرصد الاشعاعي المبكر حجر الأساس لأية خطة طوارىء إشعاعية والتي تحدد درجة الخطورة على الإنسان والبيئة وتعطي الاجراءات والتدابير المتوجب التقيد بها وإتباعها وفقا للمعايير الدولية المعمول بها.

٢-  تدحض الهيئة أية معلومات أو إيحاءات مشبوهة المصدر تم تداولها جزافا مدعية عدم وجود خطة طوارىء لاحتواء أي تلوث إشعاعي وعدم جهوزية الجهات المعنية لدرء أية مخاطر محتملة من جراء التلوث الاشعاعي القادم من خارج الحدود، حيث أن خطة الطوارىء للحد من مخاطر أي تلوث إشعاعي محتمل وفقا لسيناريو محاكاة إنفجار مفاعل ديمونة قد تم وضعها عام ٢٠١٣ من قبل لجنة متخصصة تضم اكثر من خمسة عشر جهة معنية أنيطت بها من قبل رئيس مجلس الوزراء مسؤولية   وضع خطط طوارىء غير إعتيادية تنضوي على المواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنوويه، سيناريو اقترحته الهيئة يبين دور ومسؤوليات الأجهزة والإدارات والوزارات المعنية وآليات التعاون والتنسيق فيما بينها في مختلف مراحل الرد والتي تتناسب مع الجرعات الإشعاعية التي ترصدها شبكة الإنذار المبكر وجاهزة للتفعيل إذا ما دعت الحاجة.

٣-  تقوم الهيئة بشكل يومي بالتنسيق وتبادل المعلومات مع الشبكة العربية للرصد الاشعاعي المبكر والتي تعمل تحت مظلة الهيئة العربية للطاقة الذرية، كما تقوم بمتابعة كافة المستجدات بالتعاون مع المركز الدولي للطوارىء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفقا لمندرجات اتفاقيتي الابلاغ المبكر وتقديم المساعدة في حالات الطوارىء الإشعاعية المبرمتين مع الوكالة منذ العام ١٩٩٧، كما تقوم الهيئة بنمذجة ومحاكاة الحوادث الإشعاعية المحتملة إلى جانب الرصد الاشعاعي وتقوم بتبليغ الإدارات المعنية بتنفيذ خطة الطوارىء بالجرعات الإشعاعية في الهواء وترفدها بالمشورة اللازمة أول بأول لجهة مستوى الخطورة وبالاجراءات المتوجب أخذها.

٤ – إن قصف المنشآت النووية الإيرانية، لا سيما منشئتي التخصيب نطنز وفوردو ومنشأة أصفهان ومفاعل أراك البحثي، لم يشكل أي خطر تلوث إشعاعي على الإطلاق حيث أن أصفهان وأراك خاليتين من أية مواد نووية وفقا لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. أما فيما يخص نطنز وفوردو فأنهما تحتويان على اليورانيوم المخصب الصلب والمخزن على عمق عشرات الأمتار تحت الأرض مما يسبب بتلوث محدود للغاية في مكان التخزين ناتج عن غبار هذه المواد ويزول مفعوله بعد وقت قصير بعد تموضع هذا الغبار، ولهذا السبب لم تسجل الهيئة الرقابية النووية الإيرانية أي تلوث إشعاعي فوق أرض هذه المنشآت لغاية تاريخه بما يتوافق مع معطيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وعليه فإن أي قلق من أي تلوث إشعاعي مصدره هذه المنشآت المقصوفة هو في غير محله.

٥-  فيما يخص التخوف من قصف لمفاعل ديمونا البحثي الاسرائيلي والذي يبعد عن الأراضي اللبنانية بين ٢٢٠ و ٣٥٠ كلم خط نار حسب المنطقة، فإن نمذجة إنفجار المفاعل البحثي المذكور باعتماد حالة السيناريو الأسوأ لكل المتغيرات والخصائص المتعلقة بالمفاعل وبالظروف المناخية بينت، ومن ثلاثة مصادر  مختلفة متخصصة  تعتمد على أدق البرمجيات ونظم النمذجة، بأن نسبة التلوث الاشعاعي في المنطقة اللبنانية الأقرب لمفاعل ديمونا (يصل التلوث بعد أكثر من عشرين ساعة بعد قصف او إنفجار المفاعل) تكون تحت السيطرة وتتطلب بعض الإجراءات الأولية التي يتوجب القيام بها وفقا لإرشادات واضحة تصدرها أو تعلنها و تتابع تنفيذها الجهات الرسمية المختصة بعد الوقوف على مستوى الجرعات الإشعاعية التي تسجلها محطات الرصد الاشعاعي المبكر.

٦-  إجتمعت الهيئة صباح أمس بممثلي الأجهزة والإدارات المعنية بخطة الطوارىء من مستجيبي أول ومعنيين بإدارة مخاطر الكوارث وإدارة الطوارىء، بدعوة من الهيئة الوطنية الاستشارية لتنفيذ إلتزامات لبنان الدولية المتعلقة بالمواد الكيميائية  والبيولوجية والإشعاعية والنووية(CBRN)  في السراي الحكومي، حيث جرى عرض لما قامت به الهيئة من عمل ومن  تنسيق مع الجهات المعنية المحلية والدولية خلال الفترة التي تعاظمت فيها المخاوف من أي تلوث إشعاعي محتمل كما تم التطرق إلى خطة الطوارىء المبنية على سيناريو إنفجار ديمونا و آلية تفعيلها إذا دعت الحاجة إلى جانب مناقشة آلية الإعلان عن الإرشادات والتدابير اللازمة والتي تحددها معطيات شبكة الإنذار الاشعاعي المبكر.

٧- تهيب الهيئة بالجهات وبالأفراد الذين ينشرون أية معلومة حول موضوع التلوث الاشعاعي ودرءاً للتبعات التي قد تترتب على نشر مثل هذه المعلومات، تطلب من وسائل الإعلام إستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية المتخصصة”.