أكّد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أنّ “المؤسسات الدينية في لبنان بخير، والثقة التي حازها المفتون المنتخبون في طرابلس وعكار وزحلة وراشيا وبعلبك الهرمل وحاصبيا مرجعيون، هي أمانة ومسؤولية ينبغي تعزيزها للنهوض بمؤسساتنا الدينية والوقفية والتربوية والصحية والاجتماعية للحفاظ على مجتمعنا بالتكافل ونشر قيم الإسلام السمحة”.
وشدّد مفتي الجمهورية في خلال تواصله مع المفتين في المناطق اللبنانية، على أنّ “دورهم ومهامهم الدينية والوطنية والوقفية والاجتماعية هي أساس في خدمة الناس والبلد”، ودعاهم إلى “إطلاق عملية تحديث الإدارة وتطويرها في دور الإفتاء وتنمية الأوقاف وتعزيز دور المؤسسات التربوية والدينية والاجتماعية والصحية التابعة لهم، ببعدها المؤسسي الجامع في رعاية الشأن الديني والوقفي والخيري، وبما تفتضيه الشورى”.
ولفت إلى أنّ “دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، هي دار الإسلام والوطنية والعروبة، وجامعة لكل المسلمين واللبنانيين، من دون تفرقة ولا تمييز، انطلاقاً من رؤيتها بقيام الدولة الوطنية الجامعة لكل أبنائها ومؤسساتها والعيش المشترك والانتماء العربي، في سياستها المبنية على الحكمة والاعتدال والانفتاح على الآخر”.
ودعا المفتي دريان النواب في المجلس النيابي، إلى “حسم إنجاز الاستحقاق الرئاسي بانتخاب رئيس للجمهورية في أقرب فرصة ممكنة، لأنّ الوطن والمواطنين لم يعودوا يتحملون هذا الفراغ المدمر لكل مقومات الدولة، كما طالب بأن يكون انتخاب الرئيس بمواصفات رجل الدولة المحتضن لكل المواطنين والحريص على حقوقهم جميعاً وأن يكون خارج المحاور الإقليمية وعلى ود وتعاون مع الأشقاء العرب والدول الصديقة والمحبة للبنان”، وقال: “الشغور الرئاسي أمر مرفوض وخطير ويهدد المسلمين والمسيحيين في وطنهم المبني على أسس ثقافة المواطنة والعيش المشترك، وغير مقبول في أي شكل من الاشكال أن يستمر هذا الشغور الرئاسي الذي يلحق الضرر بجميع مكونات الشعب اللبناني، فالحوار والتعالي عن المحاصصة والمصالح الذاتية هو المدخل والأساس في التفاهم للوصول إلى حل ينقذ لبنان من الانهيار الذي أصبح يحتل مساحة واسعة في مؤسساته، والتجارب السابقة في الشغور الرئاسي كلفت لبنان الكثير من تراجع الإنماء والتطور والتقدم والازدهار”.
وناشد كل المخلصين والغيورين على وطنهم لبنان “التواصل والتلاقي والتشاور وإطلاق المبادرات البناءة التي تجمع ولا تفرق، فالوطن بحاجة إلى جهود كل أبنائه، للخروج من هذا النفق المظلم”.
اترك ردك